الجمعة 24 أيار 2024 19:36 م |
تسلسل قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي أمام "العدل الدولية" |
* جنوبيات
أعادت قرارات محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، بشأن طلب جنوب إفريقيا الذي قدمته للمحكمة في 16 أيار/ مايو الجاري، لفرض تدابير طارئة لوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الزخم للقضية الأوسع، والتي تُتَهمُ فيها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بارتكاب "إبادة جماعية". وفي آخر جولات المحاكمة، أمرت "العدل الدولية" إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية أو أي أعمال أخرى في رفح جنوب القطاع، وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية، وضمان وصول أي لجنة تحقيق أو تقصي حقائق بشأن تهمة الإبادة الجماعية، وأن تقدم للمحكمة خلال شهر تقريرا عن الخطوات التي ستتخذها في هذا الشأن. واعتبرت المحكمة أن الهجوم العسكري في رفح تطور خطير يزيد معاناة المواطنين، لا سيما انه تسبب بنزوح نحو 800 ألف شخص من رفح منذ بدء الهجوم البري في السابع من أيار/ مايو الجاري. وذكر رئيس المحكمة، أن الظروف المعيشية لمواطني قطاع غزة تدهورت بشكل ملحوظ، وأن الوضع الإنساني في رفح كارثي بعد أسابيع من القصف. ورأت المحكمة أن إسرائيل لم تقدم ما يكفي لضمان سلامة وأمن النازحين من رفح إلى منطقة المواصي، وأن الوضع الناجم عن هذا الهجوم يمثل خطرا متزايدا على المدنيين. بداية القضية: في 29 كانون الأول/ديسمبر 2023 رفعت جنوب افريقيا دعوى ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل على خلفية تورطها في "أعمال إبادة جماعية" ضد المواطنين في قطاع غزة. وقدمت جنوب إفريقيا إلى المحكمة ملفا من 84 صفحة، جمعت فيه أدلة على قتل إسرائيل لآلاف المواطنين في قطاع غزة، وخلق ظروف "مهيئة لإلحاق التدمير الجسدي بهم"، ما يعتبر جريمة "إبادة جماعية" ضدهم. وركزت جنوب افريقيا في الملف الذي قدمته بعد ثلاثة وثمانين يوما على بدء العدوان على قطاع غزة في 7 تشرين الاول/ أكتوبر 2023، على تقاعس إسرائيل عن توفير الغذاء الأساسي والمياه والأدوية والوقود والمأوى وغيرها من المساعدات الإنسانية. وتتعلق الدعوى بالتزامات إسرائيل بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وطلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية إقرار إجراءات عاجلة لحماية المواطنين في غزة، الذين يواجهون ظروفا معيشية كارثية نتيجة جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال. كما طلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية، ضمان امتثال إسرائيل لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، ووقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة فورا. وأكدت جنوب أفريقيا أن "أعمال الإبادة الجماعية" يجب أن توضع في "السياق الأوسع لسلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين خلال نظام الفصل العنصري منذ 75 عاما، واحتلالها الحربي للأراضي الفلسطينية الذي دام 56 عاما، وحصارها المستمر لغزة منذ 16 عاما". وقالت جنوب أفريقيا في الطلب المقدم للمحكمة: إن تصرفات إسرائيل في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وأشارت إلى أعمال محددة قامت بها إسرائيل، مثل (قتل الأطفال، والتهجير الجماعي، وتدمير المنازل، والحرمان من الضروريات الأساسية، والتدابير، واستهداف جامعات غزة وتدمير المراكز الثقافية). المطالب التي قدمتها جنوب أفريقيا في هذه القضية: 1- الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وضدها. 2- التأكد من أن أي وحدات مسلحة عسكرية أو غير نظامية خاضعة لسيطرة إسرائيل، وكذلك المنظمات والأفراد الخاضعين لسيطرتها، لا تتخذ أي خطوات لتعزيز العمليات العسكرية المذكورة في الطلب الأول. 3- يجب على كل من جنوب أفريقيا وإسرائيل، وفقا لالتزاماتهما بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، اتخاذ جميع التدابير المعقولة في حدود سلطتهما لمنع الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. 