الاثنين 6 أيار 2024 14:40 م

في ذكرى شهداء الصحافة: اغتيالات لا تتوقف


* جنان طرحة

في مثل هذا اليوم قبل 108 سنوات، حلَّ تاريخ أسود في الزمن العربي الحديث، مع تنفيذ الإعدام شنقاً، بحث ثلة من الصحافيين والمثقفين والإعلاميين والسياسيين الوطنيين المناهضين لحكم الطغاة العثمانيين.
ففي صباح 6 أيار/مايو 1916 وفي "ساحة البرج" بوسط العاصمة بيروت، ارتقى شهداء كلمة التعبير عن الرأي والحق والوقوف في وجه الحاكم الظالم جمال باشا السفّاح، فتحوّلت الساحة منذ ذلك التاريخ إلى "ساحة الشهداء"، ولا تزال حتى يومنا هذا تشهد على نزف القلم والصوت على منابر الإعلام الحر.
وفي يوم شهداء الصحافة نستذكر مَنْ لم ننسهم أبداً من شهداء الصحافة والإعلام، الذين ارتقوا اغتيالاً واستهدافاً خلال الحروب العربية  عموماً واللبنانية خصوصاً، ولعلنا لا نعرف من أن نبدأ لو أردنا ذكر الأسماء، ولا نعرف أين سننتهي لأنّ العدوان الصهيوني على غزّة ولبنان لا يزال يُسيل يومياً وبين ساعة وأخرى ألم فراقت تكلله الشهادة.  
فعشية اكتمال 7 أشهر على عملية "طوفان الأقصى"، استشهد في "غزّة العِزّة" 115 صحافياً دفاعاً عن الكلمة الحُرّة، ونقلاً لصورة الخبر الصادق إلى العالم، فيما أسفرت الحرب المستمرة على الجنوب اللبناني عن استشهاد 3 زملاء على الحدود الجنوبية اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال تغطيتهم للغارات المعادية التي ينفذها جيش الاحتلال على قرى ومدن الخط الأمامي مستهدفاً المنازل والطرقات.
دموع "السلطة الرابعة" لن تُكفكف على المراسلة والمصوّر الصحفيين في قناة "الميادين" فرح عمر وربيع معماري، والمواطن الجنوبي حسين عقيل، الذي كان يرافقهما خلال تغطية آخر التطورات.
كما لا تزال العيون تبكي دماً على مصور وكالة "رويترز" الصحافي عصام عبدالله، الذي اغتالته عدوان إسرائيلي باستهداف سيارة للصحافيين في علما الشعب، وجُرٍحَ خلاله 3 آخرين من ضمنهم صحافيان يعملان لصالح قناة "الجزيرة".
ورغم كل ما سبق، وفيما لا تزال قضية اغتيال "عروس فلسطين" مراسلة قناة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة حاضرة رغم الغياب، فإنّ حكومة الاحتلال وخوفاً من إيصال الصوت، قررت وقف بث قناة "الجزيرة" على كامل الأراضي المحتلة بذريعة تهديد الأمن القومي الإسرائيلي والدعوة إلى الكراهية.
من هنا، تتّضح معالم الإعلام ودوره الهام في توثيق ونشر وفضح جرائم الكيان الإسرائيلي، ومدى أهمية "الحرب الإعلامية" التي تعانيها المؤسسات الإعلامية في وجه آلة الاحتلال الإسرائيلي، لكشف وجه الاحتلال الشيطاني وانتهاكاته للمواثيق والعهود الدولية واتفاقية جنيف الرابعة واستمراره بقتل الصحافيين في غزة ولبنان لطمس معالم مجازره وانتهاكاته.

المصدر :جنوبيات