أعادت صحيفة "هآرتس" العبرية، نشر مقال مطول كتبه مؤرخ إسرائيلي عام 1999، تضمن توقعات مرعبة لمستقبل الكيان الإسرائيلي مع نهاية العام 2025.
وتوقع المؤرخ الإسرائيلي رون بونداك"، الذي يعد أحد مهندسي اتفاقيات أوسلو، اندلاع انتفاضة فلسطينية قوية في الضفة وغزة، ودخول إسرائيل في حالة عزلة دولة، وتصدر الأحزاب الدينية المتطرفة المشهد السياسي في إسرائيل.
وقالت الصحيفة: إن توقعه كان دقيقاً إلى حد "مؤلم"، وبدا اليوم قريباً من التحقق على أرض الواقع "بشكل مرعب"، وذلك بعد مرور عقد من الزمن على وفاته.
وتوقع الكاتب (توفي عام 2014) أن تبدأ إسرائيل عام 2017 بالانحدار إلى أتون الفوضى، على الصعيدين المحلي والدولي، مشيراً إلى أن السنوات السبع التالية ستكون هي الأصعب على إسرائيل منذ تأسيسها؛ إذ سيشن جيشها حرباً "صعبة ومعقدة" على الفصائل الفلسطينية في الأراضي المحتلة.
وعزا المقال تراجع إسرائيل إلى جملة أسباب؛ من بينها إنفاقها مبالغ طائلة للتصدي للتوتر المستمر على حدودها، واضطرار الجيش إلى التعامل مع آلاف الأشخاص الذين رفضوا التجنيد، وتلاشي التماسك الوطني اليهودي تدريجياً.
وعلى الصعيد الدولي، يصل التدهور في إسرائيل إلى أعماق جديدة، حيث ستعلن دول أوروبية فرض عقوبات مختلفة على إسرائيل، مع سماح الاتحاد الأوروبي لكل دولة أن تقرر بنفسها طبيعة علاقاتها التجارية والثقافية مع إسرائيل.
سيناريوهات:
ويضع المؤرخ الإسرائيلي "بونداك"، بعض السيناريوهات الرئيسة "السلبية"، منها: - تراجع عملية السلام إلى الحد الذي يضع الدول العربية على حافة حرب من "نوع أو آخر.
- وربما تعود مصر والأردن إلى دائرة العداء أو العنف ضد إسرائيل.
- وأن تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لعملية "لبننة".
- وتوقع "بونداك" تعزز القوى القومية في المجتمع الإسرائيلي إلى الحد الذي قد يجعل حكومة تتبنّى توجهات محافظة، بل حتى فاشية تصل إلى السلطة وتضم عناصر دينية متطرفة.
وفي هذه الحالة (يرى بونداك) أن النتيجة ستكون مجتمعاً ممزقاً من الداخل.
وفضلاً عن ذلك، سيشتد الصراع بين "الدولة" وأقليتها العربية وكذلك الصراع بين الحكومة والقوى التقدمية والليبرالية.
وهنا ستجد إسرائيل نفسها معزولة دولياً، وسوف يضعف اقتصادها بشكل كبير وسيتبع ذلك هروب النخب ورجال الأعمال، ويمكن أن يحدث هذا السيناريو بشكل منفصل أو بالتزامن مع السيناريو المذكور سابقاً، وفقاً للكاتب.
وبغض النظر عن أي عملية دبلوماسية يتم اختيارها، من المرجح أن يتصاعد الصراع بين الطوائف الدينية والعلمانية داخل المجتمع الإسرائيلي، ويتفاقم بشدة إلى حد العنف الذي قد يؤدي إلى ظهور جيوب لحرب أهلية.
في مثل هذه الحالة، يختم الكاتب يتوقع حدوث عملية انفصام داخل الجمهور الإسرائيلي وربما تبرز فيه "كانتونات" مختلفة لكل منها مجموعة سكانية منفصلة جغرافياً ووظيفياً على أساس أنظمة تعليمية وثقافية مختلفة.