الأحد 12 أيار 2024 19:09 م

غزة الشهيدة.. هي حبيبتي..


* جنوبيات

"رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني"

دلوني أيها القوم والناس.. على الكلمات التي يمكنها أن تعبِّر عن هذه المأساة؟
دلوني أين يمكنني أن أجد الكلمات التي تقول وتحكي كل الحكاية؟
ساعدوني عساني أجد حروفي التائهة
ليت الحروف والكلمات وكل لغات الكون يمكنها أن تسعفني للحديث حول "أم النكبات"..
"أم الكوارث"..
"أم المصائب"..
كل الأحزان..
كل المراثي..
هي كربلاء، وما كربلاء ببعيد..!!
هي عاشوراء، وقد أصبحت كل دقائق وساعات وأيام وشهور وسنوات فلسطين وغزة عاشوراء..
وأصبحت كل أزقة غزة وميادينها وحواريها وشوراعها وسواحلها وتلالها ومزاراعها وبساتينها؛ كربلاء..
هي كارثة الكوارث، ومصيبة المصائب.. وأُم النكبات..
هي المَقَتَلَة الكبرى..
كأنها أهوال يوم القيامة..!!
تُرى: هل ستكون أهوال يوم القيامة أشدُ إيلاماً وصعوبةً ووجعاً وخوفاً ورعباً من ذلك؟
ليتها قامت أو تقوم القيامة، حتى لا نعيش أهوال يومها العظيم مرتين..
 يالغزة المسكينة المنكوبة المظلومة المكلومة الحزينة..
يا لفلسطين الذبيحة الشهيدة الحزينة الثكلى..
أنتِ ياحبيبتي كما الحسين، سيد الشهداء..
كما زينب السبية..
كما آل البيت "عليهم السلام"
تركوكِ ياغزة يافلسطين وحيدة تذبحين، كما تركوا الحسين وآل بيت النبي "عليهم السلام" وحدهم يذبحون في كربلاء بيوم عاشوراء..
تركوكِ كما تركوا المسيح ليُصلب..
وها هي بحار وشلالات دماءك تمتد ياغزة من رفح حتى بيت حانون..
أهلك البواسل يُقتلون قصفاً..
قنصاً..
تفجيراً..
دهساً بالدبابات..
يقتلون أهلك جوعاً وعطشاً..
يمنعون عنهم الهواء والغذاء والشراب والدواء..
يمنعون عن أهلك الأبطال الحياة..
لكنهم لن يستطيعوا هزيمتك وكسرك واضعاف عزيمتك، ارادتك والمساس بكرامتك..
لن يستطيعوا منعك من الصمود والنصر القادم وصناعة مجد فلسطين والأمة ومستقبلها..
ستكونين لعنة عليهم في نومهم ويقظتهم.
ستلاحقينهم حتى غرف نومهم..
ستطاردينهم داخل قلاعهم الحديدية المحصنة ودباباتهم المصفحة.رغم الجوع..
رغم الحرمان
رغم الدمار والقصف والتخريب والتدمير والتجويع والتعطيش
رغم كتل النار واللهب وبراميل البارود وقنابل الغدر..
رغم صواريخهم وقنابلهم الذكية والغبية وطائراتهم المتوحشة التي لا تعرف النوم..
لن يهزموك..
لن يكسروك
لن يمنعوك من النصر القادم..
كنتِ ومازلت وستبقين غزة المنتصرة بدمها..
غزة أيقونة الصمود والصبر والرباط والعزة والكرامة والمجد والخلود..
غزة الحبيبة، التي لا اجد من الكلمات والحروف ومصطلحات اللغة ما يمكنها أن تساعدني في وصفك ورسمك والكتابة عنك
فأنتِ.. أنتِ حبيبتي الشهيدة، أكبر كثيراً من الكلمات واللغات والمصطلحات والقامات والصفات..
أنتِ غزة التي لا تعرف اليأس، وتعود من الموت للنصر وصناعة وكتابة التاريخ والمجد والعزة والكرامة..
أنتِ غزة حبيبتي..

المصدر :جنوبيات