الجمعة 7 حزيران 2024 22:07 م

مقدمات نشرات الاخبار مساء الجمعة 07-06-2024


* جنوبيات

جبهة الجنوب هبة ساخنة وهبة باردة لكن يد الإحتلال على زناد العدوان دوما.

في المقابل تبدو المقاومة في إرتقاء كمي ونوعي متواصل في المواجهة حيث سجلت أرض الجنوب وسماؤه في الساعات الأخيرة  مفاجأة جديدة بإطلاقها للمرة الأولى صاروخ ارض – جو باتجاه الطيران الحربي المعادي وأجبرته على أن يعود أدراجه.

أما القبة الحديدية التي ما انفك يتباهى بها العدو الإسرائيلي فلم تعد تنفع في الشمال على ما يقول مسؤول إسرائيلي ساخرا.

وإذا كان قادة الإحتلال لا يتوقفون عن التهديد بشن عملية عسكرية واسعة في لبنان  فإن الرد جاء عبر وسائل الإعلام العبرية عندما قالت إن حربا واسعة في الشمال ستدفع إسرائيل إلى الهاوية مع غياب شرعية دولية داعمة ووجود جيش منهك.

وبحسب ما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين فإن إدارة جو بايدن حذرت إسرائيل في الاسابيع الأخيرة من فكرة حرب في لبنان.

من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تطبيق القرار 1701 وقال إننا نخشى من صراع أوسع نطاقا تكون له عواقب مدمرة على المنطقة.

وتطورات المنطقة من لبنان إلى غزة ستكون أحد البنود المطروحة على طاولة القمة التي يعقدها الرئيسان الأميركي والفرنسي في باريس.

أما وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن فيحط الإثنين في كيان الإحتلال الإسرائيلي في ثامن زيارة من نوعها منذ بدء طوفان الأقصى.

وتأتي هذه الزيارة فيما المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة تراوح في دائرة الترنح إذ رفض كيان الإحتلال مقترح بايدن الأخير وأكد بنيامين نتنياهو أنه يعطي الأولوية لإستمرار الحرب فيما أكدت المقاومة الفلسطينية أنها متمسكة بنص ينهي العدوان.

كما تأتي زيارة بلينكن المرتقبة لتل أبيب وسط إستفحال الخلافات والإنقسامات داخل الكيان الأمر الذي قد يدفع نتنياهو إلى تفكيك الكابينت وقالت وسائل إعلام عبرية أن الأميركيين يحاولون منع إستقالة بيني غانتس من الكابينت والمتوقعة غدا السبت.

وعلى أراض الميدان الغزي إبداع مذهل في مقاومة الغزاة الذين يمعنون في إرتكاب المجازر من دون تمييز بين كبير وصغير.

من هنا جاء قرار الأمين العام للأمم المتحدة تصنيف إسرائيل على أنها دولة تقتل الأطفال وإدراجها ضمن قائمة العار.

هذا الأمر دفع زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان إلى القول: بعد ثمانية أشهر من الحرب حصلنا على العار الكامل بدلا من النصر الكامل وإن إسرائيل أضاعت منطقة الشمال.

هدوء نسبي في الجنوب.. فهل يتكرس، ام انه هدوء ما قبل العاصفة؟ المعلومات تشير الى ان السباق محتدم ومحموم بين احتمالات الحرب وامكانات التهدئة. في المبدأ بنيامين نتنياهو في مأزق.

فحكومة الحرب تترنح،  والوزير بيني غانتس يلوح باعلان انسحابه منها في ساعات. فهل يكون رد نتنياهو بالهروب الى الامام وبفتح جبهة الجنوب، ام ان الضغط الاميركي سيكون اقوى من جموحه وتهوره؟

مهما يكن، الثابت ان الضغوط الدولية على نتنياهو كبيرة جدا، وآخرها ما اعلنه وزيرا الدفاع في فرنسا واميركا حيث شددا في بيان مشترك على ضرورة وقف التصعيد بين لبنان واسرائيل، واكدا انهما يعملان مع الشركاء الدوليين على تحقيق الامر.

