الأربعاء 13 آذار 2024 15:07 م |
الرئيس ميقاتي: نفض غبار الحرب عنه أولوية وطنية واقتصادية |
* جنوبيات
أطلقت وزارة الاشغال العامة والنقل وإدارة واستثمار مرفأ بيروت،، الإعلان عن العرض الخاص لمخطط إعادة إعمار وتطوير مرفا بيروت" في قاعة المرفأ ، برعاية وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وبمشاركة سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو، في حضور الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: الأشغال العامة والنقل علي حميه، الاقتصاد أمين سلام، الصناعة جورج بوشيكيان، والسياحة وليد فياض، إلى جانب رئيس لجنة الأشغال العامة سجيع عطية، مدير مرفأ بيروت عمر عيتاني وعدد من الشخصيات السياسية والإدارية ورؤساء الأجهزة والادارات العاملة في المرفأ.
عيتاني وقال: "نرحب بكم في مرفأ بيروت، هذا المرفق الذي كان ولا زال الشريان الحيوي لهذا الوطن والذي بقي صامداً حتى الآن وسيبقى بإذن الله رغم الظروف التي مرت به".
أضاف: "في اليوم التالي بعد الانفجار بدأنا بتنفيذ خطة طوارئ للخروج من الأزمة، وأكد ان المرفأ "استطاع تخطي أزمة السيولة التي كان يمر بها نتيجة الانهيار الاقتصادي وجائحة كورونا والإضرابات التي حلت بالبلاد حينها، بتضامن وتضافر الجهود والتعاون مع مختلف المتعاملين مع المرفأ من وكالات بحرية ووسطاء نقل ومخلصي بضائع ونقابات ومتعهدي تفريغ وتنفيذ اعمال وغيرهم، مشكورين، حينها حيث قدموا يد العون للمرفأ وتعاملنا كعائلة مرفئية ".
وقال: "كان لا بدَ من التخطيط في حينه لإعادة المرفأ الى سابق عهده، وبالإمكانات الموجودة والى أفضل مما كان عليه سابقا. ومن هنا بدأ التحدي حيث لا بدَ لنا أن نتوقف عند المساعدة القيمة التي قدمتها الدولة الفرنسية عبر تخصيص موازنة لمساعدة المرفأ ترجمت بتكليف شركة استشارية وخبراء دوليين كشركة Recygroup التي بدأت بدراسة خطة للتخلص من مخلفات الإنفجار وأيضاَ دراسة أعدتها EDF ساعدت بوضع مخطط لإنشاء الطاقة المستدامة عبر تخصيص 50 ألف متر مربع من مساحات المرفأ لألواح الطاقة الشمسية. وفي الإطار نفسه تم توقيع مذكرة تعاون مع مرفأ مرسيليا لتبادل الخبرات، حيث أن مجلس إدارة مرفأ بيروت بدأ بإعداد مخطط توجيهي جديد ليستكمل بالتعاون مع البنك الدولي وينتهي بالتعاون والتنسيق مع شركة الخبراء الفرنسيين Artelia و EGIS". وتابع: "أما في ما يخص موضوع الإهراء والعائد ملكيته لوزارة الاقتصاد، فان إدارة المرفأ ارتأت عدم الهدم بانتظار توجيهات الجهات المعنية".
وقال: "ومع بدء الأمور بالعودة الى طبيعتها شيئاً فشيئاَ في جميع أقسام مرفأ بيروت، هنا لا بدَ لنا أن نقدم كل الشكر والتقدير للموظفين والعاملين في المرفأ والأجهزة الأمنية والجهات الحكومية التي تتعامل مع المرفأ والذين لم يتغيبوا أو يعطلوا العمل فيه ولو ليوم واحد وحافظوا على استمرارية وديمومة العمل اليومي رغم جميع الظروف التي مرَ بها المرفأ والبلاد حفاظاً على الأمن الغذائي والصحي للمواطنين".
وختم: "لا بد لنا أن نذكر إننا نعمل ليبقى مرفأ بيروت المرفأ الأنسب للمنطقة نظرا" لموقعه الجغرافي على البحر الأبيض المتوسط كما أن مرفأ بيروت أصبح حاليا جاهزا لتقديم كافة الخدمات المرفئية في حال بدأت عملية إعادة إعمار سوريا.
