الجمعة 21 حزيران 2024 22:39 م

من نحن؟


* جنوبيات

نولد في كنف اسرة نواتية حيث يتفاوت عدد الأفراد ويختلف من أسرة لأخرى، إلا أن محور اهتماماتهم بالإضافة الى التنشئة الإجتماعية والتربية، نراه يتركز على تأمين كل الحاجيات المادية والروحية التي تساهم  في تكوين الشخصية والصفات العامة، فالأب والأم هم مصدر الأمان وهم الصورة المثالية التي تمثل كل القيم والمبادئ الأخلاقية.  
أمام امتداد الأسر واعتمادها على وسائل للتربية حديثة منها او تقليدية، نتساءل هل الأهل يساعدوا ابناءهم على معرفة انفسهم؟ اي ادراك الطاقات الكامنة والقدرات التي تساعدهم على تكوين الشخصية المستقلة والمتحررة من القيود التي تربط الفرد بالآخر؟ هل يدرك الأبناء واقعهم وما عليهم ان يتسلحوا ليواجهوا الحياة وقساوتها؟ ماذا يختار الأولار الخير ام الشر؟ كيف يمكن التمسك بالخير والقوة معاً ليسمو الإنسان ويرتقي ويعلو ولكي يحقق كل طموحاته التي تغدو للأنسان مسعى وغاية؟
تكثر التساؤلات والهواجس التي تتأتى في ظل التطورات والتغيرات الأخيرة، اي ان الأهل يعملون ليلاً نهاراً سعياً وراء لقمة العيش وتأمين الحاجات المادية، اما الحاجات الأخرى اللامادية التي تمدّ الطفل بالطاقة الإيجابية والتوازن النفسي والإكتفاء العاطفي والغذاء الروحي فهي تغيب عن أغلبية الأسر. هذا ما  يدفع الطفل للبحث عنها في وسائل التواصل الإجتماعي، فالطفل الذي يبلغ سناً معينة تتكون له صداقات لأعمار لا تتناسب معه، وبالتالي يقع الشرخ وتقع المشاكل الإجتماعية التي تنتج عن اهمال الأهل لهم وتغافلهم عن حاجات ابناءهم الحقيقية، هنا يشعر الطفل بالنقص  ويقع في علاقات سامة تدمر مستقبله وتضعه في دوامة الحياة التي لم ترشده الى الصواب، فقتل الحاجات لا تكون سوى بعلو الهمّة والتزود بالعلم والمعرفة اللذان يعتبران حاجة عليا،  وما لم يطلب الإنسان العلم يهبط من مستوى انسانيته.  
اخيرا ان معرفة الإنسان لذاته وقدراته وطاقاته تمكنه من مواجهة كل مصاعب الحياة، ومن محاربة كل من يقف في طريق تطويره وتغييره، فالطموح هو كل ما يملكه الإنسان ليكون النسخة الأفضل والأقوى من نفسه.

المصدر :جنوبيات