الأربعاء 8 أيار 2024 20:53 م

"ثانوية السفير - الغازية" افتتحت معرض الكتاب والألعاب الفكرية بتكريم ذكرى شاعر القصب والخيال "جوزف حرب.. سمفونية فصول"


* جنوبيات

تكريماً لذكرى الشاعر الراحل جوزف حرب ومسيرته الإنسانية والشعرية، وبرعاية الشاعر جورج غنيمة، وتحت عنوان "جوزف حرب سمفونية فصول" - هو اسم كتاب صدر مؤخراً للأب الدكتور ميخائيل قنبر - افتتحت "ثانوية السفير – الغازية" "معرض الكتاب والألعاب الفكرية" باحتفال أقيم في قاعة الإحتفالات في حرم المدرسة وشارك فيه الى جانب غنيمة وقنبر، الشاعر جوزف عون وحضره جمع كبير من الشخصيات الأكاديمية والتربوية والثقافية والاجتماعية من أصدقاء وأسرة الثانوية.

استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد "ثانوية السفير"، ثم كان تقديم من عرّيف الحفل حسن خازم قال فيه: "نلتقي في حضرة الراحل الكبير الشاعر جوزيف حرب، لنفتتح باسمه معرض الكتاب والألعاب الفكريّة في ثانوية السفير وبحضور أصدقائه وأحبائه. الكتاب فيض وبركة، والشعر والشعراء فيض بركة، فأهلًا وسهلًا بكم".

بعد ذلك جرى عرض فيديو بعنوان "جوزف حرب شاعر القصب والخيال" من إعداد ثانوية السفير ويحكي سيرة حياة الشاعر الراحل ابن قرية المعمريّة في قضاء الزّهراني، ويستعرض مكانته الشعرية كأحد أبرز الشّعراء الّذين تجاوزت قصائدهم حدود الوطن، وغنّت الإنسان الحرّ حيثما كان، وعشقه للطبيعة والأرض والوطن، وأبرز دواوينه الشعرية "مملكة الخبز والورد، دواة المسك، رخام الماء، شيخ الغيم وعكّازه الرّيح، المحبرة..".

ثم ألقى الأب الدكتور ميخائيل قنبر، كلمة توجه فيها بتحية شكر وحبّ لثانوية السفير لإختيارها إسم كتابه "جوزف حرب سمفونية فصول" الذي صدر عن دار البنان منذ أيام، عنواناً لمعرض الكتاب والألعاب الفكرية في الثانوية هذا العام، ثم اصطحب الحضور برحلة في "عالم جوزف حرب الشعري الساحر. فلفت قنبر الى أنه استوحى فكرة عنوان الكتاب من "كونشيرتوهات" الفصول الأربعة للقس الأحمر انطونيو فيفالدي، الذي أوحى له أن ما كتبه جوزف حرب في دواوينه الستة عشر وفي كلمات أغانيه هو في الواقع مادّة حياة كلّ البشر، موزّعة على فصول السنة، ومُعَادة على فونوغراف الزمن مرّة كل سنة شمسيّة.
وقال: "ومن أجل ذلك كتبت في مقدّمة الكتاب أن سيرة حياة جوزف حرب ليست كباقي كتب السِّيَر، لأن عمر جوزف لم يكن كباقي الأعمار، فهو ليس خاضعًا لمعايير السّنة الشّمسيّة بل لتلك الكونيّة". وبالتالي يبقى عمر جوزف حرب "سنة"، شمسيّة كانت أم كونيّة، ولأنّه "سنة"، فهو يتألّف من أربعة فصول استعملتها لتدبيج مؤلّفي، تماما كالسمفونية التي تتألّف عادة من أربع حركات نغميّة" . وأكمل قنبر رحلته والحضور مع بعض روائع قصائد جوزف حرب التي غنتها السيدة فيروز ومنها "لبيروت، أسامينا، البواب، "لما ع الباب"، فيكن تنسو، طلعلي البكي، زعلي طول أنا واياك ، وإسوارة العروس".

