قد يسأل البعض عن سر المحبة العارمة للسيدة بهية الحريري، وهذه الحشود التي غصت بها "دارة آل الحريري" في مجدليون لتقديم واجب العزاء بزوجها الراحل الحاج مصطفى الحريري "أبو نادر".
وفود من مختلف التيارات السياسية والتوجهات، لكنها أجمعت على المحبة التي غرستها السيدة بهية في قلوب كل من عرفها، وما لمسناه عن كثب على مدى عقود من الزمن.
"أم نادر" يجمع الجميع على أنها "ما بتقصر مع حدا"، رغم المتابعات والشؤون والشجون، هي الحريصة على القيام بأكثر من الواجب في الأحزان والأفراح.
شقيقة الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفيقة دربه، نهلت من مدرسته العطاء والحب، الذي كان يوليه للصغير قبل الكبير، والسؤال عن الأحوال والأخبار، التي كانت ولا زالت تحفر في القلوب والوجدان حباً يكبر مع الأيام.
قد يظن البعض أنه جاء لتقديم واجب العزاء والمواساة لهذه العائلة الكريمة، ولكن في الحقيقة، ورغم المصاب الجلل، تشعر بالخجل وبأنك الذي تحتاج إلى المواساة، ومهما قدمت من واجب لا يوازي الحب الذي غرسته أدق التفاصيل في وجدان الجميع.
رحم الله "أبو نادر" وأسكنه فسيح جنانه وألهم عائلته الكريمة الصبر والسلوان.