السفير الفرنسي اضاف: "يبقى مرفأ بيروت أداة أساسية للبنان ولاقتصاده، باعتباره نقطة الدخول والخروج الرئيسية للبضائع. يحتاج الاقتصاد اللبناني بالفعل إلى ميناء بيروت مُعاد بناؤه وحديث وآمن. كما يشكل المرفأ مصدر دخل للدولة اللبنانية، من خلال الرسوم الجمركية والأرباح التشغيلية. وبذلك يمكن أن يساهم في تمويل تنمية البلاد. ولهذا السبب أراد رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون أن تدعم فرنسا تعافيه. وهو اليوم إحدى أولوياتنا في دعمنا للبنان ومحور رئيسي لتعاوننا" وتابع: "في الواقع، فرنسا هي الفاعل الوحيد الذي يتعامل باستمرار مع المرفأ، منذ انفجار 4 أغسطس 2020 وحتى اليوم. ولمساعدة البلاد على التعامل مع هذه حالة الطارئة انتشر الجيش الفرنسي خلال شهر أغسطس 2020 للمساعدة في تأمين منطقة الكارثة وفرز وجمع الأنقاض الرئيسية. وقامت فرنسا بتمويل إزالة وإعادة تدوير الحبوب من الصوامع المنتشرة حول الميناء. وقمنا أيضًا بتمويل دراسة لتقدير قيمة الحطام الذي يجب إزالته. وأخيراً، قدمنا جهاز مسح لمرفأ بيروت، الذي لا يزال هو الوحيد العامل حتى اليوم وقامت شركة Expertise France، التي كانت حاضرة منذ البداية، بحشد العديد من الخبراء الفنيين لمساعدة المرفأ على تحديث إدارته وسلامته وأمنه. كما ندعم الجمارك اللبنانية في إعادة تنظيمها وتحديثها، من خلال الخبرة الطويلة الأمد. ونحن نعمل بشكل خاص على استعادة قدرات تكنولوجيا المعلومات الجمركية ووضع استراتيجية لإدارة المخاطر. وان ميناء مرسيليا ملتزم بالكامل إلى جانب ميناء بيروت، على النحو الرسمي في اتفاقية التعاون الموقعة في حزيران "2022. واشار الى انه "في الوقت نفسه، تلتزم شركة CMA-CGM الفرنسية بقوة تجاه مرفأ بيروت. وباعتبارها تعمل على إدارة محطة الحاويات منذ عام 2022، فقد قامت باستثمارات كبيرة حتى يتمتع المرفأ مرة أخرى بمحطة فعالة وديناميكية. تستحق جودة البنية التحتية والخدمات في المرفأ تسليط الضوء عليها، وأهنئ CMA-CGM ومرفأ بيروت على جهودهما المشتركة. لقد ظهرت النتائج حيث أن حركة الحاويات تنمو بقوة مرة أخرى". وتابع: "وأخيرا، قمنا بتعبئة شركتين هندسيتين فرنسيتين تتمتعان بخبرة في البنية التحتية للموانئ، وهما Artelia وEgis، للمساعدة في تحديد استراتيجية إعادة تأهيل الموانئ. لقد اخترنا مع السلطات اللبنانية، وأشكر الوزير على رؤيته حول الموضوع، تفضيل مقاربة عملية وواقعية. هذه ليست دراسة أخرى، بل هي بالأحرى مقترحات فنية تشغيلية من شأنها أن تمكن من تحقيق تقدم ملموس، في إعادة بناء الأرصفة المتضررة، تبسيط حركة المرور داخل الميناء بفضل نمط حركة المرور الجديد والتقسيم الأمثل للمناطق، امداد الطاقة الشمسية بناءً على توصيات مؤسسة كهرباء فرنسا".
وقال:"يسعدنا اليوم بشكل خاص أن نقدم لكم إنجازين مهمين كدليل على هذا التعاون: من ناحية تقديم مقترحات لتنظيم الميناء بالإضافة إلى الوثائق الفنية التي ستمكن من إطلاق دعوات لتقديم العطاءات بشأن أعمال البنية التحتية ذات الأولوية.
حمية اضاف: "لقد أعلنا في حينه بأن "رؤيتنا لتفعيل العمل في مرفأ بيروت ، تنطلق من قناعة راسخة، بأننا لا يمكن تركه رهينة إنتظار الدراسات والاستراتيجيات ، متوسطة كانت أو طويلة الأجل، فالظروف التي يمر بها الوطن والمواطن لا تسمح لنا بذلك مطلقا ، والتي وعلى الرغم من أن أهميتها ، لا بد لها من أن تسير جنبا إلى جنب مع عملية تفعيل العمل به، لأن هذه العملية هي الضمانة "التي من خلالها ، تبقي المرفأ على قيد الحياة"، وها نحن اليوم وبحمد الله نلمس أثر هذا التفعيل من خلال إيرادات المرفأ التي قفزت من بضع مئات من آلاف الدولارات فقط ، إلى ما يزيد عن العشرة ملايين دولار شهرياً ".
