شكلت أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، محطة مفصلية في تاريخ المنطقة برمتها، حيث عادت القضية الفلسطينية لتطفو على سطح المشهد العالمي برمته، وسط عودة الحضور السني للعب دور كبير في إطار ام القضايا وأكثرها أهمية اليوم في العالم، ورغم انقسام الشارع السني بين مؤيد لحركة "حماس" وآخر مناصر للقضية الفلسطينية، بعيداً عن تأييد ما قامت به.
يبقى الصراع على استقطاب الجمهور السني الكبير، والذي يعتبر عصب المشهد اللبناني والعربي، فأين يصطف سنة لبنان اليوم من المشهد القائم؟
مصدر سياسي يؤكد لـ"جنوبيات" أن "أمة كبيرة بحجم الطائفة السنية لا يمكن أن تكون إلا مع خيار مناصرة الشعب الفلسطيني وقضيته، بغض النظر عن تأييد منطلقات "حماس" من عدم تأييدها، وأنّ الوجدان السنّي اللبناني لم يترك يوماً فلسطين بوصفها درة القضايا العربية والإسلامية والعربية، والدليل هو الالتفاف الكبير في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي تحدث على أرض فلسطين، في كل المناسبات واللقاءات للقوى السنية المركزية في لبنان، وهذا ما يعتبر خطاً أحمر لا نقاش فيه لهذه القوى".
وعن المشهد الداخلي يؤكد المصدر أن "الاعتدال هو ما يميز أكثرية مكونات الطائفة التي لم تشهد أي انعطافة بعد غياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد، لأنه ما زال يشكل زعامة كبيرة في وجدان الحالة السنية اللبنانية، رغم الغياب، وهذا الحضور يشكل مساحة راحة واطمئنان للقوى والمكونات الأخرى المركزية في البلاد، التي ترى فيه حضوراً لاعتدال ومساحة تلاقٍ مع كل القوى، وقطعاً للطريق على أي فتنة يمكن أن تُحاك للبلاد".
ويختم المصدر مثمّناً "الدور الكبير الذي تلعبه القوى الوطنية والعروبية في الطائفة التي تمارس يومياً في خطابها ونشاطها التوعوي دوراً عروبياً وجامعاً ومقاوماً في آن".