رئاسيا، المبادرات تتوالى وتتواصل، لكن لا جديد تحمله.  فامور الداخل باتت مرتبطة بالخارج، فيما الخارج معلق على القمة بين جو بايدن وايمانويل ماكرون في النورماندي.

وحتى الان الملف اللبناني والشرق اوسطي لم يبحث بعد، لأن الاولوية لاوكرانيا على ما يبدو، ولأن البحث في ملف المنطقة المتفجر لن يبدأ قبل بدء زيارة بايدن رسميا الى فرنسا غدا.

البداية من الوضع جنوبا. فهل سيناريو الحرب الشاملة بين لبنان واسرائيل أمر وارد  في ظل التصعيد والتهويل وأخطاء في سوء التقدير؟.

خلف خطوط العدو يضرب المقاومون في غزة، وفوق تفوقه الجوي يضرب المقاومون من لبنان، فيما خطوطه السياسية متضاربة الى حد افراط عقد مجلس حربه، وان بقيت حكومته مستمرة ولن يقوى عليها احد الى الآن، حتى كل العنتريات الاميركية..

بني غينتس في طريقه الى الاستقالة غدا من مجلس الحرب، بحسب الاعلام العبري، وبنيامين نتنياهو سيعبر عن امتعاضه من الخطوة، لكنه سيكون مسرورا وسيعود الى حكومته لاتخاذ القرارات واستثمار خطوة غينتس وآيزنكوت ضدهما في الشارع العبري كما يقول المحللون..

اما حال مفاوضات تبادل الاسرى مع المقاومة الفلسطينية جراء هذا المشهد المتلاطم، فتؤكد ان نتنياهو سيزداد انصياعا لبن غفير وسموترتش، ما يعني ان المبادرة الاميركية في خطر شديد، بحسب قراءات المتابعين للشؤون العبرية..

وبالعربي الصريح الذي يصم البعض آذانه عنه، فانه  لا خيار الا الميدان للفرض على المحتل وقف حربه الهمجية، من غزة التي يبدع مجاهدوها بتلقين الجيش الصهيوني دروسا، وضربه من كل مكان، حتى الوصول خلف تمركزاته في غلاف غزة، الى جبهات الاسناد من اليمن والعراق.

فلبنان الذي اذهل مقاوموه الجيش التائه من ارض الشمال الفلسطيني الى السماء اللبنانية، حيث كانت الرسالة بالامس صواريخ ارض جو لاحقت طائراته الحربية واخرجتها من الاجواء اللبنانية، ما قرأه كبار جنرالاتهم بكثير من الخشية والحذر، لما يهدد التفوق النوعي الجوي.

فمسيرات حزب الله لم يعرفوا لها حلا، ومسيراتهم تتساقط من سماء لبنان بفعل صواريخ الحزب، واذا ما وصل الامر الى الطيران الحربي فانهم سيفقدون كل قدراتهم..

ومهما بقي لديهم من قدرات فانها غير صالحة لحرب مفتوحة مع لبنان باجماع كبار جنرالات الجيش والسياسة ، واصحاب التجارب المرة مع لبنان، وليس آخرهم ايهود اولمرت  – رئيس وزرائهم المحترق في حرب لبنان الثانية، والذي شبه اي خطوة جنونية في هذا الاتجاه، بانها افتعال لحرب يأجوج ومأجوج عليهم، وهذا امر محظور القيام به باي شكل من الاشكال كما قال…

بعد القرار-الفضيحة امس، وتماما كما بعد كل فضيحة قرار يهدف الى عرقلة عمل القاضية غادة عون، منذ تجرؤها على وكر دبابير الفساد في  لبنان، توزع  اللبنانيون الى خمس فئات:

اولا، فئة اتباع السياسيين المتورطين المرعوبين من نتائج التحقيقات المالية، التي وصلت الى مراحل متقدمة جدا، وباتت تدور حول عدد من كبار الشخصيات السياسية البارزة.

ثانيا، فئة غير المبالين بالدولة اللبنانية من اساسها، المنتمين لدويلات المذاهب وزعمائها، الزبائنيين بامتياز، والمقتاتين بالعادة من فتات الموائد.