اضاف: "لقد أكدنا في ذلك التاريخ أيضاً، بأن طريقنا الثاني للنهوض بمرفأ بيروت إضافة إلى التفعيل ، سيكون من خلال الإصلاح وإعادة الإعمار ، والذي أردناه أن يسير جنباً إلى جنب مع عملية التفعيل تلك ، وذلك بغية الوصول إلى محطات ثلاث ، وهي : إعداد الإطار القانوني الجديد لقطاع المرافئ، إعداد الرؤية الوطنية للمرافئ اللبنانية كافة، إعداد الدراسة لمخطط إعادة إعمار وتطوير مرفأ بيروت". وتابع: "أما المحطة الثالثة ، والمتعلقة بمخطط إعادة إعمار وتطوير مرفأ بيروت ، والتي نعتبرها درة التاج في استكمال مسار النهوض بهذا المرفق الحيوي الذي بدأناه من اليوم التالي لتسلمنا المهام الوزارية ، بحيث أننا قاربنا هذه المحطة من خلال السير بين خطوط وطنية بامتياز تراعي دور المرفأ ونظرتنا الحالية والمستقبلية إليه، وتحاكي تاريخه وموقعه وجواره على حد سواء ، فلم نكن لنقبل مطلقاً بأي مخططات تُخرج المرفأ من دوره وتاريخه وموقعه، ولم نكن لنرضى مطلقاً بأي مشاريع وتصورات لمخططات تجعل من المرفأ فاقداً لهويته التي هو عليها ، أو أن تجعله متمدداً إلى خارج نطاقه الجغرافي نحو ممتلكات جيرانه ، لا بل أن ما أردناه فعلاً بأن يكون هذا المخطط مراعياً لكل ذلك ، وعاملاً على خدمة الصالح العام على صعيدي الدولة والناس معاً" . ميقاتي ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة ، حيا في بدايتها "أرواح ضحايا انفجار المرفأ، متمنيا أن يتغمدهم الله برحمته ويبلسم جراح ذويهم وأهلهم". وقال: "من بوادر الامل في هذا الزمن الصعب الذي يمر به وطننا، تحت وطأة العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان، أن نلتقي مجددا اليوم هنا في حرم مرفأ بيروت لنطلع على مخطط إعمار وتطوير مرفأ بيروت بعد أربعة أعوام على انفجاره المزلزل. ولا بد بداية من توجيه الشكر الى الدولة الفرنسية التي اعدت هذا المخطط وانجزته، للنهوض مجددا بهذا المرفق الحيوي لدعم الاقتصاد اللبناني ومواكبة نهوضه". أضاف: "أن هذا الدعم المستمر للبنان في كل المجالات، ليس غريبا على فرنسا التي تربطها بوطننا علاقات تاريخية وطيدة نفتخر بها. ونحن نعتبر أن دعم فرنسا للبنان له أهمية خاصة لأنها تمثل قلب المجتمع الدولي المكون من أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم. ولن ننسى زيارة التضامن التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان ومرفأ بيروت تحديدا بعد يومين من التفجير المدمّر في الرابع من آب 2020 والتي تلتها زيارة ثانية في بداية أيلول2021". وتابع: "إن الترجمة العملية لدعم فرنسا عملية النهوض بالمرفأ اطلعنا عليها اليوم، مؤكدين أن المشروع الذي نحن في صدده والذي اعدته فرنسا دعما للبنان، سيأخذ طريقه الى التنفيذ في اسرع وقت ، سواء من خلال مساهمات خارجية نتطلع الى توافرها، او من إيرادات المرفأ، كما تفضل وقال معالي وزير الاشغال. وفي الحالتين فان هذا المشروع باذن الله سيسلك طريقه الى التنفيذ." واعلن انه "في ما خص جريمة المرفأ، فاننا نتطلع الى استئناف التحقيق في الملف لاحقاق الحق والعدالة" . وأكد ميقاتي "ان ورشة النهوض بمرفأ بيروت من جديد وإعادة إعماره ونفض غبار الحرب عنه، تبقى أولوية وطنية واقتصادية، لكون هذا المرفأ هو الشريان الحيوي الأبرز على البحر الأبيض المتوسط وإلى العمق العربي. وإننا عازمون أن يبقى مرفأ بيروت منارة لهذا البلد وبوابته الأولى بالتعاون والتكامل مع كل الموانئ اللبنانية الأخرى". وختم: لا بد من ان اتقدم بالشكر من ادارة المرفأ على مثابرتها وعملها لتطوير المرفأ وتحقيق الايرادات المطلوبة. والشكر لمعالي وزير الاشغال العامة على مثابرته واصراره على انجاح هذا المشروع، ونأمل ان نراه في وقت قريب منفذا . والشكر الاخير لفرنسا على اهتمامها بلبنان. المصدر :جنوبيات |