السبت 25 أيار 2024 16:29 م

هل نتحدى أنفسنا ؟


يأبى الإنسان الخوض في أمور لا يعلمها ويتنحى عن القضايا التي يجهلها،  لكن دوافعه للمغامرة وحب الإستطلاع يسهبوا في اختيار اللامعقول واختيار الأصعب، كما وأن المغامرة تضعه أمام تحديات ومواجهات غير مألوفة في الحياة وعلى الرغم من ذلك يمضي قدماً  بكل حماسة مشروطة بمواجهة ذلك المستحيل الذي يضعه في موضع المجابهة واللامعقول ، هنا ينظر الإنسان مما حوله ويميز الخير من الشر ويقارن المألوف والغير مألوف اي  يصل الى الحقيقة المطلقة التي كان يجهلها بسبب قلة خبرته وغياب بصيرته، عندها يتحرك ويواجه الحقيقة بكل ما فيها من ألم ووجع يعاني منه قلبه  ويصيب عقله المفكر بغياهب الأمور الحياتية، ويتساءل هل على الإنسان ان يختار المستحيل ويقع في اللامعقول ومن ثم يتحدى ويواجه ويرفض ويتمرد ويقاتل  ويسجل مواقف ويحدد سلوك ؟ أم ان طبيعة الإنسان الإيجابية هو ان يتحدى كل ما يواجهه من مصاعب حياتية ويحارب للوصول الى القيم والمبادئ الأخلاقية التي تكونت لديه من الخبرة الحياتية التي حصدها في مشواره الحياتي ومسيرته العلمية ؟ ما هو التحدي ؟  
إن الإستسلام والشعور باليأس يأخذان الإنسان الى مرحلة من الحزن العميق والندم على كل ما مرّ به من احداث ، كما يضعه في سلسلة من التراجع والشعور بعدم الرغبة بالمضي قدماً في الحياة، اضف الى ذلك الشعور  باللوم والحسرة الذي يأخذه الى عدم الرغبة في متابعة الحياة والإستمرار بالعيش هنا يأتي الشعور بإنهاء الحياة ، ان هذه المشاعر التي يصل لها الإنسان هي مدمرة وقاتلة لروح الإنسان ولمعنوياته ولحياته ، كما وأنها تأخذ به الى الظلامية التي ترجعه آلاف الأميال التي قطعها في حياته العملية ، فكم من شخصيات ناجحة في الحياة تركت بصمة وأثراً في الحياة وذكراها مخلدة وصلت الى هذه المرحلة من الإستسلام ووضعت حداً لحياتها وانهتها بالطريقة التي اختارتها ان تكون.  
ان الإنسان كائن ضعيف خلقه الله كذلك ليستعين به،  فالله هو القوي ونحن الضعفاء والله قادر على كل شيء،  لذا فإن الإستعانة بالله تساعده في مواجهة كل المشاعر السلبية التي قد تتسرب الى النفوس بلحظة ضعف او غفلة ، نحن من نقوي انفسنا وندعمها ونتحدى الصعاب ونواجه الأشرار نحن من نحارب ونقاتل ونواجه،  فالحياة لا تعترف بالضعفاء كما وانها تسحق الجبناء لذا فالقوة شعارنا والمقاتلة والمحاربة هدفنا.  
 

المصدر : جنوبيات