“عقبالك” كلمة تقال في مواسم عامرة بالأفراح متنقّلة ضمن نطاق الأراضي اللبنانية تبدأ مع موسم الاصطياف، وهي اعتيادية حتى بعد الأزمات التي عصفت بلبنان، فأثناء هذا الموسم تصبح الأعراس الحدث الأبرز أو كما يسمى “الترند” بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي.
مع بداية الأزمة الاقتصادية عام 2019، ضُرب قطاع تنظيم الأعراس في الصميم، بالتزامن مع انتشار جائحة كورونا، واستمرّ انحسار تنظيم الأعراس مع استفحال الأزمة. لكن يبدو أنّ هذا العام، بعدما تدولرت كل السلع و”ترغلجت” بعض المداخيل بالدولار، إلى جانب تحويلات المغتربين طبعاً، سيكون موسم الأعراس هذا الصيف حافلاً.
وفي ظلّ الأزمة الاقتصادية وغرق الدولة بالفساد، وانهيار الليرة اللبنانية، خرج بعض الشبان اللبنانيين من عباءة اليأس والبؤس، وقرّروا عدم الانتظار إذ أنّ الوضع لا يبشّر بفرج قريب وأقدموا بإصرار على تحقيق “حلم العمر” ولو بأقلّ الممكن، فهناك عدد كبير من “الثنائيات” يحضرون لأعراسهم هذا الصيف، بالرغم من أن التكاليف كلها باتت تسعّر بالدولار الأميركي سواء لتنظيم الزفاف أو إيجاد مسكن لائق.
صالات الأعراس:
تتنوّع صالات الأعراس في لبنان، منها “Indoor” ومنها “outdoor”، وتتراوح الأسعار في المناطق الشعبية ما بين الـ675$ إلى4200$ تقريباً.
لكن إذا تحدّثنا عن الكلفة في بيروت فإن أسعار الأعراس المتوسطة الضخامة تبدأ من 15 ألف دولار، والأعراس الضخمة من 30 ألف دولار.
تتحدث مسؤولة صالة Crystal wedding venu، عن أنّ الإقبال على الأعراس هذا الموسم كبير ويعود القطاع تدريجاً إلى ما كان عليه قبل الأزمة.
وتقسم المسؤولة المقبِلين على الأعراس إلى قسمين: المقيمون في لبنان والمغتربون خارجه. فالمقيمون في لبنان يقيمون أعراساً صغيرة حالياً بحوالي 70 أو 80 شخصاً، أمّا المغتربون فيقيمون أعراساً أكبر تراوح ما بين 200 إلى 300 شخص.
وقالت “بناءً على هذه الحجوزات، يكون قطاع تنظيم الأعراس قد أعاد انطلاقته بقوة على أمل ألّا تحدث أي خضة هذا الموسم “لكي نقطفه”، فمن المتوقَّع أن يكون هذا الموسم أفضل من موسم أعراس العام الماضي”.
المصوّر:
في ما يتعلّق بالأعراس ونسبة الحجوزات هذا الصيف، يشير المصوّر photo nour المتخصص بتصويرالأعراس الى أن الموسم هذا العام قد عاد إلى نشاطه الطبيعي مقارنة بالسنوات الثلاثة الماضية.
وأكد أن الحجوزات كثيرة، واللبنانيين قد تأقلموا مع الوضع الراهن، وخصوصاً أن الشعب اللبناني لطالما دخل في أزمات ومشاكل، ولم ييأس.
وتتراوح أسعار الـ”packages” لدى المصورين لمناسبة الأعراس بين الـ250 دولار إلى حد الـ600 دولار تقريباً.
الزفّة
تتراوح أسعار “الزفّات” بين الـ500 دولار وقد تصل إلى الـ3000 دولار وأكثر، حسب طلب العروسين.
في الحديث عن “برزة” العروس:
الفستان: إذا أرادت العروس أن تصمّم فستانها عند مصمم فساتين أعراس، قد يبدأ سعر الفستان من الـ2000 دولار، حسب التصميم ونوع الأقمشة. أما إذا كان الفستان من محلات لإيجار الفساتين، فتتراوح الأسعار ما بين الـ500 دولار إلى الـ5000 دولار.
مصفف الشعر والـmakeup: عادة يكون هناك “package” للعروس. وتتراوح الأسعار ما بين الـ900 دولار والـ1200 دولار تقريباً.
برزّة العريس:
تتراوح الأسعار ما بين الـ500 والـ2000 دولار تقريباً.
خيارات بديلة
إرتفاع الأسعار فرض على العروسين اللجوء الى خيارات بديلة بهدف التوفير، فعلى سبيل المثال أضحت الورود الاصطناعية رائجة بشكل كبير في الوقت الحالي كونها أقل كلفة وتعطي طابعاً مختلفاً للزفاف.
كذلك بالنسبة لبطاقات الدعوة، حيث برزت خلال جائحة كورونا ظاهرة الـ “E-cards”، اي ارسال الدعوات الى حفلات الزفاف، عبر الواتساب، وهو خيار لا يزال معتمداً اليوم لتوفير كلفة طبع بطاقات الدعوة المزخرفة والملوّنة التي لحقتها تسعيرة الدولار.
الأعراس مستمرة وتتمدد على الرغم من ضيق نطاقها واقتصارها على بعض الأماكن التي تعطي للبنانيين أملاً في الاستمرار وتحدّ من يأسهم قدر الامكان مع التمني بأن يعود هذا الموسم كما عهدناه وأفضل.