السبت 20 تموز 2024 16:39 م |
"عندما يضعف عدوك ضاعف هجومك"! |
* جنوبيات
يقرأ الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب في الهجوم بالمسيّرة التي ضربت تل أبيب، أكثر من رسالة، إذ يعتبر أنه من الواضح أن المسيّرة استهدفت تل أبيب، ولكنها أصابت مبنى قرب السفارة الأميركية فيه، ما يجعل من الرسالة الأبرز هي تلك التي تطال واشنطن، وموجّهة إلى تل أبيب، وضمناً إلى سفارة الولايات المتحدة الأميركية.
وأمّا الهدف من هذه الرسائل، فيؤكد العميد ملاعب، أنه القول لواشنطن بأن استمرار دعمها لإسرائيل، سيعرّضها للردّ وللإستهداف.
ويتحدث العميد ملاعب، عن مقولة استخدمها وزير دفاع العدو عندما قال بعد بدء الحرب على غزة، ومفادها أنه "عندما ترى عدوّك يضعف ضاعف هجومك"، لكن ما يحصل اليوم هو أن إسرائيل هي التي تضعف، خصوصاً عندما تصل الأمور إلى استنزاف الدبابات وحصول نقص فيها، وإلى تجنيد الحريديم وإلى تمديد سنوات الخدمة العسكرية، وإلى تسجيل نقص بالعديد وبالأسلحة، إضافة إلى الإحتجاجات والتظاهرات في الداخل، فيما تتواصل الحرب في غزة ولكن يعجز العدو عن الدخول حتى إلى رفح ويعجز عن السيطرة على منطقة الشمال.
وعن الردّ الإسرائيلي المتوقع على هذه الرسالة، يقول العميد ملاعب، إن العدو لن يستطيع الردّ عليها برسالة مماثلة، نظراً لحالة الإرباك التي يواجهها بدلالة التبريرات لعدم قدرة الدفاعات التي تفتخر بها إسرائيل، على التعامل مع المسيّرة.
وعلى العكس من ذلك، فإن ملاعب يشير إلى أن هذا الإرباك قد أرغم العدو على أن يستخدم 6 مقاتلات "إف 16" في أجوائه وعلى الحدود بشكل دائم في الـ24 ساعة الماضية، حيث أن هذه الطائرات لم تغادر الأجواء تخوفاً من أي هجوم بالمسيّرات.
في المقابل، يؤكد ملاعب أن هذه الحالة النفسية التي وصل إليها العدو الإسرائيلي، هي نتيجة العمليات الأخيرة، معتبراً أن الحزب لم يستخدم بعد كل أسلحته، إذ قد تكون مفاجآت في بعض الأسلحة المستخدمة في المرحلة المقبلة، وما قد يساهم في إضعاف العدو وحصول ارتباك في قراراته السياسية، والتي قد يكون من بينها الهروب إلى الأمام ومحاولة توسيع الجبهة في جنوب لبنان، وهذا منتظر قبل زيارة نتنياهو إلى واشنطن بعد أسبوع، وذلك بهدف كسب المزيد من العطف الأميركي وانخراطها في الحرب ودعم إسرائيل.
وعن الموقف الأميركي يجزم ملاعب، بأن واشنطن لن توافق على استدراجها إلى حربٍ لا تريدها، خصوصاً في ضوء الموقف الروسي الذي برز أخيراً حول سماح الإدارة الأميركية باستخدام صواريخ طويلة المدى ضد العمق الروسي، حيث هدّدت موسكو بتسليح اليمن بصواريخ حديثة ضد البوارج الأميركية الحديثة، لذلك فإن أي تطوير للجبهة في اتجاه معين سوف يدفع بالروس الذين لم يتخذوا موقفاً واضحاً حتى اليوم من حرب غزة، إلى تزويد الحوثيين بالصواريخ لمهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر.
وعليه، لا يتوقع ملاعب أن توافق واشنطن على أن يتمّ استدراجها للإنخراط في الحرب في المنطقة.
المصدر :ليبانون ديبايت |