بعد ذلك ألقى صديق الشاعر الراحل حرب الشاعر جوزف عون قصيدة باللهجة العامية ويقول فيها:
"جوزف حرب الأدب والعبقريّة / بقاموس اللّغات العالميّة.. مقدّمتو على صفحة كتابي / بعدو فضلها الغالي عليّي.. شجّعني عَ ترسيخ الكتابي/ مش عَ شعر حفله موسميّه.. ونصحني قيمة الكلمة بصلابي / بمطبعة الحروف الأبجديّه.. بمحبرتو شفت كلّ الغرابي/ البهيّه العاطفيّة الفلسفيّه.. بمملكتو شفت زهر الرّوابي/ زنابق بالشّهور المريميّه.. يشيخ الغيم شفت الأرض غابي/ وطهر حملانها فيها ضحيّه.. وبشهوتها الكحليه المهابي/ شفت إنو المرا: توبه وخطيّه.. بعبالي فل شفت العمر طابي/ على ملعب حروب الطائفيّه.. بسنونو تحت شمسيّة كآبي/ شفت حظّي شقي بالمسرحيّة .. كنت زورو أنا وشعري وشبابي/ ليزرع مرجة الإصغاء فيي.. وكان عندو لأسئلتي إجابي/ نقيّه واقعيّه منطقيّه.. سألتو بيوم عيدو مع صحابي/ انت مينك... شو بدنا بالبقيّه.. قلّي تراب فوق تراب رابي/ خلق ينطق بروح الشّاعريه.. وشاعر طينتي بإيديه ألله/ جبلها من تراب المعمريه/ ليبقى بكلّ ضيعه معمريه..".

كلمة ثانوية السفير ألقاها مديرها الدكتور سلطان ناصر الدين الذي استعاد بدايات تعرفه على شعر الراحل جوزف حرب فقال: "في أوائل التّسعينيّات، بينما كنتُ أتابع الدّراسات العليا في اللّغة العربيّة وآدابها في كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللّبنانيّة – الفرع الأوّل، لبّيتُ دعوة لحضور احتفال في قاعة نزار الزّين. كان من بين المتكلّمين في ذلك الاحتفال جوزف حرب.  لم أكن أعرف جوزف حرب. كنتُ أرغب في أن أراه، في أن أستمع إليه . اعتلى جوزف حرب المنبر. امتلك المنبر، وأسر الحاضرين. لا أدري كيف ولماذا، لكنّي شعرت أنّه أسر الحاضرين وأنا واحد منهم. بدأ جوزف حرب كلمته . كلماته بوح فكر عميق وخيال سماويّ يُطلقها كأنّه ينفخ في ثقوب ناي من قصب، تخرج مدوزنة متناغمة متآلفة متآزرة".
وأضاف: "في ذلك اللّقاء، ومن تلك الكلمة، سكن جوزف حرب في كياني عقلًا وقلبًا. لا أدري كيف ولماذا، لكنّي شعرتُ أنّ بيتًا من حبّ وإنسان قد انبنى في قلبي اسمه جوزف حرب. أنهى جوزف حرب كلمته، وكانت الحبّة الأولى في سُبحة الزّيتون. وصرتُ أتابعه في المكان والزّمان، وصارت دواوينه تزيّن بستان مكتبتي ديوانًا تلو الآخر". 

وختم ناصر الدين بالقول: "جوزف حرب نكبر بتكريمه ، نهتدي بفكره ، نحلّق بشعره، يجمعنا النّبل المتمرّد على الظّلم والإملاءات... الكتب خبز وماء .. وكتب جوزف حرب خميرة الخبز والماء".

بعد ذلك، جرى تقديم فقرة فنية بعنوان "عصفورة " وهي من كلمات الشاعر الراحل جوزيف حرب والحان احمد ناصر ويقول فيها: "في صَوتْ عَصْفورَهْ.. عَشِيّي بِسْمَعو.. سُبْحانْ أَللّه شو حِلوْ!.. مِثْل الكَأَنّو صَوتْ رَحْمي، بْأَرضْ مَهْجورَهْ.. نَغْماتْ أَنْقى مْنِ الصَّلا .. بْتِمْحي الخَطايا السّودْ إِنَّكْ تِسْمَعا.. في صَوتْ عَصْفورَهْ.. كَأنّا الأَرْضْ مَسْحورَهْ.. وْمِنْ كِترْ ما هُوّي سَماوي صَوْتْها .. بِتْظِنّ في آيي .. عَ خَيْط الصَّوتْ محْفورَهْ .. وْبِتْحِسّ إنّو بْهالمَسا، مْنِ كْتابْ أَللّه واقْعَهْ سورَهْ.. وْهِدْيِتْ عَلى .. مِنْقارْ عَصْفورَهْ".

