رمى قائد "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة" في لبنان اللواء منير المقدح على طاولة "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" قنبلة الإستقالة بعد أن قرّر ترك مهمته في قوات الأمن الوطني إثر إنهيار الثقة بين الجانبين بنتيجة التخبط في تعدّد الولاءات والتنازع ما أدخل مخيم عين الحلوة في نفقٍ مجهول.

"الإستقالة ليست موجّهة ضد أحد" يبدأ اللواء المقدح حديثه لموقع "ليبانون ديبايت" كاشفاً أن أحد أسبابها هو تعدد الولاءات داخل القوة الأمنية المشتركة التي وجدت أساساً لحماية أمن المخيمات ومن ضمنها مخيم عين الحلوة وليس من أجل "تصفية نفوذ داخلية" متحدثاً عن "تقويض عملها الأمني وجعلها مقيدة بسلاسل نفوذ القوى ما خفّف من إنتاجيتها".

وإذ يشير المقدح عن وصول القوة المشتركة في الفترة الماضية إلى مرحلة اليأس نتيجة "سياسية اللامبالاة" المتبعة، يوضح أننا حاولنا إصلاح القوة حتى تكون لديها صلاحيات أكبر تعزز من إمكانياتها ودورها مستقبلاً، لكننا دخلنا في نفق مراضاة المرجعيات القائمة على القوة ما أرجعنا خطوات إلى الوراء" وإزاء هذا الواقع فضلت تقديم إستقالتي من المهة إلى قيادة حركة "فتح" في لبنان. 

وأتى ذلك بعد ساعات قليلة على تعليق عضوية الحركة وفصائل "منظمة التحرير" في "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" التي تشكل المرجعية الأمنية في لبنان.

وحمّل اللواء المقدح في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" أسباب الإستقالة إلى الـ"الفصائل الموزعة على القوة الأمنية المنبثقة عن اللجنة الأمنية" متحدثاً عن صعوبة في العمل نتيجة وجوب موافقة أكثر من 12 فصيل على أي عمل أمني يجب القيام به مقدماً مثال عن صعوبة تسيير دورية أمنية مثلاً في حال لم تنل الموافقة من الفصائل الممثلة ولا يمكن تسيير دورية في حال رفض أحدهم.. مشبهاً ذلك بـ"الستة وستة مكرّر اللبنانية".

وعلى الرغم من كل الصعوبات الأمنية، لكن المقدح يكشف أن "القوة الأمنية ومنذ 5 سنوات نجحت في حماية المخيم ومحيطه اللبناني وإبعاد تمدّد الإرهاب نحو المناطق المجاورة للمخيم كذلك حصر نشاط هؤلاء داخله وفي نقاط محدودة ومعروفة"، لكنه يتوجب "أكثر من ذلك" حيث يجب لكي نحافظ على المخيم ونقوم بإنهاء أي ظواهر شاذة "أن نطوّر ونعزّز ونفعّل أكثر من عمل القوة الأمنية" لكن ما أحبط ذلك هو "وجود أمن بالتراضي أفقد وأسقط الكثير من بريق القوة ودورها" والمطلوب اليوم "إنهاء هذه المعضلات".

ميدانياً، كشف المقدح لـ"ليبانون ديبايت" أن مستوى التنسيق عالٍ مع الأجهزة الأمنية اللبنانية خاصةً الجيش اللبناني وهناك إجتماعات دورية مشتركة، مبيناً أنه "وطوال الأزمة السورية رفعت الفصائل الفلسطينية من الحيطة الأمنية ومنعت أي شخص لا يمتلك أجندة فلسطينية من دخول المخيم أو إتخاذه منصة لمشاريع مشبوهة". 

وعن دور الجماعات الإرهابية التي تتخذ من أجزاء في عين الحلوة مركز نشاط لها، يكشف المقدح أن "دورها بدأ بالتقلص كنتيجة للعمل الأمني الدؤوب المرتبط بالتنسيق مع الجيش اللبناني". وإذ تناول المقدح معلقاً على المعلومات التي ترد في الإعلام من تعاظم قوة الإسلاميين المتطرّفين، قال أن "تلك المجموعات موجودة في أماكن محدودة ومعروفة ولم يحصل أي تمدّد خارجها في الفترة الماضية نتيجة العين الساهرة على أمن المخيم، ولم إستشعرنا بوجود نية لتمدّد واجهناها".

وقلل المقدح من "إنعكاسات الفراغ الذي أحدثته إستقاله من القوة الأمنية التي باتت بحكم المنحلة" متحدثاً عن "دور الجسم العسكري لحركة فتح في عين الحلوة القادر على الحسم والمحافظة على الأمن بالتعاون مع جميع الفصائل" مضيفاً: "نحن لن نسمح لأي أحد أن يقوم بإستغلال المخيم أو جعله نهر بارد ثانٍ".