أكد مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران على أن "القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المجاهد وأرض فلسطين، يشكلون القضية المركزية في عالمنا الإسلامي والعربي، بل هم قضية كل الأحرار في العالم".
كلام المفتي عسيران جاء خلال احياء ليلة السابع من محرم بدعوة من "دار الإفتاء الجعفري" في صيدا في "النادي الحسيني لمدينة صيدا" بحضور حشد من الفاعليات السياسية والروحية والاجتماعية.
وقال: "إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام، جاءت لتبلور رسالة الإسلام، وتعيد لهذا الدين الحنيف رونقه وقيمه، بعدما أصابه التحريف والاعوجاج على يد الزمرة الحاكمة، كانت ثورة فكرية بامتياز أضاءت طريق الملايين في العالم أجمع، ولا زالت تدفع بالشعوب والأمم في طريق الثورة على الظلم ومقاومة الانحراف".
وأضاف: "عاشوراء مثلت ولا زالت تمثل يوماً تاريخياً في حياة الأمة الإسلامية، هي وقفة مع الذات وإصلاح للنفس، ومعرفة أن الإرهاب وسفك الدماء ليس نصراً بل من أبشع الجرائم، قلة قليلة في كربلاء ضربوا أروع الأمثلة بالصمود والثبات والالتزام بالقيم، والإمام الحسين عليه السلام ليس شخصاً بل مشروعاً، وهو منهج، خرج طلباً للإصلاح في أمة النبي محمد، والأمر بالعروف والنهي عن المنكر".
وشدد على أن "الشعب الفلسطيني صاحب حق، ويجب الوقوف معه في تحرير أرضه وتقرير مصيره، ونصرة الشعب الفلسطيني منطلق إيماني، يستمد الشعب الفلسطيني شرعيته من كلمة التوحيد، ليصل إلى توحيد الكلمة بين كافة المذاهب الإسلامية، إن مساندة الشعب الفلسطيني على إيجاد حل لأزمته أمر لازم في كل وقت، حيث لا زال الكيان الإسرائيلي يواصل العدوان الغاشم والظالم من تدمير وقتل".
وأشار إلى أنه "رغم العديد من الدعوات لوقف إطلاق النار والتظاهرات السلمية في مختلف دول العالم المطالبة بوقف نزيف الدم الفلسطيني، وإيقاف الدمار والخراب، لكن العدو الصهيوني يمعن في انتهاك القانون الدولي والحق الإنساني في الحياة باستمراره بارتكاب جرائم الحرب، التي خلفت الآلاف من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني، بل أصبح يتفاخر مدعوماً من بعض الدول التي طالما صدعتنا بحديثها عن الإنسانية والديمقراطية".
وأكد أنه "من المؤسف أن يترك شعبنا الفلسطيني يواجه آلة القتل والدمار والخراب الأميركية والإسرائيلية، ويعاني الجوع والفقر والتشريد محروماً من أبسط مقومات العيش الكريم، وكل هذا وسط صمت دولي، عربي وإسلامي، مخجل ومريب، فعبارات الإدانة والاستنكار لهذه الجرائم لم تعد كافية وغير مجدية".
ودعا "المجتمع الدولي في مجلس الأمن لوقف الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وبصورة عاجلة اتخاذ إجراءات حقيقية رادعة لإنهاء هذه المجازر ضد شعب يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة والبدء بوقف فوري لإطلاق النار، وإعمار المدن التي عانت الدمار والخراب والفوضى جراء حرب الإبادة، والبدء بأولى خطوات تحقيق الحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية، وإعطاء الشعب الفلسطيني العزيز الحق في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وختم المفتي عسيران بالقول: "ستبقى فلسطين للذاكرة "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، لقد حان الوقت ليقف الإنسان أمام ذاته ويعيد قراءة العلاقة الإنسانية مع أخيه الإنسان، في الزمن الراهن لا خلاص إلا بالخروج من المفهوم العام إلى المفهوم الخاص، ليبقى مفهوم الخلاص مفهوماً شاملاً يطال البشرية جمعاء، ويقدم نظريات فلسفية جديدة لخدمة الإنسان والإنسانية، سائلين المولى أن ينظر إلى قضيتنا وشعبنا الفلسطيني بعين الرحمة والرأفة".
تلى ذلك تناول الطعام على مائدة أبي الفضل العباس عليه السلام.