4- إسرائيل مطالبة بالكف عن ارتكاب الأفعال المنصوص عليها في المادة الثانية من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بما في ذلك قتل أعضاء الجماعة الفلسطينية، والتسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير، وتعمد إلحاق أحوال معيشية تؤدي إلى التدمير الجسدي. 5- يجب على إسرائيل أن توقف إجراءاتها، بما في ذلك إلغاء الأوامر والقيود والمحظورات ذات الصلة، لمنع الطرد والتهجير القسري والحرمان من الوصول إلى الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية وتدمير حياة الفلسطينيين في غزة. 6- التأكد من أن الجيش الإسرائيلي أو الوحدات المسلحة غير النظامية أو الأفراد المتأثرين به لا يرتكبون الأفعال الموصوفة في المطلبين 4 و5، واتخاذ خطوات نحو العقاب في حالة حدوث مثل هذه الأفعال. 7- يجب على إسرائيل اتخاذ تدابير فعالة لمنع تدمير وضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة بمزاعم ارتكاب أفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية، وبما يضمن السماح لبعثات تقصي الحقائق والجهات الدولية بالوصول إلى غزة لهذا الغرض. 8- تقديم تقرير إلى المحكمة بجميع الإجراءات المتخذة لتنفيذ الأمر خلال أسبوع من صدوره، وعلى فترات منتظمة حتى صدور القرار النهائي في القضية. 9- يجب على إسرائيل الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى تفاقم النزاع المعروض على المحكمة أو إطالة أمده أو يجعل حله أكثر صعوبة. لماذا طلبت جنوب أفريقيا "تدابير مؤقتة"؟ التدابير المؤقتة تُمنح في ظروف خاصة لتجنب أي إجراء قد يؤدي إلى تفاقم النزاع أو اتساعه، في الوقت الذي تستمر فيه إجراءات المحكمة في المرحلة التالية، وهي تعادل تقريبًا الأوامر القضائية المؤقتة في المحاكم الوطنية (الإجراءات المستعجلة)، ولها الأولوية على جميع القضايا الأخرى المعروضة على محكمة العدل الدولية بسبب إلحاحها. لذا، طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر بتدابير مؤقتة في ضوء أعمال الإبادة الجماعية المستمرة والمتصاعدة التي ترتكبها إسرائيل. القرار الأولي للمحكمة بشأن القضية: عقدت محكمة العدل الدولية جلسات استماع علنية، في 11 و12 كانون الثاني/يناير 2024، بشأن الدعوى، قبل أن تصدر أوامر مؤقتة في 26 من الشهر ذاته، وهي: - على إسرائيل، اتخاذ جميع التدابير لمنع الأفعال المحظورة بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، واتخاذ إجراءات لضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة لقطاع غزة بشكل فوري. وتشمل تلك الأعمال بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية قتل أعضاء جماعة ما وإلحاق أذى جسدي أو نفسي خطير بهم وتعمد الإضرار بالأحوال المعيشية بقصد تدمير الجماعة كليا أو جزئيا. - على إسرئيل منع التحريض على الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ومعاقبة كل من يحرّض على ذلك. - على إسرائيل اتخاذ إجراءات للحفاظ ومنع تدمير الأدلة المتعلقة بارتكاب إبادة جماعية. - على إسرائيل تقديم تقرير حول التدابير الآنفة الذكر للمحكمة خلال شهر من تاريخ صدور القرار. جنوب أفريقيا تعود للمحكمة ثلاث مرات لإصدار تدابير طارئة جديدة: في 13 شباط/فبراير 2024، قدمت جنوب إفريقيا طلبا عاجلا إلى محكمة العدل الدولية للنظر في قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح. وطلبت من المحكمة تحديد ما إذ كان يتطلب أن تستخدم سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق المواطنين في قطاع غزة، إلا أن المحكمة رفضت الطلب، لكنها شددت أيضا على أنه يتعين على إسرائيل احترام التدابير السابقة. وقالت إن "الوضع الخطير في رفح يتطلب التنفيذ الفوري والفعال للتدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة بتاريخ 26 كانون الثاني/يناير 2024، التي تنطبق على جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك رفح". لكن "الوضع لا يتطلب الإشارة إلى تدابير مؤقتة إضافية" بشأن رفح، وفق المحكمة. وأضافت المحكمة أن إسرائيل "لا تزال ملزمة بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والأمر المذكور، بما في ذلك ضمان سلامة وأمن المواطنين في قطاع غزة". وفي 6 من آذار/ مارس 2024، توجهت جنوب إفريقيا، من جديد إلى محكمة العدل الدولية، وطلبت فرض اجراءات طوارئ جديدة على إسرائيل، بسبب "المجاعة واسعة النطاق" التي تحدث نتيجة عدوانها المتواصل على قطاع غزة. وقالت جنوب إفريقيا إنها "اضطرت للعودة إلى المحكمة في ضوء الحقائق الجديدة والتغيرات في الوضع في غزة، وخاصة وضع المجاعة واسعة النطاق" خلال العدوان المتواصل. ونبّهت إلى أن طلبها قد يكون "الفرصة الأخيرة المتاحة لهذه المحكمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة الذي يموت بالفعل من الجوع، والآن صار على بعد خطوة من المجاعة"، مستشهدة في ذلك ببيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وفي 28 آذار/ مارس 2024، أمرت العدل الدولية، إسرائيل، بضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة لقطاع غزة دون تأخير، مؤكدة أن "المجاعة وقعت" في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأشارت المحكمة في أوامرها الجديدة إلى أنها لاحظت تدهور الظروف المعيشية الكارثية في قطاع غزة منذ 26 كانون الثاني/يناير 2024، في ظل الحرمان الواسع النطاق من الغذاء وغيره من الضروريات الأساسية، لافتةً إلى أن المواطنين في قطاع غزة لا يواجهون الآن خطر المجاعة كما هو مذكور في الأمر الصادر في 26 كانون الثاني/يناير، ولكن هذه المجاعة بدأت في الظهور. وأوضحت المحكمة أن تدابيرها المؤقتة الصادرة في كانون الثاني/يناير 2024 "لا تعالج العواقب الناشئة عن تغيرات الوضع بشكل كامل...ما يبرر تعديل هذه التدابير". وأمرت المحكمة، بالإجماع، إسرائيل باتخاذ جميع التدابير اللازمة والفعالة لضمان التنفيذ الكامل دون تأخير وبالتعاون مع الأمم المتحدة، لإيصال الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء والوقود والمأوى والملابس ومتطلبات النظافة والصرف الصحي، وكذلك الإمدادات الطبية والرعاية الصحية للفلسطينيين في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك عن طريق زيادة الطاقة الاستيعابية وعدد المعابر البرية وإبقائها مفتوحة. كما أمرت المحكمة إسرائيل، بشكل فوري ضمان عدم قيام قواتها العسكرية بارتكاب أعمال تشكل انتهاكًا لأي من حقوق الفلسطينيين في غزة، كمجموعة محمية بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، بما في ذلك عن طريق منع إيصال المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل. وأمرت المحكمة إسرائيل، بتقديم تقرير لها بشأن جميع التدابير المتخذة لتنفيذ هذه الأوامر خلال شهر من تاريخ صدورها. وفي 16 أيار/ مايو 2024 تقدمت جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية بطلب جديد لفرض تدابير طارئة لوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب، وسحب قواتها من كل القطاع. وتريد جنوب افريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بالوقف "الفوري" لجميع العمليات العسكرية في غزة، بما يشمل مدينة رفح التي باشرت عمليات برية فيها في 7 أيار/مايو الجاري، رغم معارضة المجتمع الدولي. الدول التي تدعم قضية جنوب أفريقيا لدى المحكمة: ولاقت الدعوى القضائية، التي رفعتها جنوب إفريقيا، أمام محكمة العدل الدولية، ضد إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، دعما وتأييدا عربيا ودوليا. ومنذ صدور الأحكام الأولية، تقدمت عدة دول للتدخل في القضية باستخدام بند في النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية يسمح لأطراف ثالثة بالانضمام إلى الإجراءات. وكانت أولى الدول التي تقدمت بطلب رسمي إلى محكمة العدل الدولية نيكاراغوا يوم 23 كانون الثاني/ يناير 2024، تلتها كولومبيا في نيسان/ ابريل 2024، وبعد ذلك تقدمت ليبيا في 10 من أيار/ مايو 2024، بطلب إلى المحكمة للتدخل في القضية المرفوعة ضد إسرائيل. فيما أعلنت عدة دول نيتها للانضمام إلى جنوب افريقيا في الدعوى، وهي: جزر المالديف في 13 أيار/ مايو 2024، ومصر في 12 من الشهر ذاته، وتركيا في الاول من أيار/ مايو، وايرلندا في 27 من آذار/ مارس 2024، وأخيرا بلجيكيا في الشهر ذاته. وفي الأول من آذار/ مارس 2024 قدمت نيكاراغوا طلبا منفصلا لرفع دعوى ضد ألمانيا، متهمة إياها بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية و"تسهيل ارتكاب الإبادة الجماعية" من خلال منح إسرائيل "الدعم السياسي والمالي والعسكري"، لكن المحكمة رفضت في نيسان/ ابريل 2024، طلب اتخاذ تدابير طارئة ضد ألمانيا. ما محكمة العدل الدولية؟ محكمة العدل الدولية أو المحكمة العالمية هي أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة، تأسست عام 1945 للبت في النزاعات بين الدول. وتتعامل هيئة محكمة العدل الدولية المؤلفة من 15 قاضيا، مع النزاعات الحدودية والقضايا التي ترفعها الدول لاتهام أخرى بانتهاك التزامات معاهدة الأمم المتحدة. وفي القضية التي رفعتها جنوب افريقيا، ضد إسرائيل، أضيف قاض يمثل اسرائيل في المحكمة نظرا لوجود قاض من جنوب إفريقيا. ووقعت جنوب إفريقيا وإسرائيل على اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948، ما يمنح محكمة العدل الاختصاص القضائي للفصل في النزاعات التي تشملها المعاهدة. وبحسب المعاهدة فإن الإبادة الجماعية، هي: "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية"، وتلزم جميع الدول الموقعة عليها ليس فقط بعدم ارتكاب الإبادة الجماعية، بل وبمنعها والمعاقبة عليها. وفي سياق اتفاقية الإبادة الجماعية، تشترك جميع الدول الأطراف في الاتفاقية في مصلحة جماعية في منع أعمال الإبادة الجماعية وضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الأفعال من العقاب. والحجة الأساسية هي أن واجب منع الإبادة الجماعية والتصدي لها يتجاوز العلاقات الثنائية، ويشكل مسؤولية تجاه المجتمع الدولي برمته. ما مدى إلزامية قرارات المحكمة؟ أحكام العدل الدولية نهائية للدول الأطراف المعنية في القضية وغير قابلة للطعن، بحسب المادة 94 (1) من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على "يتعهد كل عضو في الأمم المتحدة بالامتثال لقرار محكمة العدل الدولية في أي قضية يكون طرفا فيها"، كما تنص المادة 94 (2) على أنه في حالة عدم الامتثال، "يجوز لمجلس الأمن، إذا رأى ضرورة لذلك، أن يقدم توصيات أو يقرر التدابير التي يتعين اتخاذها لتنفيذ الحكم". ورغم التدابير المؤقتة التي اتخذتها العدل الدولية في 26 كانون الثاني/يناير 2024، في الدعوى المرفوعة ضد إسرائيل، إلا أن القرار النهائي في موضوع الدعوى قد يستغرق عدة سنوات. وقالت جنوب أفريقيا إن التدابير المؤقتة ضرورية في هذه القضية "للحماية من المزيد من الضرر الشديد وغير القابل للإصلاح لحقوق الشعب الفلسطيني بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، والتي لا يزال يتم انتهاكها مع استمرار الإفلات من العقاب". اسرائيل لم تلتزم بأوامر المحكمة الدولية وتواصل جرائمها: لم تلتزم إسرائيل بأوامر المحكمة، وواصلت عدوانها برا وبحرا وجوا على قطاع غزة، ما اسفر عن استشهاد 35800 مواطن، وإصابة 80200 آخرين، منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع والطرقات، حيث لا تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. وعندما كان رئيس المحكمة يتلوا قرارها بشأن وقف الهجوم على رفح اليوم الجمعة 24 أيار/ مايو 2024، شنت طائرات الاحتلال الحربية غارات على وسط رفح جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع هجوم قاده مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون على المحكمة والامم المتحدة. وادعى وزير المالية المتطرف سموتريتش في تعليقه على قرار المحكمة أن "من يطالب إسرائيل بوقف الحرب كأنما يطالبها بإنهاء وجودها بنفسها ولن نوافق على ذلك". وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمالار بن غفير، إن الرد على محكمة العدل هو: "احتلال رفح". وزعم وزير الجيش الأسبق افيغدور ليبرمان أن "قرار محكمة العدل الدولية يثبت أن مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة أصبحت مساعدة للإرهابيين". المصدر :وفا |