بدأت مرحلة جديدة في مسار المفاوضات، بعد تعديلات أدخلتها حركة "حماس" منها ما هو جديد وآخر تعديل في الخطوات والمصطلحات.
ورأى مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن رد "حماس" يجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن المادتين 8 و14 وهما الفجوتان الرئيسيتان بين الطرفين.
وتحدد المادة الثامنة الخطوط العريضة خلال تنفيذ المرحلة الأولى، ووافقت "حماس" على استبدال كلمة "بما في ذلك" بكلمة أخرى اقترحتها الولايات المتحدة ومقبولة لدى الاحتلال، وهذه الصياغة الجديدة تظل تسمح بوجود غموض لدى الطرفين في المفاوضات حول محور المرحلة الأولى من الاتفاق.
ووفقاً لرد "حماس" الأخير، تغيرت اللغة في المادة 14 من الاقتراح بحيث لا تقول إن الولايات المتحدة وقطر ومصر "ستبذل كل جهد ممكن" لمواصلة المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، بل تقول إنها سوف "تلتزم" بذلك.
لكن المفاوضين الإسرائيليين يرفضون ذلك، مع أنه يمكن حل ذلك عبر المفاوضات مع وصول الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة برئاسة رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع.
وباختصار شديد، تتلخص المادتان في وقف نهائي للعدوان في 42 يوماً، إلا أنه يرحل إلى المرحلة الثانية.
وكذلك مسألة انسحاب جيش الاحتلال من كل قطاع غزة رُحّلت إلى المراحل الأخرى.
وكانت "حماس" مرنة في مسألة الإفراج عن الأسرى المدنيين الإسرائيليين في المرحلة الأولى، إلا أنها أضافت بنداً جديداً وهو انسحاب جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا ومعبر رفح مع الحدود المصرية، واشترطت أن تحدد هي أسماء الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في المرحلة الأولى.
وتقول مصادر فلسطينية مقربة من المفاوضات: أن "حماس طلبت ضمانات أميركية وقطرية ومصرية في المرحلة الأولى كي لا يعيد الاحتلال الهجوم من جديد بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين هم على قيد الحياة من المدنيين".
ويبدو أن وزير الأمن يوآف غالانت، تغيّرت نظرته بعد عودته من واشنطن وأصبح أقرب إلى الأجهزة الأمنية المطالبة بوقف الحرب وعقد صفقة.
لكن أعضاء آخرين مع بنيامين نتنياهو يرفضون ذلك، لا سيما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وأمام ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين وتهديدات ائتلافه اليميني، يحاول نتنياهو إبراز تراجع في موقف المقاومة، من خلال ما وصلت إليه مفاوضات وقف إطلاق النار، وينتقل العدوان على قطاع غزة إلى ما بات يعرف بـ"المرحلة الثالثة".
وتمكن نتنياهو ومكتبه من تسريب أخبار مكثفة إلى وسائل الإعلام تظهر أن "حماس" وافقت على ما طلبته "إسرائيل" خصوصاً في ما يخص إمكان عودة القتال وقت شاء الاحتلال.
ويحاول نتنياهو المناورة من جديد سياسياً داخليا وخارجياً، هو لا يريد زيادة غضب إدارة الرئيس جو بايدن قبل سفره إلى واشنطن وإلقاء خطاب في الكونغرس.
وكذلك يريد تهدئة الشارع والمظاهرات المستمرة لعقد صفقة والمطالبة برحيله، إضافة إلى أن ضغط الأجهزة الأمنية يرتفع ووصل إلى وسائل الإعلام، بالتالي، هي مناورة جديدة في المسار التفاوضي وليس مضموناً عقد اتفاق ينهي الحرب.
وهنا إذا حصل اتفاق مبدئياً يستقيل سموتريتش وبن غفير، وإذا لم يُعقد يعني أن ضغط غالانت ومن خلفه الجيش والأجهزة الأمنية سيزيد، وفي كل الأحوال الحكومة الإسرائيلية تسابق الوقت والظروف كي تبقى متماسكة.