كلمة يكثر استعمالها في الظّروف الصّعبة، وفي الأيّام العِجاف:
الله "يهدّي" البال...
وكثيرًا ما نسمع بلغة العوام:
"طوّل بالك، ودير بالك ع حالك وع صحّتك، وخلّي بالك، والله يصلح بالك".
ونسمع باللغة الفصحى:
"تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأصلح لنا ولكم الحال والبال".
فما هو البال؟
هل البال كلمة عامّيّة أم فصحى؟ هل هو عضو في جسم الإنسان؟ أم هو إحساس بالراحة والهناء؟ أم شعور بالفرح والحبور، والسّعادة والسّرور؟
سئل رجل ذات مرّة: "لو كانت هناك أمنية واحدة تُلبّى لك، ماذا كنت ستتمنّى"؟ فقال: راحة البال.
فلو عدنا إلى كتاب الله لوجدنا آية في غاية الأهمّيّة وتعطي صورة رائعة عن موضوع "البال".
يقول الله عزّ وجلّ في محكم التنزيل: "والذين آمنوا وعملوا الصّالحات.... كفّر عنهم سيّئاتهم وأصلح بالهم".
لنتوقّف مليًّا عند هذه الآية لنرى: إنّ كلمة (بال) هي كلمة فصيحة وكنّا نظنّها عامّيّة. وإنّ قوله تعالى: "أصلح الله بالكم"، هو دعاء جميل جدًّا لم نكن نفطن له، لولا حكمة الله الرائعة التي تولينا راحة الفكر والطمأنينة النّفسيّة.
إذًا، البال هو موضع الفكر. والفكر موضعه العقل والقلب. فأنت حين تقول بصورة التعميم : "أصلح الله بالكم"، فأنت تعني أصلح الله خاطركم، وتفكيركم، وقلبكم، وعقلكم.
فشروط إصلاح البال تجدها بوضوح في الكتب السماويّة وتتلخّص بالآتي:
١-الإيمان بالله.
٢-عمل الصالحات.
٣-العمل بالتعاليم الدينيّة على أسس المحبّة والسلام واحترام الآخرين.
إذًا، فإنّ راحة البال هي نعمة تُعطى لعباد الله الصالحين، والمخلصين، والطيّبين. شعارهم المحبّة والسلام، وكلامهم بلسم للأنام، وتصرّفاتهم على أحسن ما يرام.
أراح الله بالي وبالكم، وهداني وإيّاكم سبل الصواب، وجعل المحبّة عنوانًا لمسيرة الأصحاب.
وفي لبناننا العزيز الغالي نقول:
"اللهم أصلح بالنا جميعًا".