الجمعة 2 شباط 2024 20:00 م |
أطبّاء يحذّرون مرضى السرطان من اعتماد "الصيام" لـ تجويع خلايا الورم |
* جنوبيات بات كثر من مرضى السرطان يتبعون نظاماً غذائياً قائماً على الصيام ظناً منهم أنهم، بحرمان أنفسهم من الطعام، يساهمون في تجويع الورم أو يعوّدون أنفسهم على تحمّل العلاج الكيميائي بشكل أفضل. لكنّ الأطباء ينبّهون إلى أن هذه النظريات التي تتفشى كالعدوى هي مجرّد تضليل إعلامي، إذ أن هذه الحمية لا تحمي من المرض الخبيث، بل تعرّض المرضى لمخاطر جمّة. وشوهدت عشرات آلاف المرات عبر موقع يوتيوب مقاطع فيديو لأشخاص يقولون إنهم تعافوا أو آخرون يصفون أنفسهم بـ"المعالجين" يؤكدون أنّ الصيام يشكل علاجاً سريعاً للسرطان بطريقة "طبيعية بحتة".
وهذه الحمية هي إحدى العلاجات المعجزة التي يروّج لها المعالجون الطبيعيون تحديداً، على ما يقول دوناتيان لو فايان، رئيس "ميفيلود"، وهو قسم في وزارة الداخلية الفرنسية يتولى رصد المجموعات التي تجعل أتباعها في حال خضوع نفسي أو جسدي وتحرمهم تالياً جزءاً من قراراهم الحر.
ويشير لو فايان إلى أن ضعف المرضى يكون كبيراً جداً تحديداً عند إعلامهم بإصابتهم بالسرطان، إذ يصبح بعضهم حساساً جداً لنظريات المؤامرة المناهضة للأدوية، والتي أصبحت شائعة عبر الشبكات الاجتماعية تحديداً.
وفائدة الصيام لمحاربة السرطان مبنية على ملاحظة تبدو منطقية، فكون الخلايا السرطانية تتمتع بشهية كبيرة يُعدّ حرمانها من الطعام خطوة مساعدة للقضاء عليها.
ويتابع لكنّ المشكلة تكمن في أنّنا عندما نعتمد الصيام لا نكون قد جوّعنا الأورام السرطانية فحسب بل الجسم بأكملة. ويعتبر أنّ هذه الطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية لأنّ الخلايا السرطانية ستستمد مواردها من الكتلة العضلية مثلاً. ويشير معهد "إنسيرم" إلى أنّ هذه الخلايا تتمتع بقدرات كبيرة جداً على التكيف. ويذكر عبر موقعه الالكتروني أنّ الدراسات المتمحورة على فوائد هذه الممارسة “غير مؤكدة بصورة كبيرة. وبعد مراجعة عشرات الدراسات، خلصت شبكة "ناكر" في تقرير لها عام 2017، إلى عدم وجود دليل على تأثير الصيام لدى البشر في الوقاية من المرض أو في محاربته (سواء أكان التأثير علاجي أو تفاعلي مع علاجات السرطان).
يقظة المقربين ويحذر من أن الصيام قد يزيد من خطر التسمم من العلاج ويقلل من فاعليته. وقد يتسبب بضعف عضلي وسوء تغذية، وهما عاملان يهددان حياة المريض، إذ ان سوء التغذية هو السبب المباشر لوفاة 5 إلى 25% من مرضى السرطان. ويؤكد أنّ أطباء الأورام عليهم تشجيع المرضى على تناول ما يرغبون به، لأنّ المريض ينبغي أن يكون قويا بما يكفي لتحمل الآثار الجانبية للعلاجات، كما أنّ تناول الطعام بشكل جيد مسألة صعبة لأنّ الشهية على الاكل تتضرر نتيجة العلاج الكيميائي. ويشير إلى أن مرضى السرطان مستعدون لتجربة أي شيء، لذا من الضروري أن يرافقهم شخص ما ويخضعوا لمراقبة بهدف رصد أي سوء تغذية قد يتعرضون له وحلّ المشكلة سريعاً. ويوفر قسم "ميفيلود" نصائح للمقربين من المصاب بالسرطان، بينها ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة في حال عزل المريض نفسه عن محيطه أو عن الأطباء، أو أظهر رغبة في وقف علاجه أو أنفق مبالغ كبيرة على ما يسمّى "العلاجات البديلة". المصدر :وكالات |