من جميل صنع الله أن يجعل علينا من عطاياه حارسًا يحرسنا.
ومن نعمه أن ينزّل السّكينة في قلوبنا فتؤنسنا.
ومن أفضاله أن يلهمنا الحكمة في تصرّفاتنا لترشدنا إلى طريق الخير. ومن معين كرمه أن يرزقنا رزقًا حلالًا يغنينا ويسعدنا.
يقول أحد الحكماء: "لا تـــراقـــب الـــنــّاس، ولا تتتـبّع عــثراتــهــم، ولا تكــشــف ســترهــم، ولا تتــجسّـس عـليـهـم.
اشـتـغـل بنــفسـك وأصــلـح عيــوبـهــا لأنّــك ســوف تُســأل عـنــها وليــس عــن غــيــرك".
لقد كان والدي (طيّب الله ثراه) يوصيني دومًا بكلمات شكّلت لي شعاع أمل في مسيرة الحياة. فقد كان يقول لي:
"دع ابتسامتك تكون أوّل ملامحك، فهي لك صحّة، وفي الدّين صدقة، وفي القلب سعادة، ولمن حولك رفق بقلوبهم".
إنّ القلوب تملّ الحزن وتذبل بسببه. فدعوا الهموم عنكم، وافتحوا نوافذ الأمل، واستنشقوا هواء الصّبح، وابتسموا دومًا، وتوكّلوا على الله.
يقول أحد الحكماء:
"تمسّكوا بالأخلاق، ففيها سرّ عميم.
فالعلم بلا أخلاق جهل، والمال من دون الأخلاق فقر، والنّجاح بلا أخلاق فشل".
وتذكّروا دائمًا وأبدًا هذه الكلمات الرّائعة في مبناها ومعناها:
"لا يتكبّر إلّا من كان به عقدة أو نقص.
فالتّواضع جميل جدًّا، يضعك في مصافّ القلوب الطيّبة، والعقول النيّرة، والنّفوس المطمئنّة، والأرواح الصّافية النّقيّة".
وعليه،
إنّ الأخلاق كنز لا يُقدَّر بثمن.
وقد صدق أمير الشّعراء أحمد شوقي عندما قال:
"وإنّما الأمم الأخلاق ما بقيت..
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".