الجمعة 14 حزيران 2024 22:22 م |
مقدمات نشرات الاخبار مساء الجمعة 14-06-2024 |
* جنوبيات
لا استراحة محارب على جبهة الجنوب إنما عدوان تتوسع وقائعه الميدانية حينا وتتراجع حينا آخر وفي كلا الحالين المقاومون بالمرصاد رغم كل التهديدات الاسرائيلية التي لا تتوقف. إذ لم يبق مسؤول اسرائيلي أو وسيلة اعلام عبرية إلا وأزبد وأرعد ملوحا برد قاس على لبنان أو إحراقه او تدميره. وذهب بعضهم إلى القول إن جيش الاحتلال أوصى بإنهاء العملية العسكرية في رفح في اقرب وقت ممكن والتقدم بالهجوم في لبنان. في الميدان يوم عصيب آخر عاشه العدو في الشمال الفلسطيني المحتل الذي تحول الى جحيم بحسب وسائل اعلام عبرية تحت ضغط هجمات المقاومة بالصواريخ والمسيرات على نحو غير مسبوق لليوم الثالث على التوالي. عمليات الرد المقاوم حملت هذه المرة رسائل جديدة تمثل أبرزها بنشر الاعلام الحربي للمرة الأولى منذ الثامن من تشرين الأول مشاهد لراجمات تخرج من منشأة تحت الأرض لتطلق صواريخها على اهداف معادية بعدما كانت المشاهد تقتصر على رمايات من قواعد متحركة. في المقابل واصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته التي كان ابرزها خلال الساعات الأخيرة الغارة على منزل في جناتا ما أسفر عن سقوط شهيدتين وعدد من الجرحى بينهم أطفال. وقد نعت حركة أمل إحدى الشهيدتين الرسالية سالي سكيكي من دير قانون النهر. على المسار السياسي والدبلوماسي تعالت اصوات غربية مبدية القلق من التدهور الحاصل على الحدود الجنوبية وداعية الى ضبط النفس. آخر هذه المواقف جاء في مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة السبع المنعقدة في ايطاليا وفيه يعبر قادة هذه المجموعة عن قلقهم البالغ ازاء الوضع عند الحدود. أما المفاجئ على هامش القمة فكان اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التوصل لاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية مع اميركا واسرائيل لمناقشة خريطة طريق من اجل نزع فتيل التوتر على حدود لبنان الجنوبية. مرتا مرتا إنك تهتمين بأمور كثيرة وتضطربين فيما المطلوب واحد. فإذا كان الغربيون يذرفون دموعا صادقة على لبنان فطريق الحل معروف: أوقفوا حرب غزة فتهدأ كل الجبهات. على الجبهة السياسية الداخلية يذهب الحراك في إجازة عيد الأضحى بعدما اختتمت الجولات والمبادرات على خط الملف الرئاسي وعادت الأمور الى مربع الإنتظارات. لكن البارز على هذا الخط هو ما كشفه النائب هاغوب بقرادونيان لل NBN حين اشار الى معلومات تفيد بأن أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين سيزور لبنان الاسبوع المقبل حاملا مبادرة لجمع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في خطوة تهدف الى تذليل العقبات امام انتخاب رئيس للجمهورية. وقبل ان تدخل البلاد في عطلة العيد عقد مجلس الوزراء جلسة أوعز خلالها إلى المديرية العامة للأمن العام بالمباشرة في تطبيق الخطة (ب) في ما يتعلق بملف النزوح السوري وعرض المجلس تقرير البنك الدولي حول كلفة النزوح وأثره على لبنان.
عام كامل بلا جلسات انتخابية. وعام ونصف العام على الشغور الرئاسي، من دون بوادر حلحلة قريبة. بينما البلاد بأمس الحاجة لرئيس لتستعيد الجمهورية رأسها، وتعاود المؤسسات عجلتها وانتاجيتها، وليكون لبنان حاضرا بمن يمثله على طاولة المفاوضات والقرار. استمرار الفراغ يترافق مع مواصلة اشتعال الجبهة الجنوبية. وفي حين أوصى الجيش الاسرائيلي القيادة السياسية بإنهاء عملية رفح في أقرب وقت ممكن والتقدم بالهجوم على لبنان، فيما كان وزير الدفاع الاسرائيلي يجزم أن بلاده لن تكون طرفا في الإطار الثلاثي الذي اقترحته باريس، ليضمها مع واشنطن وتل أبيب، لاحتواء التوترات على الحدود بين اسرائيل ولبنان. التطورات الجنوبية لا تحجب الأنظار عن “القنبلة الموقوتة” المتمثلة بملف النزوح السوري.
