رعى العلامة السيد علي فضل الله الإفطار السنوي الذي أقامته مؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، للعاملين في المعهد الشرعي الإسلامي، قناة الإيمان الفضائية، إذاعة البشائر، موقع بينات والمكتب الشرعي ومكتب القضاء والتبليغ.

استهل الحفل بآيات من القرآن الكريم للمقرئ حيدر حمدان ثم كلمة ترحيبية لعريف الحفل علي الخنسا ثم القى العلامة فضل الله كلمة عبر في بدايتها عن سعادته الكبيرة لوجوده في هذا اللقاء الإيماني "الذي نستظل فيه جميعا وننعم بفيء رحمة الله ورضوانه وبركاته"، مشيرا إلى أننا في أمس الحاجة إلى هذه المعاني والعطاءات التي اودعها الله في هذا الشهر المبارك.

وأكد أن هذا الشهر كان فرصة ثمينة لنا للتزود منه روحيا وإيمانيا وأخلاقيا وإنسانيا وان نعكس كل هذه المفاهيم في سلوكنا اليومي والحياتي، لافتا الى ان هذه المؤسسة تعمل وفق رؤية السيد فضل الله في علاقته مع الله وفي انتهاج خط رسول الله، قدوة له في كل حركته في أرض الواقع حيث أفنى عمره في نشر رسالة الدعوة الإسلامية فكراً ومنهجاً وحركة وعاطفة، وتطلع إلى تقديم خط أهل البيت، كمشروع حضاري إنساني منفتح على الواقع الإسلامي بعيدا عن التعصب والانغلاق والتقوقع، وعلى كل الواقع الديني والإنساني لبناء عالم يقوم على الخير والعدل الذي يشكل غاية الرسالات السماوية.

وأضاف: كم نحن نشعر اننا بحاجة إلى هذا المنهج الحركي امام التحديات التي تواجه الأمة على مختلف الاصعد ولاسيما فلسطين التي رأى أنها تشكل العنوان الذي يحدد موقع أوطاننا وامتنا في هذا العالم حضورا وعزة إذا تم انجاز التحرير وتراجعا وهبوطا إذا نجح العدو في مشروعه.

وأشاد بـ الدور الوحدوي والإيماني والرسالي الذي تلعبه هذه المؤسسة وفي تحملها لخط المسؤولية ابتداء من المعهد الشرعي الإسلامي من خلال تخريج طلاب يقدمون الإسلام المنفتح البعيد عن الخرافة والغلو والتعصب والمواجه للجهل والظلم مرورا بالمكتب الشرعي الذي يتولى متابعة الأمور الفقهية والاستفسارات الشرعية وصولا إلى المنبر الإعلامي الهادف الذي تمثله قناة الإيمان الفضائية وإذاعة البشائر مع موقع بينات من خلال المادة الرسالية والحيوية  التي تقدمها للمشاهد في إطار اسلامي عقلاني  يستجيب للتحديات التي تواجه الواقع والوطن.

كما ثمن عمل دائرة احياء تراث المرجع فضل الله التي تسعى لحفظ كل المنجز الفكري والفقهي والسياسي والاخلاقي والوعظي سواء المكتوب ام المسموع أو المرئي لإيصالها إلى كل الأجيال.

وقال: إن ما تقومون به يخفف الكثير من التناقضات الموجودة على الساحة اللبنانية من خلال العمل على مد الجسور والتركيز على المشتركات الكثيرة لان مشروعكم هو مشروع الإنسان كله، فالمنهج الحواري الذي ترتكزون إليه، والعقل المنفتح على قضايا الناس كافة، وتجاوزكم للمصالح الفئوية لحساب المصالح الوطنية العليا.. كل ذلك والذي نريد له ان يتعزز ويترسخ سوف يلعب دورا أساسيا في قيام وطن يكون للجميع وأمة تشعر فيها كل مكوناتها بالحرية والكرامة.

وشدد على اننا في كل مساحات هذا الواقع الوطني والعربي والإسلامي نعمل ونلتقي بكل الاطر على قاعدة الانفتاح على الجميع   مع المحافظة على هويتنا الثقافية والفكرية وقناعاتنا.

وأكد ان كل هذه المؤسسات أنشئت من الناس ولخدمة الناس وتهدف للنهوض بواقع مجتمعنا نحو التقدم، وهي تعتمد على دعم الناس بعيدا من الارتهان لأي جهة او دولة حتى يبقى قرارها حرا ولا تخضع لأي ضغوط من هنا وهناك.

وختم كلامه بتوجيه الشكر والتقدير لكل العاملين في المؤسسة، مؤكدا حرص المؤسسة على الوقوف إلى جانبهم وتحسين ظروف معيشتهم ضمن الإمكانات المتوفرة لديها.