الثلاثاء 14 شباط 2017 10:24 ص |
12مرة .. 14 شباط: صيدا.. باقِ في قلبها وباقية على نهجه |
لا يمر عام على مدينة صيدا منذ فقدت ابنها رفيق الحريري، إلّا وتُثبت أنه بات أكثر حضوراً فيها ومعها. يواكبها من عليائه مطمئنّاً إلى حالها، يرافقها في كل محطة من المحطات الصعبة التي تمرّ بها، متفقداً أحوال ناسها الطيبين، مطلّاً على بحرها وصياديها، مواكباً المزارعين في بساتينهم، والعمال في مصانعهم وأشغالهم، والموظفين في أعمالهم، والطلاب في مدارسهم. مواسياً الناس في أتراحهم وهمومهم ومشاركاً في أفراحهم.. حاضراً طيفه فوق كل مرفق إنمائي يرتفع في المدينة. كيف لا وهو حاضر نهجاً ومشروعاً ومسيرة. 12 عاماً مرّت على جريمة 14 شباط 2005 يوم غادر رفيق الحريري شهيداً لأجل لبنان، لكنه لم يغادر صيدا التي لطالما أحبّ، في حياته، العودة إليها مستعيداً ذكرياته فيها وأحلامه لها ومتابعاً مسيرة إنمائها وتطوّرها. لم يغادرها شهيداً كما لم تكن تغادره حيّاً.. كثيرة هي الأحداث والمراحل البالغة الصعوبة التي شهدتها صيدا طيلة السنوات الاثنتي عشرة التي مرّت عليها منذ 14 شباط 2005. وفي كل محطة منها كانت المدينة تشعر بحجم خسارتها لإبنها ورفيقها وخسارة لبنان لرجل الاعتدال ورجل الدولة والمؤسسات. وفي كل مرة كانت صيدا تجد في نهج رفيق الحريري وخطه المستمرّين بتياره ومؤسساته وعلى رأسها نجل الرئيس الشهيد، الرئيس سعد الحريري، وشقيقة الشهيد، النائب بهية الحريري، ما يدفع عنها الخطر إذا داهمها، ومن يبلسم جراحها إذا نزفت ومن يعبّر عن وجعها إذا تألّمت، ومن يلبّي نداءها إذا صرخت ومن يحرّك عجلة إنمائها إذا توقفت. من جريمة 14 شباط 2005 وتداعياتها على الوطن كله، إلى عدوان تموز الاسرائيلي من العام 2006، إلى أحداث «نهر البارد» في العام 2007، إلى أحداث السابع والتاسع من أيار 2008، إلى احداث «عين الحلوة» خلال أعوام عدة تلتها، إلى احداث عبرا من العام 2013.. كلّها محطات مشتعلة أصابت بشراراتها ونيرانها صيدا. وفي كل منها كانت عاصمة الجنوب تُثبت أنها عصيّة على الفتنة قوية على كل محاولات أخذها إلى مساحات التوتر والتفجير، محصّنة ضد محاولات ضرب تنوّعها وعيشها الواحد أو محاولات جعلها بوجه واحد وهوية واحدة. تمسّكت صيدا في كل تلك المحطات وغيرها، ولا تزال، بنهج رفيق الحريري في الاعتدال والوحدة الوطنية وبالحوار بديلاً للنزاع. تمسّكت بمرجعية الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية رافضة أي مشروع خارج مشروع الدولة وأي سلاح غير سلاح الدولة. بقيت صيدا طيلة السنوات الـ 12 أمينة على مسيرة رفيق الحريري سائرة على دربه وخطاه في إنمائها، مصرّة على أخذ حقها من دولتها، متابعة لمشاريعها وخطة نهوضها. بعد 12 عاماً، رفيق الحريري باقٍ في قلب صيدا.. وهي باقية على دربه.. باقية على نهجه. المصدر :رأفت نعيم - المستقبل |