الأحد 2 حزيران 2024 19:01 م |
لماذا نخفي الحقيقة ؟ |
* جنوبيات ننظر عبر شبكية العين فنرى الأشياء التي يريد الآخر إظهارها لنا، ولا نرى العمق أو الحقيقة التي يحاول الآخر إخفاؤها او تجميلها ، وبالتالي يحكم البعض على الآخر بناء بما يراه ولا يتمّ الحكم بناء على الحقيقة المداراة أو المخفاة، هنا نقع في الشك هل الآخر سعيد في الحياة التي يعيشها ؟ هل يسعد بما حققه من أهداف وغايات ؟ هل وصل الى ما يريده؟ هذه الأسئلة تشكلت استناداً لما رأيناه على شبكية العين، ولم نحط علماً بما مرّ من آلام ومصاعب وعراقيل وتحديات، الحكم نزل بناء على الظاهر، فكم من انسان يكون مخدوعاً بالآخر والسبب انه يصدق كل ما يراه على هذه الشبكية ولا ينفذ الى العمق الذي يأخذنا الى المجهول المخبأ.
يسعى الإنسان الحقيقي الى الوصول الى العالم المثالي الذي ينشده على الرغم من علمه بإستحالة الوصول إليه، لكن هذا السعي يجعل منه النسخة الأفضل من نفسه، اي يسعى لأن يكون دائما في تطور وتغيير مستمر، فالتطور من مرحلة الى أخرى تجعله يتطلع دائماً الى الأفضل والى استحصال النجاح والتميز، فالعزيمة تجعله يتجاهل الإخفاقات ولا ينظر سوى الى الإيجابيات، فالإنسان يقوى بتحدي المستحيل ويقوى بالوصول الى الأهداف المحددة في حياته.
كلنا نعلم قصة جحا وابنه والحمار الذين لم ينجوا من أعين وكلام الناس الى ان وصلوا في النهاية أن وقعوا في النهر ، فالناس تحكم لما تراه في الظاهر لا تحكم بناء لما يمرّ الآخر من تجارب ومشاعر ومواقف، فالعدل غائب لأن الحكم يأتي وفق ما يتم رؤيته ومشاهدته من أدلة عينية، والإنسان لن ينجو بنفسه سوى عند وعيه وإدراكه ان حياته لا علاقة للناس بها، وبالتالي لن يسع الى إرتداء القناع وإظهار عكس ما يضمر، فالكذب في الإنسان نقيصة ولا يمكن للإيمان ان يستقر في قلب الإنسان ما دام الكذب وسيلته، ويقول صلى الله عليه وسلم :" اعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلها". المصدر :جنوبيات |