الأحد 30 حزيران 2024 11:21 ص |
رغم الحرب... آلاف المغتربين في بيروت |
* جنوبيات
رغم أن البيانات الصادرة مؤخراً عن عدد من السفارات ووزارات الخارجية، والتي تدعو رعاياها لعدم زيارة لبنان، كان لها وقعها على عدد كبير من اللبنانيين الذين عادوا يتساءلون يومياً عمّا إذا كانوا أقرب من أي وقت من حرب إسرائيلية موسعة، فإنه لم يتم تسجيل أي مظاهر خوف أو هلع، بل بالعكس، وصل نحو 400 ألف مغترب إلى البلد خلال شهر حزيران وحده. وأوضح الحسن أن "كل التطورات الأخيرة لم تؤثر على أعداد الوافدين، علماً بأننا لم نصل بعد للفترة التي تشهد عادة أكبر حركة وصول إلى المطار". ولم تؤثر التحذيرات التي أطلقتها فرنسا منذ نيسان الماضي، لمواطنيها بعدم زيارة لبنان على عشرات آلاف المغتربين الذي يعيشون هناك. ومن هؤلاء "إيلي ن." (33 عاماً) وعائلته، الذين وصلوا لقضاء شهرين كاملين في قريتهم العكارية الواقعة شمال لبنان. وأشار إيلي في تصريح إلى أنه "مثل مئات آلاف المغتربين، ينتظر العطلة الصيفية بفارغ الصبر لقضائها في بلده، وبالتالي فإن التهويل المستمر بالحرب لن يمنعنا من متعة زيارة لبنان".
وكان رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، أعلن مؤخراً في بيان أنه "مع اقترابنا من فصل الصيف، ابتداءً من 4 و5 تموز، فإن حركة المطار ستكون في ازدياد، وسترتفع الحجوزات والملاءة، وستصل إلى 100 في المائة، حيث إن حركة الوافدين ستتعدى الـ12 أو الـ13 ألف راكب يومياً، وعدد الطائرات سيتعدى الـ80 أو85 طائرة يومياً". وأشار نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، إلى أنه "منذ بدء عملية (طوفان الأقصى)، أي منذ شهر تشرين الأول 2023، يعيش هذا القطاع فيما يشبه حالة الطوارئ، وبخاصة بُعيد أزمة البحر الأحمر وارتفاع سعر الشحن وتأخر وصول البضائع". وقال بحصلي: "صحيح أننا دخلنا في مرحلة معينة في نوع من الاستقرار، لكن المخاوف تفاقمت مجدداً مؤخراً، وإن كنا لا نزال نعتقد أن احتمالات الحرب تساوي احتمالات عدم حصولها". وأوضح بحصلي أن "هناك تجاراً استوردوا بضائع إضافية تحسباً، بينما قسم آخر يعمل بشكل اعتيادي، تماماً كما أن بعض المواطنين في فترات معينة لجأوا إلى تخزين المعلبات والزيوت والمياه وأغراض الأطفال والأدوية، فيما رأى قسم آخر أن لا حاجة لذلك على الإطلاق، والناس في معظمهم يستعدون لصيف واعد". ولفت بحصلي إلى أن "الأمن الغذائي هو وجود الغذاء، والوصول إليه وسلامته"، وقال: "حالياً الغذاء موجود، لكن في حال حصول حرب موسعة قد يتعذر الوصول إلى الغذاء في المستودعات وتوزيعه". من جهته، أوضح حسّان عز الدين، عضو نقابة المتاجر ورئيس مجلس إدارة واحدة من أكبر سلاسل «السوبر ماركت» في لبنان، أن "قسماً من اللبنانيين لجأ إلى التخزين في شهر أكتوبر 2023، ولكن بعد ذلك لم تسجل أي حركة إقبال غير اعتيادية"، لافتاً إلى أن "الإقبال المتزايد اليوم هو من قبل المغتربين الذين بدأوا بالتوافد إلى البلد، والذين يستخدمون بشكل أساسي البطاقات المصرفية". ويُعبّر كامل البيطار، وهو مالك "ميني ماركت" صغير في منطقة الدكوانة، شرق العاصمة بيروت، عن موقف قسم كبير من اللبنانيين فيما يتعلق بموضوع الحرب؛ إذ يرى أنه "لو أرادت إسرائيل الحرب الموسعة لأقدمت عليها، وما كانت لتكتفي بالتهديد والوعيد يومياً"، لافتاً إلى أنه "لم يلحظ أي تغيير على الإطلاق من حيث زيادة الطلب على مواد معينة لتخزينها". المصدر :الشرق الاوسط - بولا أسطيح |