ذات يوم مشرق، من ماضٍ غاب في زمن الأصالة والعنفوان، كنت ووالدي الحاج ديب الحلو (طيّب الله ثراه) نرتشف القهوة الصباحيّة "من صنع الغالية أمّي" الأميرة الأيوبيّة رحمها الله رحمة عامّة شاملة. وكان والدي وكعادته في كلّ صباح يدعو قائلًا:
"يا فتّاح يا عليم، يا رزّاق يا كريم".
وبدافع المعرفة سألته:
منذ الصّغر وأنا أسمعك تدعو هذا الدّعاء يا أبي. فلمَ هذا الدّعاء بالذّات؟
أجابني "رحمه الله":
إسمع يا ولدي، "المال : هو أدنى درجات الرّزق.
العافية: أعلى درجات الرّزق.
صلاح الأبناء: أفضل أنواع الرزق.
أمّا رضى ربّ العالمين: فهو تمام الرّزق".
ومن وقتها أصبحت أردّد هذا الدّعاء، بقلب خاشع، وبيقين القانع بالإجابة.
وإذ بوالدي يبادرني بالسّؤال عن أحوال كتاباتي على صعيد "الأدب والشّعر"؟.
فأجبته بأنّي مقلّ في الكتابة بسبب عملي المتواصل في النّيابة العامّة. وعندما أجد الفرصة متاحة ومؤاتية، أكتب بعض الخواطر. عندها قال لي:
يا ولدي، لا تكتب شيئًا لا تؤمن به، ولا تقاتل من أجل حلم لم تحلم به. كن كالنّور ولا تعش في الظّلام. أطلق جناحيك وكن حرًّا فالوقت يمضي بدون استئذان. وختم قائلًا: وكما تعرف، "الوقت كالسّيلِ إن لم تقطعه قطعك".
ومن وقتها أحاول العمل بوصيّة والدي، لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا.