السبت 22 حزيران 2024 23:08 م |
مقدمات نشرات الأخبار مساء السبت 22-06-2024 |
* جنوبيات
حبل التهديدات للبنان على غاربه، ومن ضمنها قول وزير الخارجية الإسرائيلي إن كيانه يدرس رداً حاسماً على هجمات المقاومة وتأكيدُ الإعلام العبري أنه سيتم قريباً إعلانُ هزيمةِ حماس في غزة وإمكان توسيع الحملة شمالاً. البعض يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد مؤكداً ألاّ شيء يكبح جموح بنيامين نتنياهو المحاصَر داخلياً وخارجياً سوى عملٍ عسكري كبير يحفظ رأسه أطول مدة ممكنة. على الضفة المعاكسة، يضع البعض الآخر حملات التسويق للخيار العسكري في خانة الحرب النفسية للضغط على لبنان ومقاومته وبيئتها الحاضنة. وفي الخانة نفسها تندرج شائعات لها أول وليس لها آخر من قبيل ما بثته مواقع عبرية عن سحب دول أوروبية سفراءها من لبنان راسمة سيناريوهات مرعبة لحرب واقعة لا محالة. لكن المطبّـلين للحرب والعازفين على أوتارها فاتهم أن الجيش الذي كان لا يُقهر يحصد الآن المزيد من الخيبات على جبهتي غزة ولبنان ويواجه أوضاعاً لوجستية ومعنوية لا تضمن له تحقيق إنجازات على الجبهتين ولا تحقيق الأوهام السياسية لقادة يبحثون عن مصالحهم الشخصية. كما فاتهم أن وراء هذا الجيش جمهوراً منقسماً على ذاته وحكومة "مهلهلة" يُحذر رئيسها من حرب أهلية. وانطلاقاً من هذه الوقائع انبرى جنرالات إسرائيليون ليتصدوا لعنتريات بعض المنابر السياسية. ومن هؤلاء الجنرال المتقاعد البارز (إسحاق بريك) الذي حذر من أن إعلان الحرب على لبنان انتحار جماعي وقال إن العاجز عن الإنتصار على جبهة غزة كيف له أن يخوض حرباً على جبهات ست؟!. كما ترتفع اصوات في الجبهة الداخلية الإسرائيلية المعنية بحياة المستوطنين اليومية مشيرة إلى ما ينتظرهم من مصائب ليس أقلها الكهرباء. وبهذا المعنى تشير وسائل الإعلام العبرية إلى أن المستوطنين يتهافتون على شراء المولدات الكهربائية المنزلية تحسبا لانقطاع التيار إذا نشبت حرب كبرى.
هي حرب تقول الولايات المتحدة إنها لا تسمح بانزلاق جبهة لبنان إليها، وإن كانت قد حذرت من جدية التهديدات الإسرائيلية. وفي إطار الحراك الدولي للجم الخيارات العسكرية تبدأ وزيرة الخارجية الألمانية (أنالينا بيربوك) مطلع الأسبوع المقبل جولة في المنطقة تشمل لبنان. ولبنان يواصل مع قبرص سحب فتائل توتر العلاقة بينهما. وبعد رئيس الدولة والمتحدث باسم الحكومة طمْأن وزير الخارجية القبرصي إلى أن بلاده ليست منخرطة في أية عمليات عسكرية ضد لبنان. أما العدو الإسرائيلي فلم يبادر إلى أي خطوة تخفف الإحراج عن قبرص بل إن إعلامه أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أجرى فيها مرات عدة مناورات بشكل علني تحاكي حرباً على لبنان.
العالم لا يتحمل أن يتحوّل لبنان غزة جديدة. إنه التحذير الذي أطلقه أمس الأمين العام للأمم المتحدة، وهو الأخطر منذ بدءِ حربِ إسناد غزة. والأكيد أنّ أنطونيو غوتيريش لم يكن ليقرع جرسَ الإنذار لو لم يدرك أنّ الوضع في لبنان على كف عفريت الحربِ الشاملة. ويزيدُ الوضع خطورةً، ما نقلته شبكة "سي أن أن" عن مسؤول اميركي، إذ قال إنّ واشنطن أكدت لوفد من كبار المسؤولين الإسرائيليّين أنَّ إدارة بايدن ستدعم إسرائيل في حال اندلاع حربٍ شاملة بين إسرائيل وحزبِ الله. في المقابل تردّد أن فصائل عراقية أبدت استعدادها للإنتقال إلى لبنان دعماً لحزب الله. ميدانياً، الوضع على حاله جنوبا، واللافت اليوم العمليةً التي نفذها الطيرانُ الإسرائيلي في البقاع الغربي مستهدفاً سيارةً رباعيةَ الدفع، ما أدى الى مقتل قيادي في الجماعة الإسلامية ومرافقِه. على الصعيد السياسي محرّكاتُ المبادراتِ الرئاسية اُطفئت مرّةً واحدة، والأنظار مركزة على الزيارة الرعويّة لأمين سرِّ دولةِ الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، والتي تبدأ غداً. ومع أنّ الزيارة رعويّة في الأساس، لكنها ستتطرّق إلى القضايا السياسية وإلى الملف الرئاسي خلال لقاءاتِ المسؤولِ الفاتيكانيّ مع الرئيسَين برّي وميقاتي ومع البطريرك الراعي. لكن قبل تفصيل العناوين المذكورة وقفةٌ مع بارقة أمل كهربائية، إذ إنّ ساعاتِ التغذية بالكهرباء ستُزاد، كما أن العمل سيبدأ قريباً ببناء شبكةِ إنتاجٍ للطاقة الشمسيّة.
سؤالان كبيران يُطرحان في المنطقة وعواصم القرار، ولاسيما في واشنطن . الأول : هل صحيح ان إسرائيل تنتهي من معركة رفح في غضون إسبوعين ؟ وماذا في اليوم التالي ؟... الثاني : هل سترتد إلى جنوبي لبنان؟ وكيف ستكون نوعية المعارك فيه ؟ هل لإبعاد حزب الله بضعة كيلومترات عن الحدود. ؟ وبالتالي ، ما جدوى هذا الهدف إذا كان حزب الله قادرًا على توجيه ضربات لأسرائيل من وراء نهر الليطاني... ؟
كل القوى السياسية في حال ترقب وانتظار، الا حزبا واحدا.
انه فشلُ الميدانِ الذي يؤكدُه التخبطُ السياسيُ والعسكريُ الصهيونيُ كلَّ يوم، فيعودونَ الى المجازرِ وقتلِ النساءِ والاطفالِ الفلسطينيين ظناً انهم بسفكِ دمائِهم يُطيلونَ بقاءَهم او يَشفونَ وَهْمَ انتصارِهم ..
بعد مئتي تهديد بشن حرب على لبنان، انتقلت اسرائيل الى التنكرّ بزيّ السفارات وروجّت لهلع المغادرة على توقيت صيفي دقيق ورفعت لبنان الى الدرجة الحمراء وإذ تُجري السفارات تقييما دوريا روتينيا يتعلق برعاياها فان حملة الشائعات طالت السفارة الكندية على وجه التحديد، والتي نفت للجديد اتخاذَ اي قرار مستجد يتعلق بمغادرة الرعايا ليتضح بعد ساعات طويلة من البلبلة ان القناة الثانيةَ عشرة العبرية ادعت ان الحكومة الكندية اطلقت إجراءاتِ طوارئ َعسكريةً لإجلاء خمسةٍ واربعين ألف شخص من دبلوماسييها ورعاياها في لبنان وسط مخاوف َمن اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حزب الله". واللعبُ الاسرائيليُ بالاسلاك الدبلوماسيةِ احبطته السفارةُ الكندية فيما لجأت دولٌ اخرى الى تجديد الانذارات كاجراءٍ طبيعي غيرِ مستَنِد ٍ الى معلوماتٍ مؤكدةٍ بنشوب حربٍ واسعةٍ الا في حال تسنّى للدول وسفرائِها الاصغاءَ الى حديثِ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والذي ادلى اليوم بمفرداتٍ تقع على خطوط النار فاعتبر ان : المصيبة الكبرى قادمة متوقعا ان يذهب الوضعُ في الجنوب الى مواجهات بين حزب الله واسرائيل، وتوقع مزيدا من التفجير وان نكون على ابواب تصعيدٍ اكبرَ من الذي نراهُ راهنًا وهذه التوقعات وحدَها تبعث على الاطمئان لما لجعجع من نبؤءةٍ غالبا ما يأتي الزمنُ بعكسها. عدا عن أن اسرائيل تقع اليوم على فالق حربي يهتزُّ من الداخل الى ما وراءَ البحار وتُجري تقييما مع اميركا على الحرب وآفاقِها وتسلّحِها ومُخرَجاتِ يومِها التالي، وبشهادة من اهلها قال السفير الأميركي السابق في إسرائيل مارتن إنديك إن تل أبيب في حالة حرب على جبهات ٍ عدة مع حماس في غزة ومع الحوثيين في اليمن ومع حزب الله في لبنان ومع إيران، ومع ذلك يهاجم نتنياهو الولايات ِالمتحدة بناء على كذبة اختلقَها ما يعني أن على رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون سحبَ دعوتِه لنتنياهو لمخاطبة الكونغرس حتى يتراجع ويعتذر. والى خلافها مع الاميركيين وحساباتِها المترددة على جبهة الشمال وصلت الى اسرائيل واميركا معاً اليوم دُفعةٌ على حساب البحر موقعةٌ من اليمن لكن الضربة هذه المرة تجرأت على سيدة البحار " ايزنهاور " اذ اعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله العميد يحيى سريع عن تنفيذ عمليتين عسكريتين في بحر العرب والبحر الأحمر واستهدفت العملية الأولى سفينة شحن تدعى Transworld Navigator" والثانية أَطلقت على حاملة الطائرات الأميركية "آيزنهاور" شمالي البحر الأحمر صواريخَ باليستية ًومجنحة. هذا المسار المتلاطم اسرائيليا واميركيا من البحر الاحمر الى جنوب لبنان لم يدفع اسرائيلُ الى الحد من نشر نيرانها في القطاع وقد اضافت اليه اليوم مقرَ الصليبِ الأحمر الدولي في غزة الذي استهدفه العدو بقذائفَ من العيار الثقيل واوقع اثنين وعشرين شهيدا وخمسة ًواربعين جريحا من مئات النازحينَ الذين لجأوا إلى محيطه طلبا للأمان وتوالت مجازرُ اسرائيل بحق المدنيين لاسيما اليوم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة وحي التفاح شرقا حيث سقط اكثرَ من 50 شهيدا وعشرات المصابين عدا عن العالقين تحت ركام المربعات السكنية التي استهدفها طيران الإحتلال والمكتظة بالنازحين. وهبوب النار كان على اشُدّه في بلدة الخيارة في البقاع الغربي حيث استهدف الطيران المعادي سيارةَ مسؤولٍ في الجماعة الاسلامية "قوات الفجر" وهو أيمن الغطمي ذو التاريخ من العمليات العسكرية ضد العدو لكن الاغتيالات ِ لم تغيّر المعادلات واسرائيل التي بقيت للشهر التاسع خارجَ الحربِ الشاملة لن تنتحر اليوم بمعركة يدخلُها جنودٌ منهكون . المصدر :جنوبيات |