ثالثا، فئة الشامتين الحقودين، ومنهم شخصيات من مختلف القطاعات، حتى الفنية، الغارقين في العقد النفسية التي اعمتهم حتى عن مصالحهم الشخصية، وعن مصالح عائلاتهم ومعجبيهم وجمهورهم في مختلف المناطق ان وجد.

رابعا، فئة رفع العتب الذين يتحمسون اليوم لقضية وغدا لثانية وبعده لثالثة من دون ان يتوصلوا الى نتيجة في اي منها، اصحاب الذاكرة الضعيفة التي يراهن عليها الفاسدون والمرتكبون على انواعهم كي يفلتوا من العقاب.

خامسا واخيرا، فئة الصادقين من اللبنانيين، “وهم والحق… للأسف أقلية”… لكنها اقلية كبيرة، لا تستسلم ولا تستكين. تفهم اللعبة الماكرة ولا تجاريها، بل تتصدى لأربابها، ولسائر مظاهرها، كمثل التعميم غير البريء الذي اصدره ميقاتي اليوم للوزارات والادارات بوجوب التقيد بقرار القضاء، والذي ردت عليه القاضية-القاضية برفض المس بالدستور والتنكر لمبدأ دستوري جوهري هو الفصل بين السلطات.

تدخل حرب غزة شهرها التاسع، وكذلك جبهة الإسناد من جنوبي لبنان.

ليس في المعطيات وفي الأفق ما يشير إلى أن نهاية هذه الحرب ستكون قريبة:

حرب وجود بالنسبة إلى إسرائيل، وحرب بقاء بالنسبة إلى حماس، أما على جبهة جنوبي لبنان، فحرب إسناد مرتبطة  ارتباطا لصيقا بحرب غزة، وما دامت الحرب مستمرة، فإن جبهة جنوبي لبنان ستبقى مفتوحة.

أما التداعيات فواضحة في الميدانيات وفي السياسة.
الاصوات تتعدد وترتفع بشأن إمكان توسيع العمليات العسكرية الاسرائيلية جنوبي لبنان.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أعلن أن إسرائيل توشك أن تتخذ قرار شن هجوم على طول الحدود مع لبنان، ضد حزب الله.

لبنان غارق في ملفاته وانشغالاته: ملف رئاسة الجمهورية يراوح مكانه، على الرغم من كل الحراك واللقاءات والمشاورات.

وقد قفز إلى الواجهة ملف قرار المدعي العام التمييزي في حق القاضية غادة عون.

وفي ظل هذا الكباش ، طرأ تطور بارز هذا المساء. فقد وجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كتابا إلى الوزارات والادارات العامة كافة, يطلب فيه وجوب التقيد والالتزام بالتعميم الذي اصدره النائب العام يوم امس، والذي يهدف إلى تأمين إعادة الانتظام إلى عمل النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان. القاضية عون ردت على الرئيس ميقاتي، فاعتبرت أنه لا يحق له إرسال الكتاب الذي أرسله .

يتحضر مجلس الحرب الإسرائيلي للتقاعد في سبت الانفصال الموعود، والذي سيعلن فيه عضو المجلس بيني غانتس الاستقالة تاركا الثعلب الحربي وحيدا وفي المجالس اللبنانية الموضوعة بأمانات الحرب، فإن كل المواد الحافظة رئاسيا وسياسيا أحيلت إما للقمة الفرنسية الاميركية في باريس أو نحو الموعد الأبعد مدى لترمى في صندوقة الانتخابات الاميركية، في وقت لا جو بايدن ولا ايمانويل ماكرون ينشغل بالهما على اللبنانيين، ولا انتخابات تشرين ستحدد مسار بعبدا وبين الشوطين جرت محاولات “لتلحيم” القوى اللبنانية المتفككة والبحث في ما بينها عن صيغة للتشاور على معادلة الخيار الثالث.

هذا المسعى الذي خاضته قطر انتهى قبل ان يبدأ، وعادت الوفود من الدوحة كما ذهبت، واكتفى بعضها بإعلان مصطلحات تشبه “جس النبض”. لكن قطر نفسها كانت شاركت في صياغة بيان الخماسية المشترك في السابع عشر من تموز عام 2023  والذي تؤكد فيه الدول الخمس الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله، وتحث بقوة القادة والأطراف اللبنانية على اتخاذ إجراءات فورية للتغلب على المأزق السياسي.

