تقدم الوضع في مخيم عين الحلوة الى الواجهة من جديد على خلفية تطورين بازرين، تمثل الأول في تعليق عدد من فصائل منظمة التحرير لعضويتها في اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا على أثر مقاطعة بعض قوى التحالف والقوى الإسلامية لتحرك قامت به اللجنة باتجاه مخيم نهر البارد، وعلى خلفية ملاحظات لدى بعض هذه القوى على أداء اللجنة أو اعتبار قوى أخرى أن هناك خللاً في التوازن على صعيد تمثيلها داخل هذه اللجنة. وتمثل التطور الثاني في إعلان قائد القوة الأمنية في لبنان اللواء منير مقدح تقديمه استقالته من قيادة هذه القوة ووضعها في تصرف قيادة فتح في لبنان ورام الله.

ورغم تأكيد الجميع ان هذين التطورين – اي تعليق عمل اللجنة العليا واستقالة المقدح - غير مترابطين إلا أن أوساطاً فلسطينية متابعة تعتبر أن تزامنهما، وارتباط القوة الأمنية سياسياً وتنظيمياً باللجنة العليا جعل الأمور تبدو وكأنها في سياق متصل، لكنها لم تكن كذلك باعتبار أن كافة الاجتماعات التي عقدت على اثر هذين التطورين سواء لفصائل منظمة التحرير أو لقوى التحالف أو حماس أو حتى للرباعية المصغرة (المشتركة) لم يتم التطرق خلالها لموضوع استقالة المقدح بحسب مصادر عزت هذا الأمر لسببين: الأول اعتبار استقالة المقدح شأن داخلي فتحاوي، والثاني أن الاستقالة لم تؤثر، حتى الآن، على استمرار عمل القوة الأمنية في عين الحلوة رغم الملاحظات على أدائها، ولم يصدر عن قائد هذه القوة في المخيم العميد خالد الشايب أي موقف ولم تعلق مهامها.

وفي ما يتعلق باللجنة الأمنية العليا، بدا واضحاً أن الهدف من الاعتراض الضمني على هيكليتها وأدائها يهدف لإعادة تصويب وتقويم هذا الأداء بعد تقييم تجربتها كإطار فلسطيني مشترك وأين نجح وأين أخفق ولماذا، خصوصاً أن كافة الأطراف أكدت تمسكها بالمبادرة التي أطلقتها القيادة السياسية الموحدة في لبنان في آذار من العام 2014 وبالعمل الفلسطيني المشترك.

وفي هذا الإطار علمت «المستقبل» أن اجتماعاً للجنة المصغرة المنبثقة عن القيادة السياسية المشتركة يُعقد اليوم الخميس في سفارة فلسطين في بيروت بحضور السفير أشرف دبور للبحث في الخروج بتصور مشترك حول كيفية إعادة هيكلة وتشكيل اللجنة العليا وتفعيل الأطر المنبثقة عنها ولا سيما القوة الأمنية المشتركة بشكل تستطيع أن تقوم بمهامها في حفظ أمن واستقرار المخيمات على أكمل وجه.

بهية الحريري على خط المعالجة

تطورات الوضع الفلسطيني في لبنان استدعت تحركاً عاجلاً من قبل النائب بهية الحريري على خط المعالجة إذ استقبلت الحريري في مكتبها في بيروت أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات، وتمنت عليه العمل لتذليل العقبات التي تعترض استئناف اجتماعات اللجنة العليا انطلاقاً مما تحقق من إيجابيات على صعيد العمل الفلسطيني المشترك حتى الآن بما يعزز دور اللجنة في تحصين أمن المخيمات ولا سيما عين الحلوة.

وقال أبو العردات إثر اللقاء: هي زيارة للسيدة بهية الحريري في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، رجل الدولة والإعمار والبناء والذي لطالما كانت فلسطين والقضية الفلسطينية في قلبه. وأكدنا متانة العلاقات التي تجمعنا كمنظمة تحرير وحركة فتح مع عائلة وتيار الرئيس الشهيد ومع السيدة الحريري. واكدنا حرصنا الدائم والمستمر على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في لبنان. وتداولنا أيضاً بالوضع في عين الحلوة وموضوع القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة وأكدنا أهمية إعادة تفعيل دورها بما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار للمخيم والجوار.

وأكد أهمية تعزيز الدور الوحدوي الفلسطيني داخل المخيمات، والعمل بين منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية، وبينها وبين الدولة اللبنانية. وأكدنا متانة العلاقة مع اخوتنا اللبنانيين ومع الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية وضرورة توحيد الجهود بين كافة المستويات اللبنانية والفلسطينية لتحصين أمن المخيمات وبخاصة عين الحلوة والبداوي. وشكرنا للسيدة الحريري حرصها الدائم والمستمر على شعبنا الفلسطيني وعلى المخيم وأهله ودعمها لتعزيز التعاون اللبناني - الفلسطيني.