أكدت رئيسة مُؤسّسة "بيروت إنستيتيوت" الإعلامية راغدة درغام أنّ "ما أقدم عليه الكيان الإسرائيلي أظهر حقيقته، وهناك عرقلة أمام التفهّم للقضية الفلسطينية، وأنا مُرحّبة بما يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن التغيّرات في الحكومة، بعدما قدّمت حكومة محمد اشتية استقالتها، في ظل توجّه لـ"حكومة تكنوقراط"، فقد حان الوقت للنظر في التحديات بوجه التعنُّت الإسرائيلي، وإصراره على تنفيذ أجندته بتهجير الفلسطينيين، ليس من غزّة فحسب، بل من الضفّة الغربية وأبناء العام 1948، ورفضه للدولة الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين التفكير بطريقة جديدة لمنع تحوّل العقيدة الإسرائيلية إلى واقع".
وقالت درغام خلال حوار على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان "الحراك السياسي بين ثبات الموقف الفلسطيني والطروحات الأميركية والتعنُّت الإسرائيلي": "تحوُّل الوضع القانوني لفلسطين، من دولة مُراقب في الأُمم المُتّحدة إلى دولة كامل العضوية، أسهل من إقامة الدولة الفلسطينية، لأنّ الكيان الإسرائيلي هو الطفل المُدلّل لدى الولايات المُتّحدة الأميركية، وعلينا النظر بالخيارات المُتاحة، ويُمكن العمل مع الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تترأس القمّة العربية، والتكاتف مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لمنع التهجير القسري للشعب الفلسطيني".
وأوضحت أنّ "سبب تأسيس مُؤسّسة "بيروت إنستيتيوت" كي تكون المنطقة العربية جزءاً من الطروحات الدولية، وللأسف الوضع الفلسطيني لم يتغيّر كثيراً، لكن ما زلنا نعمل في الملفّات التنموية، لأنّ منطقتنا بحاجة إلى التطوير".
وأشارت إلى أنّ "الرئيس الأميركي جو بايدن غاضبٌ من بنيامين نتنياهو، لذلك علينا إجبار الكيان الإسرائيلي على القبول بحل الدولتين من خلال التعاون العربي، أما التنفيذ فهو بعيد، لأنّ بايدن لا يستخدم الضغط المالي والعسكري على الكيان الإسرائيلي، وما يتمنّاه فريق بايدن هو العمل على وقف الحرب، ووضع مسار بجدول زمني دون موعد حاسم، ليكون هناك نوع من الدولة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار، حتى لا يدخل الانتخابات الرئاسية مُثقلاً بالحروب في غزّة وأوكرانيا".
واستطردت درغام بأنّه "رغم عُزلة الولايات المُتّحدة الأميركية دولياً، لكن لن يستطيع أي رئيس أميركي الوقوف في وجه "اللوبي الصهيوني" في الولايات المُتّحدة الأميركية، وهو مُضطرٌّ لطلب وقف النار، لأنّ الكيان الإسرائيلي لم يُحقّق شيئاً، وهو بحاجة للوقوف في وجه الرئيس دونالد ترامب، لذلك فريقه يُريد حالة من الاستقرار والتسوية الدائمة، ليقول إنّه أوقف الحرب في غزّة، لصالح الكيان الإسرائيلي".
وأكدت أنّ "وجهة نظرنا هي أنّ الكيان الإسرائيلي يرتكب المجازر، والعديد من الدول باتت تخشى تقديم الدعم له، لكن هذه الدول لن تتخلّى عن مصالحها مع الاحتلال، وهناك عقوبات تُفرض على المُستوطنين، لكن ليس على الكيان الإسرائيلي، لأنّ العالم لن يبقى يحمل القضية الفلسطينية على أكتافه، خصوصاً في ظل الانقسام الفلسطيني، وما فضح الاحتلال هو ما قام به من مُمارسات، والرئيس محمود عباس كان يخشى تدمير البنى التحتية، حجراً وبشراً، لذلك يجب أنْ تكون المُقاومة من نوع آخر، أي المُقاومة الشعبية، وإنجاز إصلاحات فلسطينية وحكومة شابّة، وأنْ يُشارك الجيل الفلسطيني في الشتات في صنع المُستقبل الفلسطيني، لأنّ الشعب الفلسطيني يُعاني من خرق لحقوقه".
وختمت درغام بالقول: "السباق الرئاسي في الولايات المُتّحدة سيكون بين ترامب وبايدن، والأخير يُحقّق خسائر بفعل إهانة الكيان الإسرائيلي للولايات المُتّحدة الأميركية، وفريق ترامب يُحمّل بايدن مسؤولية استمرار الحرب في غزّة، وهو لا يُريد أنْ يرث ملف الحرب، بل يُريد التوصّل إلى تهدئة وتسوية دائمة، وهناك وضوح في التطرّف الإسرائيلي، وهم يعرفون أنّهم انتهكوا الحقوق الفلسطينية، لكن لا يعترفون بما ارتكبوه، وهنا أهمية ما قامت به دولة جنوب إفريقيا مع عدد من الدول في فضح ما قام به الكيان الإسرائيلي من انتهاكات للقانون الدولي، وحبّذا لو قامت أوروبا بذلك أيضاً، وإذا استمرَّ الكيان الإسرائيلي بهذا المسار الهمجي، سيُعزل أكثر فأكثر، لذلك هناك مُطالبات بأنْ يكفَّ عن هذا النهج، وعلينا اتخاذ قرارات واعية لا أنْ تكون القضية الفلسطينية محط استخدام لبعض الدول لمصالحها الخاصة".