يحرص الصائمون في شهر رمضان المبارك على شرب العديد من المشروبات الباردة، منها التمر الهندي، الجلّاب، السوس، الخرّوب والتوت، التي إضافة إلى مذاقها الطيّب والحلو، لها قيمة غذائيّة غنيّة بالسكريّات المفيدة للجسم، خاصة بعد يوم صيام، حيث إنّها تروي عطش الصائم بعد الإفطار.
وفيما يحتوي مشروب التمر الهندي على مواد تساعد في تهدئة الأعصاب وترطيب المعدة، فإنّ مشروب التوت، الذي مصدره ثمار التوت، يحتوي على مواد مفيدة للقلب ويحمي من الجلطات، بينما يضبط مشروب الخرّوب حركة الأمعاء، ويعطي شعوراً بالانتعاش.
ولكن يبقى الجلّاب ملك المشروبات الرمضانية الباردة، والأكثر تحضيراً خلال الشهر الفضيل، رغم أنّه يُطلَب في فصل الصيف بشكل عام، وهو مشروب غني بالسُعرات الحراريّة التي يحتاج إليها الصائم، كما يحتوي على مجموعة من الفيتامينات والمعادن، لأنه مصنوع من دبس التمر والزبيب والسكّ، وهو منتشر في بلاد الشام، خاصة في لبنان وسوريا.
وتُعتبر صناعة مشروب الجلاب مهنة متوارثة في مدينة صيدا من الأجداد، ففي الماضي، كانت تنتشر عربات بيع الجلّاب على جوانب الطرقات، خاصة في فصل الصيف، لأنها تروي العطش، لكنها تزدهر في شهر رمضان المبارك، لأنّها تُعتبَر من أساسيات مائدة الإفطار، وإلى جانب الجلّاب، تتم صناعة مشروبات رمضانيّة أخرى، تزدحم المحال قبل وقت الإفطار بقليل للحصول عليها.
يُقدَّم الجلّاب بارداً، ويضاف إليه الصنوبر واللوز، وأحياناً الزّبيب بحسب الرغبة، وأكدت بعض الدراسات أن له فوائد جمّة، خاصَّة أنّه يُنشِّط الدورة الدمويّة، ويزيد من الخصوبة، ويفيد في إعادة بناء خلايا الدماغ.
ويفيد كذلك مشروب الجلّاب الصائمين، لأنّه يُعتبَر مليِّناً طبيعيّاً للأمعاء، ويعالج حالات الإمساك، ويمنع الإصابة بعسر الهضم والانتفاخات المعويّة، لكن، في الوقت نفسه، قد يضرّ مرضى السكري، وارتفاع ضغط الدم.