السبت 13 تموز 2024 14:33 م

من هو محمد الضيف الذي أعلنت السلطات الإسرائيلية أنه هدفها في الهجوم على خان يونس؟


* جنوبيات

شن الجيش الإسرائيلي هجوماً كبيراً على خيام تؤوي نازحين في خان يونس بقطاع غزة، حيث أعلن أن "هدف الهجوم هو العضو البارز في "حماس" محمد الضيف".
يعد محمد الضيف قائد "كتائب عز الدين القسام" العدو رقم 1 بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2014 وهو العقل المدبر والمهندس للهجوم المباغت الذي شنته حركة "حماس" على الكيان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
الاسم واللقب
اسمه الكامل محمد دياب إبراهيم المصري "أبو خالد" من مواليد غزة، عام 1965، ويُعرف باسم محمد الضيف.
هو قائد عسكري فلسطيني، والقائد العام لـ"كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد أهم المطلوبين لـ"إسرائيل" منذ عام 1995  لقتله جنوداً إسرائيليين. 
اعتقله الجيش الإسرائيلي سابقاً والسلطة الوطنية الفلسطينية وحاولت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الأمن العام "الشاباك"، والاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة "الموساد" إلقاء القبض عليه أيضاً.
وبحسب تقرير نشره سابقاً "النهار العربي"، فإن بقاء محمد الضيف على قيد الحياة يعود بالأساس إلى نجاحه في التخفي قدر الإمكان إلى درجة أن آخر صورة رسمية له تعود إلى أكثر من عشرين عاماً.
لا نعلم أيضاً هويته الحقيقية بالرغم من أن وسائل إعلام تقول إن اسمه الحقيقي هو محمد المصري. اختيرت كنية "ضيف" لوصفه لأنه لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة ويبيت كل مرة في بيت جديد للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية.
نادراً ما يتكلم الضيف، وقد يتكلم في لحظات حرجة صعبة مثل بعض الحروب والمعارك كما فعل أثناء معركة "العصف المأكول" عام 2014، وبعد عدة ساعات من بدء هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
من بين المعلومات النادرة التي تمتلكها السلطات الإسرائيلية عنه هو أنه "ولد في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة في ستينيات القرن الماضي"، كما أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية التي تواصلت مع مسؤولين في "شين بث" جهاز الأمن الداخلي في "إسرائيل".
ودرس محمد الضيف في الجامعة الإسلامية بغزة "وزامل أعضاء في حكومة الإخوان المسلمين السابقة في مصر" وفق "نيويورك تايمز".
التحق الضيف، الذي أصبح فيما بعد العقل المدبر لعمليات "حماس" العسكرية، بالحركة في ثمانينيات القرن الماضي بمساعدة يحيى عياش "المهندس" والذي يعد من بين أبرز قادة "حماس"، ويؤكد جاكوب إريكسن أن الضيف "كان من أشد المقربين منه".
مهندس للعمليات الانتحارية داخل "إسرائيل"
مقتل يحيى عياش على أيدي المخابرات الإسرائيلية في 1996 هو ما جعل محمد الضيف يصبح شيئاً فشيئاً قيادياً محورياً في "كتائب عز الدين القسام"، وفق إريكسن الذي يُضيف: "كان مهندساً للعمليات الانتحارية داخل "إسرائيل" خلال التسعينيات".
دفع هذا النفوذ المتعاظم داخل الحركة الإسلامية قادتها إلى تعيينه على رأس ذراعها العسكري في 2002.
وكان أول شيء قام به القائد الجديد لـ"كتائب القسام" هو استخلاص الدروس من الانتفاضة الثانية في بداية الألفية الثالثة، هنا، يقول عمري برينر: "شاهد كيف عزز الإسرائيليون مراقبة الحدود مع غزة والتي جعلته يتبنى استراتيجية الهجوم من أعلى ومن تحت".
وكان الضيف مهندس بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي "حماس" بإطلاق اختراقات في الداخل الإسرائيلي انطلاقاً من غزة.
وكان أيضاً ممن عززوا إستراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ.
خلال معركة "سيف القدس" أو كما أسماها الجيش الإسرائيلي "حارس الأسوار" عام 2021، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لـ"كتائب القسام"، مرتين على الأقل خلال 10 أيام من الهجوم على قطاع غزة.
عجز إسرائيلي
 ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية سابقاً عن مصادر استخباراتية، أن قوات الجيش تستهدف عدداً من قادة الحركة، على رأسهم الضيف، الذي عجز جهاز الاستخبارات عن تحديد مكان تواجده.
وادعت الصحيفة، أنه في الوقت الذي يقول فيه الجيش الإسرائيلي إنه حقق عدداً من أهدافه خلال الحرب الشرسة على قطاع غزة من خلال إضعاف قدرات الحركة، فإنه في المقابل يصر على مواصلة الحرب من أجل مطاردة الضيف تحديداً وكبار قادة حركة "حماس".
لكن الصحيفة اعترفت بعجز الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال الضيف رغم أنها تطارده منذ أكثر من 25 عاماً، بعد أن قاد العشرات من العمليات العسكرية ضد الجيش.
قائد ميداني ماهر
كما أشارت أيضاً بأن الجيش الإسرائيلي يصنف الضيف على أنه "قائد ميداني ماهر".
ولفتت إلى أنه قبل محاولتي الكيان الإسرائيلي الفاشلتين باغتيال الضيف، حاولت أجهزة الأمن الإسرائيلية قتل الضيف 5 مرات على الأقل على مر السنوات الماضية.
وذكرت الصحيفة أن أول محاولة كانت عام 2001، والثانية عام 2002 وكلفته عينه، وثالثة بعد ذلك بعام، وتضيف: "نُفذت غارة أخرى في عام 2006 أصيب فيها بجروح خطيرة، وفقد ساقيه وذراعه"، وفي عام 2014، خلال حرب غزة، حاول الاحتلال مرة أخرى اغتياله، لكنه أخطأه، ليقتل بدلاً منه زوجته وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر 3 سنوات.
صحة جيدة
وبعد 25 عاماً، كشف الصحافي الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بن كسبيت أن الضيف يمشي على قدميه، وأظهرت فيديوات  من مواد استخبارية تم جمعها، بأنه حيّ، ويمشي على قدميه وصحته جيدة ويقوم بأداء مهامه ووضعه جيد بشكل عام.
وفي 16 أيار/مايو 2021، قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال إليعازر توليدانو، إن القياديين في حركة "حماس" وجناحها العسكري محمد الضيف ويحيى السنوار، هدف للضربات الإسرائيلية.

المصدر :جنوبيات