يقول أحد الصّالحين:
"هناك قوّة خارقة تُسمّى "اليقين بالله"، بها نتخطّى أزماتنا، ونتحمّل آلامنا، وندعو ونستمرّ في الدّعاء حتّى ولو كانت كلّ الأبواب مغلقة، والظّروف ليست ميسّرة، وكلّ الأسباب توحي بعكس ما نتمنّى، لكنّنا على يقين بأنّ الله سيُصلح كلّ شيء في الوقت المناسب".
فكلّما أحسنت نيّتك أصلح الله حالك، وكلّما تمنّيت الخير لغيرك وجدته في دارك، وجاءك المدد من حيث لا تحتسب.
وعندما تظنّ أنّك سقطت، فلا تصدّق ذلك وتتوهّم الأمر. فأنت لم تقع بل زلّت بك قدمك ولكنّك لم تسقط. وهذا أمر طبيعيّ يحدث لغالبيّة البشر.
لكن ما هو غير طبيعيّ الاستمرار في هذا الوهم الذي سيدمّرك كلّيًّا.
لذا، اجمع شتاتك واستعدّ، "فالقادم أجمل"، وأنت أقوى ممّا تعتقد.
ولأنّنا نؤمن بالله وبحكمته وتدبيره، علينا أن نثق بقدراتنا ونسلّم أمورنا إلى مَن بيده ملكوت كلّ شيء، كي نطمئنّ بحسن تقادير المولى عزّ وجلّ، وعظيم لطفه وسلطانه الذي لا يزول.
وهنا يبرز اليقين بالله كدواء لكلّ داء. فوحده الله لا تضيق بالوافدين ساحته، ولا بالمذنبين رحمته، ولا بالسائلين نعمته.
اللهمّ نسألك وقد انقطع الرّجاء إلّا منك، وضاع الأمل إلّا فيك، أن تفتح لنا أبواب رحمتك، وأن تنشر علينا من واسع فضلك خزائن جودك وكرمك، وأن تجعل لنا من كلّ ضيق مخرجًا ومن كل همّ فرجًا.
اللهمّ ارفع عنّا كلّ بلاء وشدّة، وادفع عنّا كلّ فتنة وأذى، واشملنا بعفوك ورحمتك وكرمك وإحسانك وفضلك العظيم، يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.
آمين يا ربّ العالمين.