![]() |
الخميس 16 أيار 2024 23:03 م |
مقدمات نشرات الاخبار مساء الخميس 16-05-2024 |
* جنوبيات
قمة عربية عادية التأمت في ظروف غير عادية حبلى بالتحديات وفي مقدمها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتداعيات المترتبة عليه على مستوى الإقليم وأبعد. هذا الواقع فرض نفسه على القمة الثالثة والثلاثين المنعقدة في البحرين سواء في الجلستين الافتتاحية والمغلقة أو في الاجتماعات التي تعقد على هامشها. وفي الشق المتعلق بفلسطين ولاسيما غزة تضمن مشروع البيان الختامي لقمة المنامة دعوة إلى وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع مناطقه ودعوة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين. وفي الشق المتعلق بلبنان حث إعلان المنامة جميع الأطراف اللبنانية على إعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية وشدد على تعزيز قدرات الجيش وقوى الأمن الداخلي للحفاظ على امن لبنان واستقراره وحماية حدوده بوجه الاعتداءات الاسرائيلية. في الميدان يزداد غرق جيش الاحتلال في وحول غزة ولاسيما في جباليا حيث سقط له خمسة جنود قتلى وسبعة جرحى في آخر اعتراف له وارتباطا بهذا التورط الإسرائيلي شهد الوسط السياسي والعسكري الإسرائيلي جولة جديدة من الخلافات والتراشق بالاتهامات.
أما نجوم هذا التراشق فهم رئيس الوزراء ووزير الحرب وزعيم المعارضة. في المقابل سجلت المقاومة نقلة جديدة في العمق الجغرافي باستهداف قواعد وثكنات وتجمعات عسكرية إسرائيلية سواء عند الحافة الحدودية الأمامية أو في مناطق أكثر بعدا أو في الجولان. وأحصت وسائل اعلام عبرية أكثر من مئة وعشرين صاروخا سقطت ما بين صباح اليوم والظهر في مستوطنات الشمال. كما أشارت إلى اطلاق عشرات الصواريخ على أهداف في الجولان ردا على العدوان الجوي الإسرائيلي الذي استهدف البقاع الشرقي. وكان الهجوم الجوي الذي شنته المقاومة بطائرات مسيرة انقضاضية على قاعدة قرب طبريا قد فعل فعله في كيان الاحتلال على مستوى القيادتين السياسية والعسكرية. تداعيات العدوان الاسرائيلي على لبنان وملف النازحين السوريين والأوضاع العامة بحثها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الانسانية عمران ريزا. وجدد الرئيس بري امام ضيفه تأكيد التزام لبنان بالقرار الأممي الرقم 1701 الذي دأبت اسرائيل على خرقه منذ صدوره عام 2006 بأكثر من ثلاثين ألف خرق. رئاسيا لخص سفراء الخماسية حصيلة اجتماعاتهم في بيان رأوا فيه انه لا يمكن للبنان الانتظار شهرا آخر من دون رئيس للجمهورية. ولفت بيان الخماسية الى ان الذهاب الى مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية لإنهاء الجمود السياسي الحالي يشكل ضرورة وشددوا على ان هذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشح متفق عليه على نطاق واسع أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة وفور اختتام هذه المشاورات يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد.
قمة البحرين انتهت، باعلان قد يبقى حبرا على ورق. بالتوازي، اصدرت دول الخماسية بيانا هو الاهم منذ بيان الدوحة الشهير في تموز 2023. فسفراء الخماسية في لبنان اصدروا بيانا دعوا فيه الى عقد مشاورات حول الاستحقاق الرئاسي, يذهب بعدها النواب الى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان، مؤكدين ان ثمة كتلا نيابية مستعدة لانجاز ذلك بحلول نهاية شهر ايار 2024. فهل خريطة الطريق العملية التي وضعها بيان الخماسية ستحترم وتنفذ، ام ان افرقاء الداخل سيفرغون الدعوة من معناها عبر الاختلاف على التفاصيل؟ وهل ثمة قرار اقليمي- دولي جدي وحقيقي بانجاز الاستحقاق الرئاسي قبل الصيف، ام ان كل ما يحصل مجرد محاولة؟ ميدانيا، الوضع الامني على تفجره جنوبا، فيما ملف النازحين لا يزال في صدارة الاهتمام، لأنه يهدد لبنان كيانيا ووجوديا.
