الثلاثاء 31 كانون الثاني 2017 18:21 م

إنتحارية طليقة أم زوجة فارة؟


إنهمكت بلدة عرسال الحدودية في الساعات الـ72 الماضية بخبر إختفاء السيدة ح. الحجيري وولديها من منزلها في البلدة التي تنشط فيها فلول جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين.

ما حوّل القضية إلى خبر غير عادي، هو ما تسرب عن أن السيدة إرتدت العباءة السوداء الطويلة الممهورة بالنقاب وتوجهت صوب الشرق، أي ناحية الجرد، حيث يتمترس هناك تنظيم داعش، ما قدم الرواية على أن هناك خطب ما في الذي جرى، وصولاً إلى الظن أن السيدة ربما تكون "مشروع إنتحاري" على ما يردّد داخل البلدة، خاصة الحديث عن "النقاب" و"تقديمها بيعة لداعش في الجرد".

السيدة الحجيري المتزوجة برجل من آل الأطرش تقول الروايات أن هناك خلافات عائلة متفاقمة بينهما منذ مدة، لكن ما يثير الشبهة، تلك المزاعم التي تتحدث عن تواصل السيدة المختفيه مع القيادي في داعش، أبو حسن الفلسطيني، بحكم إرتباط الأخير مع عائلة زوجها بمصاهرة، الذي أقنعها (وفقاً للرواية) بالمغادرة وإصطحاب الأولاد بعد إشتداد عود الأزمة. الوالد "الأطرش" يتجاهل كل تلك الفرضيات التي يتم التطرق إليها متحدثاً عن "مؤامرة لسرقة أبناءه".

الرجل المذهول من ما جرى أصدر بيان وزع في البلدة إتهم فيه المدعو "أبو علي الصيداوي" الذي قال أنه "خاطف أطفال"، بخطف ولديه والتوجه بهما إلى جهة مجهولة، زاعماً أن الصيدواي "يعمل في مجال التجارة بالاعضاء البشرية" متوعداً النازحين السوريين في المخيمات في حال كانوا "متورطين في إخفاء الصيداوي عندهم" واضعاً مبلغ 2000$ كمكافأة لمن يساهم في إيجاد أولاده أو تقديم أي خبر مفيد عنهم.

"الأطرش" الذي لم يتطرق أبداً إلى ما يروى عن زوجته أو وجهتها أو ما حصل بينهما، لم يعر أمرها أي إهتمام، وهو ما عزّز فرضية وجود خلافات بينهما وقيام الزوجة بالفرار بصحبة الأولاد. لكن إلى أين يفرون في منطقة مثل عرسال؟

مصادر أمنية معنية تكشف لـ"ليبانون ديبايت" إستحالة قيام الزوجة في حال كانت نيتها القيام بعمل إنتحاري، الفرار بأبناءها إلى الجرود أبداً، وهو أمر ليس من "أدابيات التنظيمات الإرهابية" التي وفي حال قرّر فرد من أفرادها تنفيذ عمل إنتحاري، يترك كل ما له خلفه ويسير، لكن في مسألة الأمومة، الأكيد أن إهتمامها إبقاء أبناءها في مأمن وهذا ما لا يمكن تأمينه إلا عند والدهم.

ورداً على ما يتم تناقله من روايات، أشارت المصادر أن الأجهزة الأمنية "تتقصى الحقائق وتقوم بعملية رصد لمعرفة الأسباب والدوافع وإمكانية إختطاف الزوجة والأطفال سورياً وليس فرارهم" إنطلاقاً من ما تقدم به والد الطفلين، مقدماً بالتالي "فرضية جديدة" للمشكلة دون إستبعاد قيام السيدة ح.الحجيري بالفرار، لكن ليس إلى الجرد بل إلى منطقة أخرى.

وعن تعمدها إستخدام العباءة السوداء والنقاب، تشير المعطيات إلى أنه يأتي "بنية التخفي، وليس من أجل تقديم أي من مظاهر التدين" خاصة أن ما يتقاطع عن السيدة يؤكد عدم ظهور أي من مظاهر "فائض التدين" عليها، كذلك فإنه ومن المنطقي في حال أرادت القيام بعمل أمني، أن تعمد لإخفاء تلك المعالم بغية تأمين "عبور آمن للمخطط" وليس كشفه أو كشف نفسها. 

المصدر :ليبانون ديبايت