ندد باراك اوباما الذي زار أمس للمرة الاولى منذ توليه منصبه مسجدا في الولايات المتحدة، بالخطاب «غير المبرر» لبعض السياسيين بحق المسلمين، غامزا خصوصا من قناة المرشحين الجمهوريين دونالد ترامب وبن كارسون.
وقال الرئيس الاميركي في خطابه امام افراد المجموعة الاسلامية في بالتيمور «منذ 11 ايلول، ومنذ اعتداءات باريس وسان برناردينو في الاونة الاخيرة، شاهدتم اناسا يخلطون بين الاعمال الارهابية الفظيعة وديانة بمجملها». واضاف «سمعنا في الاونة الاخيرة خطابا غير مبرر ضد المسلمين الاميركيين، تصريحات لا مكان لها في بلادنا»، معتبرا انه «من غير المفاجىء تاليا الا تزداد المضايقات والتهديدات بحق المسلمين الاميركيين».
والتقى اوباما مسؤولين مسلمين خلال هذه الزيارة الى مسجد في بالتيمور في ولاية ميريلاند (شمال شرق) التي تاتي قبل تسعة اشهر من الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وسبق ان زار الرئيس الاميركي مساجد في مصر وماليزيا واندونيسيا اثناء توليه مهامه، لكنها المرة الاولى التي يزور فيها مسجدا في الولايات المتحدة.
وتاتي هذه الزيارة التي ترتدي طابعا رمزيا كبيرا بعد اكثر من ستة اعوام على خطاب اوباما في القاهرة في حزيران 2009 والذي دعا فيه الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي.
ومنذ ان اقترح المرشح الجمهوري للسباق الرئاسي الاميركي الملياردير دونالد ترامب منع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة بشكل موقت خشية تنفيذ بعضهم اعتداءات جهادية، يندد الرئيس الاميركي باستمرار بالسعي لاستغلال خوف الاميركيين ويحذر من تعميم نمطي غير بناء.
وقال في مطلع كانون الثاني امام مجلسي الكونغرس «حين يقوم سياسيون باهانة المسلمين، فهذا الامر لا يجعلنا اكثر امانا». واضاف «انها خيانة لواقعنا كبلد».
وقال جوش ارنست الناطق باسم البيت الابيض ان المسجد «هو المكان المناسب للقول بوضوح انه لا يحق لاي شخص سواء كان مرشحا ام لا، ان يظن بانه مخول بتهديد حرية الاديان».
وادلى مرشحان جمهوريان للبيت الابيض في الاسابيع الاخيرة بمواقف ضد المسلمين.
فقد اكد كل من دونالد ترامب وبن كارسون في تشرين الثاني انه شاهد صورا لمسلمين يحتفلون في الولايات المتحدة بهجمات11 ايلول في نيويورك، الامر الذي سبق نفيه مرارا.
كذلك، اعتبر كارسون في ايلول انه ممنوع على اي مسلم ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة، لافتا الى ان الاسلام لا ينسجم مع الدستور الاميركي.
وذهب ترامب الى حد المطالبة بمنع المسلمين موقتا من دخول الولايات المتحدة لتجنب خطر تسلل جهاديين الى الاراضي الاميركية.
وراى اوباما امس ان التهجم على ديانة ما هو تهجم «على كل الديانات».