واللافت، ما أعلن على طاولة مجلس الوزراء لجهة أن الداتا التي تسلمها لبنان من الUNHCR ناقصة. فكيف سيتعاطى لبنان مع هذه المماطلة؟
عام كامل مضى على آخر جلسة انتخاب رئاسي في لبنان في 14 حزيران 2023. عام كامل مضى على إشهار الثنائي لترشيح سليمان فرنجية بالتصويت، من دون أن يتمكن الفريق الداعم لرئيس تيار المردة من اجتياز عتبة النصاب، أو حتى عتبة النصف زائدا واحدا من اصوات النواب، تماما كما لم ينجح الفريق الآخر في نقل التقاطع الظرفي حول انتخاب جهاد ازعور الى تفاهم اوسع، يحقق التوازن المطلوب على الساحة المحلية. عام كامل مضى على تغييب الدستور واستباحة الميثاق وشلل المؤسسات السياسية، بدءا بمجلس النواب، الذي لا يلتثم لانتخاب رئيس، ويمارس تشريع الضرورة الملتبس، وليس انتهاء بحكومة نجيب ميقاتي التي تجتمع كي تجتمع، تماما كما فعلت اليوم، بعيدا من اي قرارات جذرية او ملحة، على مختلف المستويات. عام كامل مضى على وعود الاصلاح والمحاسبة والنهوض بالوضع المالي ومعالجة قضية اموال المودعين. أما النتيجة، فصفر على الشمال علامة لغالبية الطبقة السياسية في امتحان الصدق والالتزام. عام كامل شهد اندلاع حرب في الجنوب، لم تشكل بالنسبة الى الاكثرية السياسية اللبنانية، سببا للتوافق على رئيس، او دافعا لتجاوز المرحلة الاخطر في تاريخ لبنان، والعودة الى التنافس السياسي بعد انقاذ البلاد. غير ان اسوأ ما في العام الذي مضى، هو انه عمليا لم يمض، لأنه سيجتر نفسه عاما آخر من الفشل السياسي، ومن معاناة شعب لم يعد يتحرك من أجل حقوقه، بعدما اثبت كل التجارب السابقة ان النتيجة الوحيدة لا تقل عن نقل الاوضاع من السيء الى الاسوأ.
هل قرعت طبول الحرب في جنوب لبنان؟ أم أن التصعيد الحالي مازال تحت السقف؟
المؤسسة العسكرية الاسرائيلية تعتبر أن ما يحصل بات يقترب من سقف الحرب، بعد ما قرر الكابينت مساء أمس نقل القتال من غزة الى لبنان، اثر انتهاء عملية رفح المتوقعة نهاية الشهر الجاري، على أن يترافق ذلك مع تجنيد ثلاثمئة ألف جندي احتياط. في هذه الحال، ما هو موقف واشنطن؟ هل تغطي الحرب على الجنوب كما غطت الحرب على غزة؟ الجواب بعد زيارة وفد أسرائيلي لواشنطن. جنوب لبنان، في هذه الأثناء يشهد مزيدا من التصعيد: اسرائيل تستهدف المزيد من القيادات والمقار التابعة لحزب الله، والحزب يرد بسلسلة كثيفة من الصوايخ. وفي محاولة لتخفيف التصعيد، الموفد الأميركي آموس هوكستاين في اسرائيل الاثنين المقبل. على مستوى الحراك الداخلي المتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية، يبدو أن كل التحركات التي شهدها الاسبوع الفائت والجزء الاول من هذا الاسبوع، قد أطفأت محركاتها إلى ما بعد عطلة الأسبوع وعطلة الأضحى المبارك، التي تمتد حتى الثلاثاء المقبل المصدر :جنوبيات |