عند كل حدث أمني في مخيم عين الحلوة تموت الحياة داخله لتعود تدريجياً شيئاً فشيئاً، ففي هذه المرة وبدون الخوض في تفاصيل باتت مقززة اختلفت الأمور وانقلبت الموازين وطالت المدة كثيراً.
فمع ساعات الصباح الباكر يستيقظ المخيم بسكانه، وسياراته التي تملأ الأرجاء ضجيجاً وشبان بلا عمل يقفون ويتسكعون على جوانب الطرقات وباعة يفتحون محالهم التجارية يشكون بضاعاتهم الكاسدة وعمال متجولون يبحثون عن مصدر رزقهم، وطلاب يذهبون إلى المدارس والجامعات، ليملئون شوارعه وسوقه التجاري اللذين يضحكان مكابرة علهما يخبئان شيئا" من معاناتهما.
فالحديث السائد والمزاج العام لدى الناس دون استثناء الأوضاع الامنية الهشة والوضع الإقتصادي المتردي وغياب الدور الفعلي للقيادة السياسية والأمنية ، ويشكون همهم وعن ما وصلت إليه الحالة في المخيم.
فمع غروب شمس كل نهار في مشهد لم يعتد المخيم عليه لإيام طوال ، تختفي كل مظاهر الحياة من شوارعه ويموت كل ما هو حي كان في النهار ، ليبقى الصمت الرهيب المخيف طوال الليل سيد الموقف ، مع فارق بسيط في الوقت بحسب طبيعة المنطقة.
فالسؤال المطروح ، حتى متى تبقى الحياة في المخيم بلا حياة وبلا نكهة وبلا بسمة وبلا أمل ؟
لتبقى الناس بداخله رهينة ، ولا يفارق لسانها "ألا لعنة الله على الظالمين."