يبدو قائد الجيش العماد جان قهوجي مرتاحا الى الانجازات المتلاحقة التي تحققها المؤسسة العسكرية في مواجهة الارهاب، وهو لا يتردد في القول لمحدّثه عندما يصل النقاش الى النجاحات التي يصنعها الجيش: دق عالخشب...
لكن قهوجي يدرك في الوقت ذاته ان التحدي الامني لا يزال مستمرا، وانه يجب الإبقاء على أعلى جهوزية ممكنة لصد المخاطر المحتملة، وللاستمرار في الامساك بزمام المبادرة على الارض، بعدما استطاعت المؤسسة العسكرية والاجهزة المختصة انتزاعها، بفعل جهد دؤوب ومتواصل.
ويؤكد قهوجي ان الجيش يعمل على قاعدة «الامن للأمن»، مشيرا الى ان عملياته القتالية والاستخباراتية ليست مرتبطة باي أجندة او حسابات سياسية، بل هي منزّهة عن كل اعتبار من هذا النوع.
وينبه قهوجي الى ان الجهوزية المرتفعة لدى المؤسسة العسكرية لا تلغي احتمال الخرق الامني الذي يبقى واردا، علما ان الجيش يبذل أقصى جهده لمنع حدوثه، «وهو سيواصل حربه الاستباقية لضرب الارهاب في أوكاره والانقضاض عليه في قواعده، بدل ان نكون في موقع رد الفعل، وننتظره حتى يأتي الينا».
ويؤكد قهوجي انه أصبحت لدى الجيش «قوات نخبة» تؤهله لمواجهة الارهاب بأفضل طريقة ممكنة، كما ان هناك تطورا في عمل الاستخبارات، «وهذا يعود الى الخبرات المتراكمة والأهم منها هي الروح المعنوية العالية التي تسود العسكريين وتمنحهم كل هذا الاندفاع».
ويشير الى ان الجيش يتلقى الدعم العسكري بشكل أساسي من الولايات المتحدة ثم بريطانيا، إضافة الى بعض الدول الاوروبية.
ويعتبر قهوجي ان العملية النوعية التي نفذتها استخبارات الجيش قبل أيام وأدت الى توقيف انتحاري الـ «كوستا» هي نموذجية، وأتت نتاج عمل احترافي من الطراز الرفيع، لافتا الانتباه الى انه لا يمكن الآن الكشف عن العديد من الوقائع والتفاصيل المتصلة بها لضرورات امنية، «ومتى عُرف ما خفي من أسرار هذا الانجاز النوعي سيكتشف البعض كم ظلم المؤسسة العسكرية حين راح يطرح علامات استفهام وتعجب حول حقيقة ما حصل».
ويشدد قهوجي على ان الجيش أصبح مؤسسة حقيقية، وهو يعمل كمنظومة متناغمة، ما ساهم في تفعيل أدائه وتحريره من المؤثرات الجانبية، ويضيف: ضميري مرتاح بعد كل هذه السنوات التي قضيتها في القيادة، وأنا مطمئن الى واقع الجيش ومستقبله، على كل المستويات.
ويعتبر قهوجي ان الارهاب كالسرطان، سواء من حيث طبيعة المرض وآلية العلاج، لافتا الانتباه الى انه إذا لم يتم اجتثاث الارهاب من جذوره فهو قد يتمدد وينتشر، وبالتالي فان مواجهته تتطلب ان يكون العلاج بوتيرة متسارعة، وبجرعات مكثفة من الدواء المناسب.
ويؤكد قهوجي انه لا مجال للتراخي ولا للتهاون في هذه المعركة، وينبغي عدم اظهار اي إشارة ضعف او تردد خلالها، «وأنا مصر أكثر من اي وقت مضى على المعادلة التي سبق ان أطلقتها وهي اننا سنكون ارهابا على الارهاب».
ويرى قهوجي ان الوسائل العسكرية والامنية لا تكفي وحدها لحسم هذه المعركة وربحها، لافتا الانتباه الى انه يجب الاهتمام ايضا بالجوانب التربوية والثقافية لمنع تســرب الافــكار المتطـرفة والتكفيرية عبر الكتب والمناهج، كما المطلوب تجفيف الينابيع المالية للجماعات الارهابية.
ويشير الى ان التصدي للارهاب يتطلب كذلك تعاونا عابرا للحدود بين الدول، ولا بد من ان تكون هناك جبهة مشتركة لمحاربته، لان خطره بات يتمدد عبر الجغرافيا ويلف العالم، وبالتالي فان الجميع، حتى المتخاصمين فيما بينهم، أصبحوا معنيين بمحاربة هذا الخطر الداهم.
ويشدد قهوجي على ان الجيش لا يفرّط بحق شهدائه وأسراه، ولو تأخر أحيانا في تحصيل هذا الحق، مشيرا الى ان معــظم الذين تورطوا في قتل العسكريين وخطفهم، خلال عدة مراحل في عرسال، قد جرى قتلهم او توقيفهم تباعا.