من المتوقع أن يعرض فيلم "مولانا" المصري في صالات السينما اللبنانية قريباً، إلا أنّ لجنة الرقابة على الأفلام التابعة للأمن العام اللبناني قررت بعد اجتماعها أخيراً حذف 9 دقائق من شريط الفيلم قبل عرضه وفق ما علمت "النهار".
اتخذت اللجنة قرارها حول الفيلم الذي تبلغ مدته 136 دقيقة، وذلك بحذف مشاهد متفرّقة مدة كل منها يراوح بين الـ 15 إلى 30 ثانية لأسباب تعود إلى حضها على الاقتتال الطائفي وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية بين أبناء الطائفة الواحدة (الإسلامية) وبين المسلمين والمسيحيين.
وتدور حوادث الفيلم حول الشيخ حاتم الشناوي الملقّب "مولانا"، وهو أحد الدعاة الجدد الذين كسروا الشكل النمطي المعروف لرجال الدين أصحاب التقوى والقيم والأخلاق، فظهر بأسلوب رجل دين عصري. ويؤدي بطولته عمرو سعد، ومعه كل من الفنانة التونسية درة زروق، الممثل الراحل احمد راتب، أحمد مجدي، بيومي فؤاد، رمزي العدل، ريهام حجاج، صبري فواز، ولطفي لبيب، فتحي عبد الوهاب، وهو من إخراج مجدي أحمد علي، وإنتاج صادق الصباح.
وكان كاتب نص الفيلم المؤلف ابرهيم عيسى الذي كتب روايته وتحمل الإسم نفسه "مولانا" اشار في تصريح له الى منع الفيلم في عدد من الدول العربية، قائلاً إن منعه يدل على أن البعض غير جاد في محاربة التطرف الديني.ولفت إلى أن فيلم "مولانا" يدعو للتعايش والانفتاح والتسامح.
وقبل أن تتخذ لجنة الرقابة في الأمن العام قرارها بالحذف، اعترضت "دار الفتوى" على بعض مشاهده معتبرة أنها تثير النعرات الطائفية في لبنان وتحرّض على الفتنة، علماً أن فيلم "مولانا" يعرض في صالات السينما المصرية، على رغم احتجاج إسلاميين وأئمة أزهريين اعتبروه يشوّه صورة المؤسسة الاسلامية، فيما أطلقت حملة في لبنان، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى ضمان حرية الرأي والتعبير، ودفاعاً عن عرض الفيلم كاملاً.
ولم تسلم طاولة لجنة الرقابة على الأفلام السينمائية اللبنانية من الخلاف حول الفيلم وتعدد وجهات النظر، خصوصاً حول بعض المنهج، إلى أن حسم الأمر بالأكثرية وفق ما علمت "النهار" على حذف المشاهد، والسماح بعرضه وفقاً لنسخة جديدة، علماً أن نسخة من الفيلم كاملة موجودة على اليوتيوب.
وكان وصل الفيلم منذ مدة إلى لبنان، لكنه خضع إلى التدقيق من جانب لجنة الرقابة التي نظرت في اعتراض "دار الفتوى" على مشاهد اعتبرتها دعوة إلى الفتنة وتأجيج النعرات الطائفية، إضافة إلى أنه يحوي مشاهد تسيء للعلماء ورجال الشرع والدين، ويسيء أيضاً إلى رموز مقدسة وإظهار صورة عالم الدين بشخصية لا تليق به. في حين اعتبر منتجو الفيلم وبينهم مؤلف النص والممثل عمرو سعد، أن منع عرض "مولانا" في أي دولة يعتبر تقييداً لحرية الرأي والتعبير، فكيف في بلد الحريات والتعدد الطائفي، رافضين أي اجتزاء من مشاهد الفيلم.
يشار إلى أن لجنة الرقابة أجازت عرض الفيلم بعد تعديل النسخة، إلا أنه لم يعرف بعد ما إذا كان منتجوه سيحذفون المشاهد أو سيمتنعون عن عرضه.