كثيرة هي القراءات التي تحدثت عن كيفية مقاربة حارة حريك للمشهد في فلسطين والجبهة الجنوبية، منذ السابع من اكتوبر حتى يومنا هذا، ولكن الاكيد وفق مصدر سياسي قريب من اجواء المطبخ السياسي في حارة حريك، ان الاسناد والمشاغلة كانا سلاحا فتاكا ظهرت معالمه لغاية اللحظة لجهة تشتيت الاسرائيلي بين اكثر من جبهة، الامر الذي انعكس واضحا على الميدان الغزاوي، اضافة للقراءة الاستباقية وتحصين المشهد اللبناني والجنوبي من اي محاولة اعتداء بالربط بين الساحات في هذه اللحظة المفصلية التي تحصل في المنطقة، والتي يمكن لها ان تنسحب الى حرب شاملة اذا اصر نتنياهو على اجتياح رفح وما بعد ذلك من خطة جهنمية قد تضع الكيان برمته في خطر جدي وفق ما يكتب كبار المفكرين الاسرائيليين.

على الجبهة اللبنانية تقارب حارة حريك المشهد بعد الاخذ بعين الاعتبار اهمية انجاز الاستحقاقات، ويؤكد الحزب لزائريه انه يقف اليوم في مشهد دفاعي وهو ياخذ بعين الاعتبار ان البلد لا يمكن له ان يتحمل تداعيات الحرب، لذلك وضع في حسبانه امرا مهما جدا الا وهو ان ايقاف الحرب في غزة ستنعكس في اللحظة عينها وقفا في الجبهة الجنوبية، لان منطق الاشغال والمساندة يرتبط بشكل وثيق بالحرب التي تحصل في غزة، وهنا ايضا يفتح المصدر بصيص امل لناحية الكلام عن التعاون مع كل القوى لانجاز الاستحقاقات، فرغم التمسك بخيار الوزير السابق سليمان فرنجية، الا انه ليس هناك من اشارة رفض مطلق لأي خيار من الخيارات اذا كان هذا الخيار يصب في مصلحة لبنان وما يقدمه الحزب لاجل الاستقرار وعودة التعافي الوطني كجزء من مشروع طويل لا يكتفي بالعمل العسكري فقط وانما بالرغبة بالاصلاح وتحصين الناس ضمن هذه المرحلة، بعد الزلزال الاقتصادي الذي عصف بالناس منذ سنوات لليوم.

يختم المصدر مؤكدا ان الحزب سيعطي جوابه لكتلة الاعتدال قبل اللقاء مع ممثلي "الخماسية" وهو مرن في النقاش لان المصير هو مصير الجميع دون استنثاء، ولكن الملف الذي يحتاج الحسم والترقب هو الذي يشغل "الحارة" في هذه المرحلة، ومن ثم تأتي الاستحقاقات في طليعة ما يشغل الاولويات.