بدلت غارة دير قانون النهر_جناتا من واقع البلدة، دمرت، قتلت شابة وأم وجرحت 20 آخرون.
سيناريو جديد بدأه الاسرائيلي، الذي اغتال المدنيين هذه المرة، وكان بنك أهدافه أطفالا ونساء.
لم تتمكن دلال عز الدين من حزم حقائبها والتوجه إلى المطار لتغادر إلى أفريقيا لتمضية عطلة عيد الأضحى مع عائلتها هناك، قضت الغارة الاسرائيلية التي إستهدفت المبنى الذي تسكن فيه في جناتا_دير قانون النهر على شوقها لعائلتها، بقيت حقيبتها جاهزة للسفر، غير أن دلال لم تعد هنا، في حين جرحت إبنتها التي كانت برفقتها.
مجدداً يمعن العدو الإسرائيلي في إستهداف وقتل المدنيين، مصوباً صواريخه على مبنى سكني في بلدة جناتا_دير قانون النهر، في تصعيد جديد للحرب، رداً على ما أصابه من هزيمة وضربات قاسية داخل أراضيه.
جنون الاسرائيلي ليل الخميس_الجمعة أسفر على مقتل دلال وسالي سكيكي إبنة العشرين ربيعاً وجرح 20 آخرون بينهم 5 أطفال دون الخامسة من عمرهم.
مختلفاً كان ليل الخميس_الجمعة في دير قانون النهر، دفعت الحرارة المرتفعة بالشابة سالي للسهر على شرفة منزلها بصحبة جارتها، لم تكن تعلم أن صاروخاً من طائرة حربية إسرائيلية سيسقط على المبنى المجاور ويسويه أرضاً، تطاير حجر من المبنى وسقط عليها فقتلت في حين كسر ظهر جارتها يصف عمها المشهد «بـالمجنون» ما زالت العائلة تحت تأثير الصدمة «كأننا في حلم، بل كابوس» يقول العم الذي يؤكد أننا أمام « عدو مجرم يصب جام حقده على الأطفال والنساء»، كان سالي شابة طموحة تسعى لتحقق نجاحات في عالم التجميل الذي تعمل به، إلى جانب عملها الإنساني مسعفة في كشافة الرسالة الإسلامية.
يشير العم المكلوم إلى أن سالي لن تخرج في مهمتها الاسعافية الأخيرة، قضت الغارة الإسرائيلية على المبنى الذي تسكن فيه على أحلامها وطموحها، إبنة العشرين ربيعاً لن تسافر مجدداً إلى أفريقيا لترى والدها أو تحظى بفرصة عمل هناك كما عهدت الأمر، الغارة المعادية قطعت كل تلك الأحلام».
يشير العم إلى أن شقيقها الذي كان معها في الشقة نجا لأنه كان في الداخل».
عشية عيد الأضحى المبارك إغتال العدو الإسرائيلي أحلام سالي ودلال الذين ستشيعان السبت في بلدتهما بعد أن يصل والد سالي وأولاد دلال من أفريقيا.
بدّلت الغارة واقع بلدة دير قانون النهر الذي تستهدف للمرة الثاني، غير أنها المرة الأولى الذي يسقط فيها جرحى وشهداء، وأجلّت الأحتفال بعيد الأضحى، رغم أن لا أجواء عيد بسبب الحرب.
يقول رئيس بلدية دير قانون النهر عدنان قصير أننا «نعيش في صراع مفتوح مع العدو الذي إستهدف مبنى مدني مؤلف من ثلاث طبقات كانت عائلاته تعيش في آمان قبل أن تأتي الغارة المعادية».
لساعات طويلة إستمرت عملية إخماد الحريق الذي إندلع في منشرة الخشب المحاذية للمبنى في وقت وجد رجال الإسعاف والدفاع المدني صعوبة في سحب الجرحى فالعدو وفق قصير أستخدمت طائرة حربية في قصف المدنيين، وهذا إن دلّ على شيء يدل على حجم الإجرام لدى العدو».
يقول قصير أن الناس في حالة حزن في البلدة من جرًاء فظاعة الاعتداء، ولكن ذلك لن يدفعنا للانكسار، بل نحن في حالة قوة أمام عدو مجرم ضعيف ينتقم من المدنيين لتعويض فشله».
منذ تسع أشهر ويواصل الاسرائيلي حرب التدمير والقتل بحق أبناء الجنوب، لم يعد هناك بلدة خارج خط الاستهداف، كل القرى أدخلت في قلب المعركة، جديدها إستهداف المدنيين بشكل مباشر، وكأن العدو بدأ مرحلة جديدة من حربه وهي استهداف المدنيين وهذا إن صحّ يدل على تحول خطير في الحرب بل يؤكد على فشله وضعفه، فهو يريد التعمية عن حجم الحرائق والدمار في شمال فلسطين المحتلة بقتل الابرياء في القرى.