وتبعا لهذا المسار قالت مصادر الجديد عن موقف السعودية إن المملكة لا تحبذ المشاركة المباشرة في إدارة اي مشاورات بين الكتل احتراما لسيادة لبنان ودستوره وستحال السيادة مع الانتخابات الرئاسية الى موعد لاحق تخمد فيه الجبهات التي تلقت بيانا صادرا عن قادة فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا أمس, شدد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان وتوحيد جهودهم من خلال المساعدة على خفض التوتر على طول الخط الأزرق وفقا للقرار 1701.

والقرار غير المحترم اسرائيليا ينضم الى سائر الانكسارات والقرارات التي عصت تل ابيب على تطبيقها .لكن الكيان المتهالك تعبر عنه صحفه العبرية،  ففي طوفان الاقصى كان عنوان  “إسرائيل تلفظ أنفاسها” يتصدر افتتاحيات الصحف العبرية  وبدخول الحرب شهرها التاسع اعترفت بانها مسألة  وقت فقط قبل انهيار “إسرائيل” النهائي ومن معالم انهيار الهيكل صفر إنجاز في الجنوب وأصفار على الشمال.

وعزلة دولية رفعت فلسطين إلى مصاف الدول وحصار قضائي بجناحي محكمة العدل والجنائية الدولية وتهديد أممي بإدراج إسرائيل الأسبوع المقبل على اللائحة السوداء للدول والمنظمات التي تلحق الأذى بالأطفال في مناطق النزاع ومن المسافة صفر داخل ائتلافه يتهيأ نتنياهو لتلقي صفعة بيني غانتس إذا ما قرر الاستقالة غدا والانسحاب من حكومة الطوارىء ومجلس إدارة الحرب وإذا ما نفذ غانتس انسحابه التكتكي ولحق به غادي آيزنكوت فإن نتنياهو سيخسر جناح معسكر الدولة ورؤوسه الحربية.

وفي حسبة انتخابية على أبواب فتح دورة الكنيست الصيفية راجع بيني غانتس حساباته بعد تراجع شعبية حزبه وهو إذ دخل مجلس الحرب للثأر من غزة بعد الصفعة التي تلقاها كرئيس للأركان خلال العصف المأكول عام 2014 ها هي غزة تلقي به خارج مجلس الحرب في طوفان الأقصى وتطيح بالسيوف الحديدية ورتبها الغارقة في رمال القطاع.

في المقابل نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن غانتس قوله إنه لن يتوانى عن استخدام القوة إذا لم ينجح الحل السياسي في إزالة التهديد لبلدات الشمال فجاء الرد من صحيفة هآرتس  بأن محادثات جرت بين مسؤولين كبار في جهاز الأمن تظهر المزيد من الدلائل على أن “إسرائيل” تواجه فشلا ذريعا متعدد الأبعاد وأنها على المستوى الاستراتيجي عالقة في جميع المجالات وأهمها ضد حزب الله في الشمال.

وفي تأكيد المؤكد قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال يتسحاق بريك إن الجيش وإسرائيل يتجهان نحو الانهيار الداخلي “وكابينت الحرب” يرفض الاعتراف بالواقع القاسي وإن الجيش لا يستطيع الانتصار في هذه الحرب ضد حماس وحزب الله.

وأقوال جنرالات الحرب مثبت بأفعال المقاومة الفلسطينية وإنجازاتها كما بتصاعد العمليات كما ونوعا عند جبهة الإسناد اللبنانية التي أضافت مواقع الاحتلال في مدينة الناصرة إلى لائحة الأهداف. على خط المفاوضات قال “السنوار” كلمته للوسطاء : حماس لن تنزع سلاحها ولن توقع على هكذا اقتراح في حين أمهلت تل أبيب الحركة حتى يوم غد السبت للرد على مقترح الصفقة.

ولأجل التوصل إلى اتفاق تهدئة والإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب يزور وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن تل أبيب مطلع الأسبوع المقبل للمرة الثامنة منذ اندلاع الحرب.

المصدر :وكالات