ثم تحدث راعي الإحتفال الشاعر جورج غنيمة فاستهل كلمته بتوجيه تحية خاصة لثانوية السفير بشخص مديرها الدكتور سلطان ناصر الدين منوّهاً بـالرسالة التربوية التي طمحت وتطمح وسعت وتسعى إليها إدارة الثانوية. وقال: "فتحت قوس ومظلة معادلة: "أخلاق ،علم  ،أمان"، انخرطت ثانوية السفير الغراء، إدارة وهيئة تعليمية وطلابًا وطالبات، في رسالة بناء وإنماء وتنمية الشخصية الإنسانية في الأجيال والناشئة، واستجابت لدعوة ونداء الوجدان التاريخي القِيَمِي والوطني والثقافي والحضاري على قاعدة أنه حيثما تحضر القراءة الممنهَجَة المُبدِعَة التفاعلية بين المعلم والمتعلم، فإن مجتمعًا حيًّا، متجددًا، فتيًّا، وعصيًّا على الانحلال والتفكك. هو قيد التشكل أو قد تشكل من طين وماء القيم السامية والهوية الوطنية والتراث".
وأضاف: "حين تسمح الفضاءات الإنسانية  العامة في مجتمع  ما  بحضورٍ متحرك ، ديناميٍ حيٍ وحرٍ لرسل الفكر والخيال المتدفق من رؤى الفلاسفة والأدباء والعلماء والشعراء، ندرك عندئذ أن هذا المجتمع يستطيع أن يحيل أسئلته الوجودية والجمالية على نخبه التنويرية، وهذا ما نزع إليه في إطار شخصه، مفكرًا وشاعرًا طليعيًا متقدمًا، الأديب والشاعر اللبناني المتميز والمتمايز في كونه شعّ بوميض رؤياه الشعرية فشعت  كلمته ضياء أنجم في فضاء كواكب".
وتابع: "لذا أجدني وأنا ضيف هذه الاحتفالية التربوية الثقافية التي أطلقت تحت عنوان: "جوزف حرب سمفونية فصول"، أجدني مدفوعًا بأرق المشاعر لأرفع عميق وأسمى آيات الشكر والتقدير لعزيزين متلازمين روحيًّا وفكريًّا وتربويًّا في إحياء الإرث الأدبي والثقافي للشّاعر جوزف حرب، أعني الأب الأديب ميخائيل قنبر الذي استبطن سيرة الشاعر وأبانها ببديع صوغ وشفيف كلام في كتابه "جوزف حرب سمفونيّة فصول"، كما أعني الأكاديمي المربي الباحث الصديق العزيز الدكتور سلطان ناصر الدين الذي تبنى هذا الكتاب طباعةً وإصدارًا  واحتفاء لما يحفل به من كشف استثنائي لمجاهل في سيرة كبير وعظيم من صنّاع الكلمة في لبنان والعالم العربي".

بعد ذلك كرمت "ثانوية السفير" راعي الإحتفال الشاعر جورج غنيمة فقدمت له لوحة فنية من رسم الفنان عبد الحليم حمود.
 ثم انتقل الجميع الى قاعة المعارض في الثانوية حيث جرى افتتاح معرض الكتاب والألعاب الفكرية، وجالوا على أجنحته.  وقّع بعدها  كل من: الأب الدّكتور ميخائيل قنبر كتابه "جوزف حرب سمفونيّة فصول"، والشّاعر جوزف عون ديوانه "ليلة ندي"، والشّاعر جورج غنيمة ديوانه "وحيدًا يشدو القصب مواويل البنفسج والمطر".

المصدر :جنوبيات