يُحكى من نوادر العرب وطرائفهم أنّ رجلًا ارتكب جُرمًا، فحكم عليه القاضي أن يختار عقوبة من ثلاث عقوبات وهي:
- إمّا أن يأكل مئة بصلة.
- أو أن يُجلد مئة جلدة.
- أو أن يدفع مئة دينار.
فشاور الرّجل زوجته فقالت له:
البصل ابن عمّ العسل، يأكله كبار السِنّ، وإن أكثروا منه فلا بأس.
فاختار الرّجل البصل، فما كاد يأكل البصلة الرّابعة والسّتّين حتّى جحظت عيناه وأعلن عجزه عن المتابعة.
فقالت له زوجته:
اسمع، ما دمت لا تستطيع فوجع ساعة ولا كلّ ساعة.
فوافق الرّجل على جلده مئة جلدة، فجيئ بالجلّاد وبدأ يعُدّ الجلدات وصار الرّجل يلتوي، وما كاد يتلقّى الجلدة الثّانية والسّبعين حتّى ارتجفت ركبتاه وأصبح يصيح:
كفى لم أعد أتحمَّل.
فلم يعد له خيار بعدها، فلملم ما بقي من كرامته وفتح محفظته ودفع المئة دينار. ثمّ طلب مقابلة الوالي، فأُذِنَ له بذلك.
فلمّا وقف أمام الوالي قال له:
يا سيّدي، كمحكوم ذاقَ الأمرّين، فإنّي إن مِتُّ، أوصيكم أن تكتبوا على قبري هذه العبارة، لتكون منارة من بعدي:
"من أطاع الإناث، دفع الجزاء مثنى وثلاث"!