غارة جوية للمقاومة الاسلامية على مواقع العدو في المطلة، واعلام الاحتلال يصف الحادث بالصعب.. هي حقيقة جديدة من صنع المقاومين الذين حولوا كل ايام المحتل الى صعبة، وكل خياراته الى مستحيلة.. هي مسيرة مذخرة بصواريخ “أس – 5” اطلقتها المقاومة على احدى الآليات والعناصر المجتمعة حولها في المطلة، فاوقعتهم بين قتيل وجريح، قبل ان تكمل انقضاضها على الهدف المحدد لها وتصيبه بدقة.. ودقيقة كانت التوصيفات الصهيونية لواقع الحال عند الحدود مع لبنان، فالمنطقة ساحة حرب بكل ما للكلمة من معنى بحسب القائد السابق لسلاح الجو “تسفيكا يحيموفيتش”، من الاطلاق الواسع للصواريخ، الى الطائرات المسيرة التي وصلت حتى تقاطع غولاني قرب طبريا – كما قال، ما قرب المشهد لقادة العدو ومستوطنيه عن الواقع الذي سيكون عليه الحال، ان توسعوا بالعدوان. وحادث غولاني استثنائي،زاد على منطاد أدميت خيبة أكبر، حيث تمكنت طائرة مسيرة من العبور نحو خمسين كيلومترا فوق كل المنظومات التجسسية والرادارات والمواقع العسكرية ، ووصلت الى هدفها داخل منشأة حساسة في قاعدة ايلانيا قرب طبريا – كما ذكرت القناة 12 العبرية،معبرة عما يؤمن به المجتمع الصهيوني من أن حزب الله يثبت كل يوم ان يده لا تزال هي العليا.. وبهمة عالية وضربات متقنة يكمل المقاومون الفلسطينيون اغراق المحتل في رمال غزة، يطوقونه بعداد قتلاه ومصابيه الذي يعمل على مقياس قذائفهم وعبواتهم المتقنة. على ان أكبر العبوات التي انفجرت في داخل الحكومة الصهيونية كان تصريحات وزير الحرب يوآف غالانت الذي صرح بفشل استراتيجية نتنياهو التي ستعرض كيانهم – ان استمرت – لخسائر أكبر .. والخسائر ستزداد مع تعاظم عمل كل جبهات الاسناد، وهو ما أكده قائد انصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي كشف عن وصول عمليات القوات اليمنية الى البحر المتوسط .. اما الفلسطينيون فليس امامهم خيارات وسط، فاما الانتصار او الانتصار، كما قال الدكتور خليل الحية للمنار، الذي أكد ان جبهات الاسناد يصل صداها الى غزة، وان حقيقة الخلاف الاميركي الاسرائيلي هو على طريقة قتل الشعب الفلسطيني…
لم يكد حبر إعلان المنامة والمناشدات العربية يجف، حتى أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قوات إسرائيلية إضافية ستدخل رفح، متعهدا بتكثيف العمليات بعد تدمير العديد من الأنفاق في المنطقة المذكورة.
هل نضج الإستحقاق الرئاسي؟ للوهلة الأولى يبدو السؤال مستغربا، لكن ما صدر عن اللجنة الخماسية يبرر هذا السؤال. فبيان سفراء دول الخماسية، بعد الاجتماع في السفارة الأميركية في عوكر، رسم خارطة طريق ، فتحدث عن “مشاورات محدودة النطاق والمدة ” ( ولم يتحدث عن حوار)، وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور إختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة إنتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى إنتخاب رئيس جديد. ما يلفت في البيان تركيزه على مرشح متفق عليه “على نطاق واسع”، فما المقصود بهذه العبارة؟ ومن المقصود؟ كما تحدث عن جلسة مفتوحة “مع جولات متعددة ( ولم يتحدث عن “جلسات مفتوحة “). اللافت في بيان الخماسية تسمية كتلة الأعتدال بالإسم، في معرض الجهود المبذولة، فتحدث البيان عن “الجهود والمبادرات اللبنانية المستمرة من قبل جميع الأطراف وأصحاب المصلحة اللبنانيين، بما في ذلك كتلة الاعتدال الوطني.
البيان أختار كلماته بعناية، فكيف سيتعاطى معه حزب الله المتمسك بمرشحه؟ وكيف سيتعاطى معه الرئيس بري الذي لا يسير ب” جلسة مفتوحة”؟ من البحرين، أبرز ما تضمنه “إعلان المنامة” الصادر عن القمة، الدعوة “إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين”. ويأتي هذا الموقف ردا على ما تطالب به إسرائيل من قوات عربية. في غزة، المفاوضات مقفلة والكلمة للميدان. في الجبهة مع لبنان، تصعيد كبير إمتد ليل أمس إلى بعلبك. مع كل هذه التطورات، تبقى السياحة أحد التحديات التي تستمر رغم كل الظروف. المصدر :وكالات |