أجمعت الفصائل الفلسطينية الـ14، التي عقدت جولة حوارات لها، يوم الاثنين في 22 تموز/يوليو 2024، في العاصمة الصينية، بكين، بدعوة من جمهورية الصين الشعبية، على ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الفلسطيني.
واتفقت في "إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية"، الذي جاء في 3 صفحات من حجم A4 فولسكاب، مُوزعة على تمهيد و8 نقاط، وتشعباتها، على "أهمية استمرار اللقاءات وصولاً إلى وحدة وطنية فلسطينية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة، في إطار "مُنظمة التحرير الفلسطينية" المُمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
وأكدت على "ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني، بتوافق فلسطيني وبقرار من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ومُباشرة الحكومة المُشكلة ممارسة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة، بما يُؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، على أن تبدأ الحكومة بتوحيد المُؤسسات الفلسطينية الأمنية والإدارية في أراضي الدولة الفلسطينية".
اقتصر الحضور في الجلسة الصباحية على الوفود الفلسطينية، من دون حضور لأي مسؤول صيني، حيث تولى رئيس وفد حركة "فتح" نائب رئيس الحركة محمود العالول، إدارة الجلسات التي استهلها بكلمة، قبل أن يتحدث رؤساء الوفود المُشاركة: حركة "حماس": نائب رئيس الحركة في الخارج ورئيس دائرة العلاقات الدولية الدكتور موسى أبو مرزوق، "الجبهة الديمُقراطية لتحرير فلسطين": نائب الأمين العام ماجدة المصري، "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين": نائب الأمين العام جميل مزهر، "حركة الجهاد الإسلامي": نائب الأمين العام الدكتور محمد الهندي، "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني": الأمين العام الدكتور أحمد مجدلاني، "جبهة التحرير الفلسطينية": الأمين العام الدكتور واصل أبو يوسف، "حزب الشعب": الأمين العام بسام الصالحي، حزب "فدا": نائب الأمين العام محمود بحيص، "جبهة التحرير العربية": نائب الأمين العام فيصل عرنكي، "الجبهة العربية الفلسطينية": الأمين العام سليم البرديني، "المُبادرة الوطنية": الأمين العام الدكتور مصطفى البرغوثي، "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة": أمين سر المكتب السياسي أنور رجا و"مُنظمة الصاعقة": الأمين العام الدكتور محمد قيس.
أجمع المُتحدثون على أهمية ودقة وخطورة المرحلة.
بعد انتهاء الكلمات، جرى رفع الجلسة، وتشكيل لجنة صياغة عملت على إعداد مسودة البيان الختامي، الذي ستتم مُناقشته لإصداره بصيغته النهائية.
نص "إعلان بكين"
جاء في نص "إعلان بكين لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية":
"بدعوة كريمة وجهتها جمهورية الصين الشعبية للفصائل الفلسطينية، عقدت في العاصمة بكين جولة حوارات فلسطينية هامة بهدف توحيد الموقف الفلسطيني لمُواجهة حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي وإنهاء الانقسام بما يُحقق طموحات الشعب الفلسطيني في الوحدة الوطنية والحرية والاستقلال الوطني.
ويعرب المُجتمعون عن تقديرهم العالي للجهود المُخلصة التي تبذلها جمهورية الصين الشعبية انطلاقاً من دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني، وحرصها على إنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الفلسطيني.
ويُؤكدون على تمكين الأشقاء العرب وأصدقائنا في جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية لمواصلة الجهود الدولية لعقد مُؤتمر دولي كامل الصلاحيات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ القرارات الدواية ذات الصلة والمُنصفة لحقوق الشعب الفلسطيني تحت مظلة الأُمم المُتحدة ورعايتها، وبمُشاركة دولية وإقليمية واسعة بديلاً عن الرعاية الأميركية المُنفردة والمُنحازة.
وتُؤكد الفصائل الفلسطينية في ظل ما يتعرض له شَعبُنا من حرب إبادة وعدوان صهيوني إجرامي، على الروح الإيجابية البناءة التي سادت الاجتماع، واتفقت على الوصول إلى وحدة وطنية فلسطينية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة، في إطار "مُنظمة التحرير الفلسطينية" المُمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وتحيي الفصائل الفلسطينية صمود شَعبِنا ومُقاومته الباسلة وملحمته البطولية التي يخوضها في مُواجهة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي عززت مكانة القضية الفلسطينية وأفشلت مُحاولة تصفيتها.
