الثلاثاء 14 شباط 2017 11:26 ص |
الحلّ «اللامركزيّ»: محارق بـ«الجملة» و«المفرّق» |
أطلقت وزارة البيئة ورشة البحث في خطّة جديدّة لإدارة أزمة النفايات، وهي تتّجه نحو إقرار اللامركزيّة للانتهاء من ورطة المطامر التي فُرضت كخيار مؤقّت، وذلك بعد صدور قرار قاضي الأمور المُستعجلة بإقفال مطمر الـ»كوستابرافا». أمّا المعنى العمليّ لذلك، فهو إعطاء إذن للبلديّات لاعتماد خيار المحارق ولكن «بالمفرّق»، وهذا ما تُثبته توجّهات بلديّات تتحضّر لإعداد مشاريع وخطط تصبّ في هذا الإطار في مناطق مختلفة (صور والنبطية والمتن والشوف وعاليه) «ليس لدى وزارة البيئة أي خطّة وطنيّة جاهزة لحلّ أزمة النفايات بعد»، كما يؤكد مستشار وزير البيئة ورئيس لجنة البيئة في التيار الوطني الحر الدكتور لطف الله الحاج، مؤكداً أن هناك توجّهاً عاماً باعتماد اللامركزيّة بما يُفعّل دور البلديّات ويُعيد لها مسؤوليّاتها. وأن الخطّة التي يُعمل عليها «ترتكز إلى المرسوم 2366/2009 الخاصّ بترتيب الأراضي، وقانون حماية البيئة رقم 444/2002، وتقضي بتعزيز اللامركزيّة وإعطاء توجيهات للبلديّات حول كيفيّة معالجة نفاياتها والمواقع المخصّصة لذلك، على أن يخضع أي مشروع لموافقة الوزارة المُسبقة وإشرافها اللاحق». أمّا التصوّر أو الخطّة التي عرضت على الوزارة، بحسب الحاج، فهي تتركز حول «إنتاج الطاقة من النفايات، من خلال حرق حوالى 2000 طن يومياً لإنتاج نحو 70-80 ميغاواط، وذلك عبر إنشاء معمل حراريّ لمعالجة النفايات في بيروت الكبرى (والتي تشمل اتحاد بلديّات الضاحيّة والضواحي المُباشرة لبيروت)، على أن يعمل اتحادات البلديّات أو تجمّع البلديات في المناطق الأخرى وفق المخطّط التوجيهي الشامل، الذي نعمل عليه لمعالجة نفاياتها، بدءاً من اعتماد الفزر والتدوير وإعادة التصنيع والتسبيخ وصولاً إلى طمر أو حرق ما يتبقى من نفايات غير قابلة للفرز». بيروت وضواحيها
في بيروت، أنهت البلدية دراساتها في هذا الصدد وأعدّت دفتر الشروط الخاصّ بمشروع التفكّك الحراريّ لمعالجة نفاياتها، بعدما طلبت الانفصال عن مناقصة المعالجة المركزيّة، وتنتظر إطلاق مناقصتها قريباً، وفق ما صرّح رئيسها جمال عيتاني منذ فترة. تقول مصادر متابعة للملف إن «نفايات العاصمة لا تكفي لتشغيل معمل التفكّك الحراريّ المُزمع إنشاؤه والتي تطمح البلديّة أن يكون مشروعاً يبغي الربح»، مُشيرةً إلى حاجة المعمل إلى كمّيات كبيرة من النفايات، وهو ما يبرّر توجّه الخطّة الوزاريّة نحو معمل مركزيّ لبيروت الكبرى يشمل الضواحي القريبّة منها، مثل اتحاد بلديات الضاحية التي تنتج يومياً نحو 800 طن، والعاجز راهناً عن المُباشرة بتنفيذ حلٍّ مُستقلّ كون الإمكانيّات الماديّة لا تسمح بإعداد مشاريع مستقلّة، وهو ما تؤكّده مصادر الاتحاد بإشارتها إلى «اعتماد المحارق كخيار أمثل للمدن الكبرى، والسعي للالتحاق بمشروع بيروت». كسروان والمتن لا يتمايز الحلّ المطروح في المتن عمّا يعدُّ في بيروت، بحسب المصادر المتابعة للملفّ، هناك توجّه لدى اتحاد بلديّات المتن التي تُنتج يومياً نحو 900 طن من النفايات، للعمل وفق خطّة معالجة مركزيّة تقضي بإنشاء معمل وفق تقنيّة التفكّك الحراري، ولا يعتمد الفرز، بكلفة لا تتجاوز العشرة دولارات للطن الواحد، وتبلغ قدرته الاستيعابيّة نحو 1000 طن يومياً.
وهو نفسه المشروع الذي تقدّم به ميشال المرّ منذ فترة وبقي عالقاً في وزارة الداخليّة دون إحالته على مجلس الوزراء، حيث يتمّ راهناً دراسة المواقع المُقترحة لبنائه، ويتوقّع أن يستقرّ في برج حمود على أرض يشغلها اتحاد البلديات على الأملاك العموميّة البحريّة تبلغ مساحتها نحو 100 ألف متر مربّع. الشوف وعاليه
الحال بالنسبة إلى الشوف وعاليه مُختلفة. المنطقتان اللتان استُثنيتا من الخطّة الحكوميّة الطارئة الأخيرة تقومان منذ أكثر من سنة بالفرز وتضعان العوادم والنفايات غير القابلة للفرز على مواقع تابعة لها. وهما لا تزالان تنتظران إرشادات الحكومة كي تستكملا خططهما التي تتضمّن إنشاء محارق أيضاً. المصدر :الاخبار |