الأحد 21 كانون الثاني 2024 14:51 م |
نفي ونعي وحرب طويلة |
* جنوبيات بعد انقطاع دام أسابيع وتسريب معلومات تفيد أن الرئيس الأميركي جو بايدن غاضب ومحبط من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو أعلن البيت الأبيض عن اتصال أجراه سيّده بـ"سيّد الاحتيال والإرهاب"، وقيل أن الأخير أي نتنياهو أبدى ليونة وهو "لا يعارض حلاً ممكناً لقيام دولتين".
ارتاح كثيرون من المتعلّقين بـ"حبال الهواء" واعتبروا أن باباً فتح لبداية نهاية الصراع وكتب وتخيّل آخرون سيناريوهات عن مستقبل المنطقة بعد هذا التطوّر، والكل في ذلك مخطئ ودائماً أقول "أخطر أنواع التحليلات تحليلات التمنيات" فهؤلاء خمنّوا وكأنهم لا يعرفون نتنياهو وتاريخه وصهيونية وضعف بايدن في الوقت ذاته. فما هي إلا ساعات حتى خرج نفي من مكتب نتنياهو نفسه: "رئيس الوزراء أكد موقفه الثابت منذ سنوات". بعد القضاء على حماس يجب على "إسرائيل" أن تبقى في سيطرة أمنية كاملة على قطاع غزة لضمان أن غزة لم تعد تشكّل تهديداً لـ"إسرائيل" وهذا يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية " وأضاف: "نرفض السيادة الفلسطينية على الضفة الغربية لأنها تتعارض مع حاجة بلادنا إلى السيطرة على كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن"! الكلام واضح وليس جديداً ولن يتغيّر: " لا سلطة فلسطينية . لا دولة فلسطينية . الأرض لنا والسيادة عليها لنا . الدولة دولتنا والسلطة سلطتنا وانتهى الأمر"! وبعد هذا النفي كرّت سبحة تصريحات من أركان قيادتي الاحتلال السياسية والعسكرية: - رئيس الكيان إسحاق هرتسوغ قال: "فقدت الثقة في عمليات السلام بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر . لم يعد بمقدورنا التفكير الآن في أي عملية سلام مع الفلسطينيين". والسؤال البديهي هنا: هل كنتم تثقون بالسلام؟ ماذا فعلتم قبل "طوفان الأقصى"؟ دمّرتم كل محاولات الوصول إلى اتفاق ولا تزالون تفعلون الشيء ذاته والمسألة لا تتعلق بهذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك أو بهذه المحطة أو الحرب أو المواجهة تلك . الهدف الإسرائيلي الأساس السيطرة على كل شيء وأنتم تقرّون بذلك علناً . - وزير المالية سموتريتش: " الدفاع باتجاه إقامة دولة فلسطينية هو دفع للمذبحة المقبلة وخطر على وجود "إسرائيل". هناك إجماع واسع في "إسرائيل" على رفض الدولة الفلسطينية وتقسيم الأراضي وعلى البيت الأبيض أن يتحرّر من أوهام المفاهيم التي أدت إلى الكارثة في "إسرائيل" !! كلام خطير يتلاقى مع موقفي هرتسوغ ونتانياهو ويذهب أبعد منهما انطلاقاً من تزوير للحقائق والتاريخ وحقد لا مثيل له . الذي حصل في الواقع هو تقسيم أرض فلسطين بقرار دولي لإنشاء الكيان الصهيوني . قبل الفلسطيني والعرب ولم تقبل "إسرائيل". هذا الإرهابي يخاطب بايدن والعالم ويقول: "الأرض كل الأرض أرضنا ولا نقبل تقسيمها. ونحن أحرار في التصرف بها وعليها ". وانطلاقاً من هذه القناعة يخاطب البيت الأبيض ويدعوه إلى التحرّر من الأوهام !! - وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار قال: " لن نسمح أبداً بإقامة دولة فلسطينية " . - وزير الطاقة: "إقامة دولة فلسطينية هو مكافأة للإرهاب وخطر على دولة "إسرائيل" وسيشجع على قتل اليهود"! - أما الرمز الذي يراهن عليه بايدن لخلافة نتانياهو، يائير لابيد فقد أعلن: "إذا خضعت السلطة الفلسطينية لإصلاح حقيقي في موضوع التحريض والفساد فمن الممكن استخدام أجهزتها المدنية في بعض المكونات في غزة . لكن لا يعتقد أحد أن هناك دولة فلسطينية سيتم إنشاؤها في غزة بمجرد انتهاء الحرب "! يعني لديهم الاستعداد لاستخدام الفلسطينيين في سياساتهم وخطواتهم ومشاريعهم وأهدافهم أدوات يتم فرزهم واختيارهم من قبل الأجهزة الإسرائيلية لتنفيذ ما يريدونه في المرحلة الانتقالية وكسب الوقت ولكن الثابت: لا دولة فلسطينية . الكلام الإسرائيلي، رئاسة ، وحكومة، ومعارضة واضح ثابت : "الأرض لنا، لا دولة فلسطينية ". وهو خطاب موجه إلى بايدن مباشرة والى العرب والفلسطينيين فهل ثمة موقع هناك لـ"حل الدولتين" وهو جواب على التطبيع؟ مجدداً أقول : "يريدون تطبّع العرب مع هذه السياسة وليس تطبيع علاقات معهم تؤدي إلى أمن وسلام واستقرار"، وها هو أمين عام الأمم المتحدة غوتيريس يعلن : "رفض قبول حل الدولتين وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة أمر غير مقبول". فهذا من شأنه أن يطيل أمد الصراع إلى أجل غير مسمى ليصبح تهديداً كبيراً للسلم والأمن العالميين ما يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب وتشجيع المتطرفين في جميع أنحاء العالم" . أما بيرني ساندرز عضو مجلس الشيوخ الأميركي فعلّق على المواقف الإسرائيلية قائلاً: "نتنياهو أكد رفضه قيام دولة فلسطينية ويواصل حربه ضد الأبرياء. علينا أن نوضح موقفنا . يجب على بايدن أن يعلن بوضوح وبصوت عال رفضه لسياسات حكومة نتنياهو المتطرفة، وإذا استمر الأخير في مسار الهيمنة العسكرية فيجب أن يفعل ذلك بمفرده ولا يمكن أن نكون متواطئين"! الخلاصة: "إسرائيل" تنعى السلام والأمن والاستقرار وتعلن الاستمرار في الحرب وتهجير الفلسطينيين والاستيطان والسيطرة على كل فلسطين . العالم يندّد. يستنكر بايدن يبدو عاجزاً هنا ومستنفراً دائماً من أجل "إسرائيل" هناك. يعني الصراع طويل . الحرب مستمرة. وليس أمام الفلسطينيين سوى المقاومة. قتلت "إسرائيل" 30.000 فلسطيني ووصل عدد الجرحى إلى ما يقارب الـ 50 ألفاً وخلال الأشهر الماضية ولد عشرون ألف طفل فلسطيني. هؤلاء مشاريع مقاومة. هذا تاريخ فلسطين وقدرها ومستقبلها. وعلى العرب أن يدركوا أن المواقف الإسرائيلية تستهدفهم بالدرجة الأولى فحذار الوقوع في فخ التطبيع والوعود والأوهام. هذا قدرهم أيضاً في مواجهة الحقائق التي عبّر عنها أركان كيان الاحتلال. أي سؤ تقدير وتدبير إضـــافي سيشعل الفوضى والنار في كل مكان! المصدر :جنوبيات |