الخميس 9 شباط 2017 10:30 ص

بطاطا مصرية في لبنان لا تصلح للاستهلاك ... ووزارة الزراعة ستحقق وتحاسب المتورطين


انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لكميات من بطاطا قيل أنها مستوردة من جمهورية مصر العربية عبر مرفأ بيروت أو مرفأ طرابلس، وقد بدت في حالة مزرية لا تصلح لأن تباع في الاسواق اللبنانية. ونشر رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين انطوان الحويك هذه الصور، وكتب على صفحته على "الفايسبوك"، "أن شحنة كبيرة من البطاطا المصرية، وفق المعلومات، رفضت احدى الدول العربية دخولها الى اسواقها، فعمد احد التجار اللبنانيين الذين تهمهم مصلحة المزارعين الى شرائها وادخالها الى لبنان بالتواطؤ مع بعض المعنيين".
وفي المعلومات التي أوردها الحويك، أن كميات البطاطا وزعت على أسواق شعبية، لا سيما في طرابلس وعكار، ويباع الكيس الواحد زنة 10 كلغ بـ 5 آلاف ليرة، علماً أن أكثر من ربع البطاطا الموجودة في الكيس لا تصلح للأكل وبحاجة الى التلف. وأكد أن شحنة البطاطا تضم آثار "لفحة"، وتالياً يمنع تصديرها وتبادلها بين الدول، حتى انه يمنع بيعها في الاسواق الداخلية للبلد المنشأ".
وإذ أشار الحويك الى أنه اتصل بالمدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود الذي يعتبر مسؤولاً عن الحجر الصحي الزراعي مطالباً ايّاه بالكشف فوراً على هذه المنتجات وسحبها من الاسواق وتلفها ووقف استيراد البطاطا المصرية، عاد وأكد لـ"النهار" أن مثل هذه البضائع تصل الى لبنان دائماً ويتم لفلفة الموضوع عبر إخفائها من دون أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الفضائح".
إلاّ أن لحود أكد لـ "النهار" أنه بعد التواصل مع وزير الزراعة غازي زعيتر، "قررنا فتح تحقيق للتأكد من صحة المعلومات، وفي حال ثبوتها سنتخذ الاجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين في كل المناطق".
وبعيداً من فضيحة البطاطا، أوضح الحويك أن المزارعين يحضّرون لسلسلة تحركات احتجاجاً على كساد المواسم بسبب الاستيراد من سوريا، مشيراً الى ان التحرك الذي بدأ في عكار والجنوب سيشمل بقية المناطق.
رئيس تجمّع مزارعي البقاع ابرهيم ترشيشي اطلع على الصور التي وضعها الحويك على صفحته "الفايسبوكية" إلا أنه لم يقتنع بها، وقال لـ "النهار": "الكلام الذي أورده الحويك لم يقنعني وفيه الكثير من المبالغة، فنحن كمزارعين ومستوردين ومصدّرين نحرص على ان تكون البطاطا المستوردة نظيفة". وللدلالة على "عدم دقة" كلام الحويك، أكد ترشيشي أنه موجود يومياً في مرفأ بيروت ولم يحصل أن دخلت اي كميات من البطاطا غير السليمة اليه. وأكثر فإن البطاطا المصرية هذه السنة تميزت بنظافتها أكثر من بقية الأعوام الماضية". وعزا تضرّر البطاطا التي تمّ تصويرها الى خطأ آلي خصوصاً أن 5% من البطاطا المستوردة تتعرّض لخطأ آلي أثناء شحنها. وأكد أن وزارة الزراعة سمحت باستيراد البطاطا المصرية منذ أسبوع فقط وتالياً لا يمكن أن تكون قد أصيبت بالاهتراء خلال هذه الفترة القصيرة، مشيراً في الوقت عينه الى أنه ما من تاجر عاقل يستورد أو يشتري مثل هذه البضاعة التي لا يمكن تصريفها في السوق اللبنانية".
وعن امكان تهريب هذه البطاطا عبر سوريا، صارح ترشيشي "النهار" بالقول: "في هذه الفترة نحن من نقوم بعمليات التهريب الى الداخل السوري خصوصاً بعد القرار الذي أصدرته وزارة الاقتصاد السورية ويقضي بإلزام المستورد تصدير طنين من الحمضيات الى مصر في مقابل استيراده للبطاطا المصرية"، معتبراً أن هذه السياسة هي السياسة السليمة التي يجب إتباعها في لبنان أيضاً".
الى ذلك، تؤكد رئيسة مصلحة التصدير والاستيراد والحجر الصحي في وزارة الزراعة رانيا الحايك لـ "النهار" أنه عندما تصل البطاطا الى لبنان من مصر تأتي في سياق الاتفاقات الموقعة بين البلدين. ولدى المصلحة عدد من الموظفين في مرفأي بيروت وطرابلس يكشفون على البطاطا المستوردة عبر اختيار عشوائي لبعض العيّنات للتأكد من المواصفات والشروط التي فرضناها. ولا يكتفي هؤلاء بالفحص النظري بل يعمدون الى تشريح البطاطا للتأكد من أنها نظيفة وخالية من الديدان، ومن ثم ترسل هذه العيّنات الى مختبر تل عمارة للتأكد من سلامتها وبأنها غير مصابة بأي مرض قبل السماح بإدخالها الى الاسواق.
الى هنا تنتهي مهمة المصلحة. ولكن، ما لا يمكن أن تضبطه المصلحة وفق ما تقول الحايك، هو انه "اذا دخلت البطاطا الى الاسواق اللبنانية عبر الحدود السورية، أو أن تكون قد دخلت بطريقة شرعية ولم تحفظ بطريقة سليمة وخصوصاً اذا تعرّضت للحرارة من دون أن تحفظ في مستودعات مبرّدة، وخصوصاً اذا تم استيراد كميات كبيرة على ان يتم تصريفها في الاسواق تدريجياً".
وفيما أكد رئيس جمعية المزارعين انطوان الحويك أنه تم ادخال البطاطا الى لبنان بطريقة ملتوية كما درجت العادة، أشارت الحايك من جهتها الى أن هذه الاساليب لم تعد موجودة خصوصاً وان أكثر من مراقب يكشفون على البطاطا وغيرها من المستوردات الزراعية التي تدخل الى لبنان.

المصدر :النهار