مع انحدار الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية يوما بعد يوم، ثمة بصيص نور في جمعيات نذرت نفسها للعمل الإنساني والاجتماعي متحدية الظروف القاهرة التي تقف في وجه أي محاولة إنقاذية والاستمرار في العمل اليومي، وعاصمة الشمال الفيحاء طرابلس شأنها شأن كل بقاع الوطن التي ما زالت بفعل المؤمنين بها، وفي طليعتهم جمعية "طرابلس حياة" تحاول تقديم الصورة النموذجية عن عاصمة الادب والفكر والابداع طرابلس.

وفي هذا الصدد، رأت رئيسة جمعية "طرابلس حياة" المحامية سليمة أديب ريفي في حوار إلى موقع "جنوبيات"، أن طرابلس مدينة حياة وعلم وثقافة، وهذا ما نسعى لتأكيده وترسيخه في عقول الجميع من خلال المهرجانات والأنشطة التي نقوم بها، حيث أقمنا مجموعة من المهرجانات الفنية كـ"مهرجانات طرابلس الدولية"، التي أعادت الحضور والفرح إلى هذه المدينة في المشهد اللبناني والعربي على حد سواء.
ولفتت إلى أنه إضافة إلى ذلك نحن نهتم بالمشهد التربوي والتعليمي، حيث كان ريع المهرجانات لتعليم حوالى 1157 طالباً بين تعليم جامعي ومهني وتربوي، كما تجدر الإشارة إلى أن كل ما قمنا به كان دون أي ريع أو دعم من وزارة السياحة أو غيرها من الوزارات، ولغاية اليوم نحن نناضل من دعم  تجار طرابلسيين ومغتربين وسواهم من الخيرين المؤمنين بفكرة "طرابلس حياة " التي ينبثق منها عملنا ورؤيتنا ونضالنا.
وأكدت ريفي أنّ المطلوب في هذه المرحلة هو التكاتف والتعاون للعبور في هذه الفترة الاستثنائية، فمنذ أزمة كورونا مروراً بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي عصفت بلبنان وما زالنا نحاول أن نقف إلى جانب أهلنا ومجتمعنا ضمن الإمكانيات المتاحة، إضافة لاهتمامنا بالموضوع الصحي والطبي الذي نعتبره أولوية الأولويات في ظل الأزمات القاسية التي تعصف باللبنانيين من كل حدب وصوب، فهناك طبقة وسطى أضحت بحالة صعبة والاصعب من ذلك هو  الطبقة الفقيرة التي سُحقت بامتياز، والتي نعتبر الوقوف إلى جانبها اولوية الأولويات.
قضائياً، اعتبرت المحامية ريفي أن ثمة أزمة كبيرة تواجه المحامين والقضاة وسواهم من العاملين في هذا السلك، نتجية تدني الرواتب مقارنة بالنفقات والغلاء وهذا ما يضع المحامي والعامل بالعموم في هذا القطاع أمام خطر وجودي معيشي وحياتي، فهناك غياب واهتراء كامل للدولة الأمر الذي يدفع البلاد للمزيد من التأزم والانهيارات المتتالية التي لا يعطي أحد قيمة لتداعياتها على المشهدية برمتها، لذلك فالنهوض في هذا القطاع وسواه رهن بقيامة الدولة مؤسساتيا، بدءاً بأعلى الهرم وتعبئة الشغور في شتى المفاصل الحيوية وإنجاز الاستحقاقات التي باتت ضرورة قصوى.
ووجهت ريفي في ختام كلمتها تحية إلى الشباب الطرابلسي واللبناني عموماً، معتبرة أن بصيص الامل يكمن بالإرادة اللبنانية، ونحن نعد أهلنا في طرابلس بأننا سنبقى إلى جانب هذه المدينة العابقة بالمجد، والتي تعتبر نموذجاً لأصالة اللبنانيين وعراقة التاريخ وثرائه الحضاري الكبير، الذي ميزها والذي يحمّلنا مسؤولية كبرى أن نكمل العمل مهما كانت العراقيل والتحديات في طريقنا.