الاثنين 22 كانون الثاني 2024 22:41 م |
ما قصة "الحفرة" التي يجتمع نتنياهو ومجلس حربه فيها أسبوعياً؟ |
* جنوبيات
يجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب عدة مرات منذ السابع من أكتوبر الماضي فيما وصف بـ"الحفرة" أو "كرياه" كما يسمّيها الإسرائيليون لبحث كل تفاصيل الحرب على قطاع غزة ومجرياتها ومستقبلها. يظهر مصطلح "الكرياه" أو "الحفرة" بشكل متكرر في وسائل الإعلام، خاصة خلال تغطية الأخبار المتعلقة بالجيش الإسرائيلي. يتم استخدام هذا المصطلح للدلالة على الاجتماعات التي تعقد بين وزارة الحرب ورئاسة هيئة أركان الجيش، حيث يتم فيها تقييم الأوضاع الميدانية واتخاذ قرارات استراتيجية بناءً على المعلومات المتاحة وتقديرات الموقف. الحفرة أو كرياه كما يسيمها الإسرائيليون هي قاعة مبنية على عمق عدة طبقات من مقر وزارة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، يتكرر نزول رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إليها مع مجلس حربه أسبوعيا تقريبا. وتعد منطقة وسط مدينة تل أبيب، وتتألف من الجزء الشمالي لقاعدة عسكرية والجزء الجنوبي ذي الطابع المدني، وتمتد إلى منطقة الاستيطان في شارع كابلان. "الحفرة" توجد في مكان سري تحت الأرض بمنطقة في وسط تل أبيب، التي تضم المركز الحكومي لمنطقة تل أبيب وقاعدة قوات الدفاع الإسرائيلية الرئيسية، معسكر رابين سمي باسم إسحاق رابين. وهي إحدى القواعد الأولى لقوات الدفاع الإسرائيلية، وكانت بمثابة مقر قيادة الجيش منذ تأسيسها في عام 1948. وتضم المنطقة الأوسع لـ"الكرياه" بشكل عام مقر الحكومة الإسرائيلية والقاعدة المركزية للجيش الذي يشمل وزارة الحرب وهيئة الأركان العامة، وغرفة العمليات، والقوات الجوية والبحرية، ومكاتب أخرى للإدارة الحكومية. في ذلك العمق يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ومجلس حربه لرسم خطط إدارة الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. اللافت ربما كان اتخاذ قرار إدارة الحرب من هذه الحفرة عوضا عن المركز الوطني لإدارة الأزمات الواقع في القدس الذي يتمتع بتقنيات عالية تجعله محميا من كل التهديدات والكوارث الطبيعية كالزلازل، بالإضافة إلى أنه محمي من التهديدات الحربية التي تُستخدم فيها القنابل النووية والكيميائية.
ورغم ذلك اختار نتنياهو وحكومته التي شكل معها حكومة طوارئ إسرائيلية لإدارة الحرب في الحادي عشر من أكتوبر الماضي تلك الحفرة. وحكومة الطوارئ تلك كانت انبثقت عن اتفاق بين نتنياهو ورئيس حزب المعارضة بيني غانتس، واتفقا أيضا على تشكيل مجلس الحرب من ثلاثة أعضاء هم نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وغانتس، بالإضافة إلى رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت كمراقب. وتشمل منطقة كرياه بمحيط "الحفرة" معسكر رابين، العديد من المؤسسات الحكومية والعسكرية، مثل مقر غرفة العمليات وقيادة العمق ومكتب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى مشاريع مستقبلية مثل نقل بعض وحدات وزارة الحرب إلى المنطقة الجنوبية. تشير الخطط المستقبلية إلى نية إنشاء خمسة أبراج جديدة لتوزيع قيادات القوات وتخصيص أجزاء واسعة لبناء مستوطنات سكنية ومنشآت تجارية. المصدر :وكالات |