يتصدّر الكلام عن هدنة طويلة الأمد المشهد الغزاوي اليوم، وسط لقاءات تُعقد في اكثر من عاصمة اوروبية وإقليمية، بنيّة بحث الآليات التي تُحضِّر الارضية لهدنة طويلة، وهذا ما سيغيّر مسار المنطقة برمتها، في الوقت الذي يشهد لبنان زحفًا أوروبيًا يهدف في ظاهره إلى وقف الأحداث الدائرة، لكن السؤال المطروح على بساط البحث يتمثل في ماهية القلق الأوروبي من اشتعال الجبهة الجنوبية، وكيف يمكن لاشتعال هذه الجبهة ان يؤثر على مصالح القارة العجوز؟
أمران يُقلقان الأوروبيين، يتمثلان بالخشية من نسف ملف الغاز الموجود بكثافة بين لبنان وفلسطين المحتلة، حيث إن انفجار الصراع اللبناني الاسرائيلي سيقضي على أمل الأوروبيين بغاز ونفط المتوسط الذي افتقدوه في روسيا، وهذا ما قد يفجّر المشهد الاوروبي برمته، وسط استياء معظم شعوب القارة العجوز من سياسات حكوماتها، وسوء التقدير لمساوئ التورّط في الحرب الروسية الاوكرانية، ويأتي معطوفا على هذا الامر ما يتعلق بالخشية الجدية عند الاوروبيين من هجرة جماعية كبيرة وواسعة للنازحين السوريين الى بلادهم حال انفجار الوضع جنوبا، وهذا من اهم العوامل التي تدفع الاوروبيين لدعم النازحين السوريين في لبنان بشتى وسائل الدعم والمساندة بنية تثبيتهم اكثر وإبقائهم حتى موعد التسوية الكبرى.
لهذه الأسباب وسواها نشهد هذا الغرام والزحف الأوروبي في الآونة الأخيرة، وهذا ما دفع وزير الخارجية البريطاني إلى حمل مقترح حول تطبيق القرار 1701 وإنشاء ابراج مراقبة للجيش وحديث عن زيارة قريبة لهوكستين ايضا وقبله وزير الخارجية الفرنسية الجديد، فهل تعبر المساعي الأوروبية على ما يرام أم ان للميدان والتطورات رأي آخر؟.