الخميس 6 حزيران 2024 14:05 م

خاص "جنوبيات" - معادلة الرّدع تمنع الحرب: حكومة نتنياهو تعدّ للمليون


* جنوبيات

أشهر على حرب غزّة، هذه المجزرة الجماعية التي ارتكبت بحق شعب هو الأكثر مظلومية في التاريخ المعاصر، وسط سقوط بدأ ينجلي لأسطورة الجيش الذي لا يُقهر والهيمنة والظلم لشعوب المنطقة، وكل ذلك لم يأتِ صدفةً، بل هو حصاد زرع تلميذ "أبو خليل" جهاد الوزير، الذي أرعب الصهاينة لعقود من الزمن، ونتاج سيد من بلدة البازورية، الذي بات كلامه مُدعاة للتصديق عند الصهاينة أكثر من قيادة الكيان التي لم تنطق بحرف إلا وكذبت به على جمهورها.
لا ينكر "الحزب" أنّ ثمة مَنْ عبّد الطريق في العمل المقاوم قبل أن يطل على المشهد، وهذا ما يذكره قياديوه في كثير من المناسبات، لكن المراقب يدرك بما لا يقبل الشك أنّ ثلة قليلة من لبنان استطاعت أن تغير التاريخ، وأن تفرض على أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط معادلة "العين بالعين.. والبادئ أظلم". وهو ما بات أمراً جديداً على طاولة هذا الصراع، والدليل الأمضى هو ما يقوله كبار العسكريين والخبراء بأن نتنياهو لم ولن يفكر للحظة بتوسيع الحرب على لبنان، وإنّما لسبب مركزي واضح وصريح يتجلى بعدم قدرته على تحمّل تبعات هذه الحرب، لذلك يقول كبار كتّاب الكيان ومفكّريه اليوم إن النهاية قد تكون بتوسعة الحرب وخاصة على الجبهة الشمالية، حيث الخطر القادم من الشمال الذي تحدث عنه بن غوريون بات حقيقة معاشة كل لحظة، لذلك فـ"معادلة الردع" وحدها تحول دون أنْ يقوم نتنياهو بحماقة تاريخية قد تؤدي إلى إحراق المنطقة برمّتها، لذلك فالحامي اليوم والمدافع الحقيقي عن لبنان هو هذه المعادلة من الردع التي كُتبت بالدم القاني الذي ارتقى منذ عقود لغاية اللحظة.
الأميركيون الذين يُعتبرون مثالاً للبراغماتية في هذا العالم، الذي لا يعرف سوى لغة القوة والردع، ينصحون نتنياهو يومياً بعدم "توسيع البيكار"، فهل ينصاع هذا الأخير أم إنّ محاولات التعويض عن الوعود الكاذبة ستدفعه إلى وضع الصراع على مفصل كبير قد تكون ثمرته المقبلة هي "التحرير الناجز".

المصدر :جنوبيات