السبت 13 نيسان 2024 21:03 م

"الثّروة الحقيقيّة"!


* جنوبيات

إنّ الثّروة ذات الثّمن والقيمة ليست بثروة.

 الثّروة الحقيقيّة هي التي لا تُقدَّر بثمن أو قيمة. 
الثّروة هي بيت آمن، وجسد معافى، وبال مطمئنّ، وكرم بدون إسراف
. فمن اشترى ما لا يحتاج إليه، باع ما يحتاج إليه. 
فالكريم إنسان متدبّر ويحسن التّصرّف. فهو وإن كان لا يخشى الإنفاق لوجه الله تعالى إلّا أنّه يحسن التّدبّر والتّدبير ليبقي على إنفاقه بما يرضي الله وبدون إسراف وتبذير. 
وقد قيل: 
ألسنةُ الناسِ كالكتابِ المُلقى على الأرض، فلا تهملْ قراءتَه، ولا تصدِّقْ كلَّ ما تقرأُ فيه.
لذا، فالكرم يكون لوجه الله ومرضاته، وبدون الحاجة إلى سماع كلام النّاس وتعليقاتهم. 
فالكريم المتصدّق، يعطيه أكرم الأكرمين جلَّ في علاه ما لا يعطي أحدًا غيره، جزاءً له من جنس عمله.
فقد أوحى الله سبحانه إلى النبيّ إبراهيم عليه السلام:
 أتدري لم اتّخذتك خليلًا؟ 
قال: لا.
قال: لأنّي رأيت العطاء أحبّ إليك من الأخذ.
وهذه صفة من صفات الله جلّ جلاله فهو يعطي ولا يأخذ، ويُطعِم ولا يُطعَم، وهو أجود الأجاويد وأرحم الراحمين.
أحبّ الخلق إليه سبحانه من اتّصف بصفاته، فإنّه الكريم المتعال، ويحبّ الكريم من عباده والذي لا يغالي بكرمه.
وقد قيل في صالح الأعمال:
 "إنَّ الأعمال الصّالحة تتباهى فتقول الصّدقة أنا أفضلكم. فأكرِم عباد الله يرحمك الله".
ونختم بكلام يبلسم جراح التعب:
 "من سار بين النّاس جابرًا للخواطر، أدركته العناية ولو كان في جوف المخاطر".

المصدر :جنوبيات