كما تحيي كل القوى والدول وحركات التضامن الطلابية والشعبية والنقابية التي تُساند نضال الشعب الفلسطيني ميدانياً، وسياسياً، وقانونياً ودبلوماسياً.
وتُؤكد الفصائل على رفضها الحازم لكل أشكال الوصاية ومحاولات سلب الشعب الفلسطيني حقه في تمثيل نفسه أو مُصادرة قراره الوطني المُستقل.
واتفق المُجتمعون على النقاط التالية:
1- توحيد الجهود الوطنية لمُواجهة العدوان الصهيوني ووقف حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال وقطعان المُستوطنين بدعم ومُشاركة الولايات المُتحدة الأمريكية، ومُقاومة مُحاولات تهجير شَعبِنا من أرض وطنه فلسطين، ولإجبار الكيان الصهيوني على إنهاء احتلاله لقطاع غزة وسائر الأراضي المُحتلة والتمسك بوحدة الأراضي الفلسطينية، بما يشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
2- ترحب الفصائل الفلسطينية برأي "محكمة العدل الدولية" الذي أكد عدم شرعية الوجود والاحتلال والاستيطان الإسرائيلي على أرض دولة فلسطين وضرورة إزالته بأسرع وقت مُمكن.
3- انطلاقاً من اتفاقية الوفاق الوطني التي وقعت في القاهرة بتاريخ 04-05-2011، وإعلان الجزائر الذي وقع في 12-10-2022، الاستمرار في متابعة تنفيذ اتفاقات إنهاء الانقسام بمساعدة الشقيقتين مصر والجزائر والأصدقاء في جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية وفق ما يلي:
أ- الالتزام بقيام الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس، طبقاً لقرارات الأمم المُتحدة ذات الصلة.
ب- حق الشعب الفلسطيني في مُقاومة الاحتلال وإنهائه وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المُتحدة وحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ونضالها من أجل تحقيق ذلك بكل الأشكال المُتاحة.
ج- تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية وبقرار من الرئيس، بناء على القانون الأساسي الفلسطيني المعمول به، ولتمارس الحكومة المُشكلة مُمارسة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة، بما يُؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، على أن تبدأ الحكومة بتوحيد المُؤسسات الفلسطينية كافة في أراضي الدولة الفلسطينية، والمُباشرة في إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية بأسرع وقت، وفقاً لقانون الانتخابات المُعتمد.
د- وإلى أن يتم تنفيذ الخطوات العملية لتشكيل المجلس الوطني الجديد وفقاً لقانون الانتخابات المُعتمد ومن أجل تعميق الشراكة السياسية في تحمل المسئولية الوطنية، ومن أجل تطوير مُؤسسات "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، وتم تأكيد الاتفاق على تشكيل إطار قيادي مُؤقت مُوحد للشراكة في صنع القرار السياسي، وفقاً لما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني المُوقعة في 4 أيار/مايو 2011.
4- المُقاومة وإفشال مُحاولات تهجير شَعبِنا من أرض وطنه فلسطين خصوصاً من قطاع غزة أو في الضفة الغربية والقدس، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان والتوسع الاستيطاني، وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المُتحدة ورأي "محكمة العدل الدولية".
5- العمل على فك الحصار الهمجي عن شَعبِنا في قطاع غزة والضفة الغربية وإيصال المُساعدات الإنسانية والطبية دون قيود أو شروط.
6- دعم وإسناد الصمود البطولي لشَعبِنا المُناضل ومُقاومته الباسلة في فلسطين لتجاوز الجراح والدمار الذي سببه العدوان الإجرامي، وإعمار ما دمره الاحتلال، ودعم عائلات الشهداء والجرحى وكل من فقد بيته ومُمتلكاته ومصادر رزقه.
7- التصدي لمُؤامرات الاحتلال وانتهاكاته المُستمرة ضد المسجد الأقصى المُبارك ومُقاومة أي مس به وبمدينة القدس ومُقدساتها الإسلامية والمسيحية.
8- توجيه تحية إجلال وإكبار لشهداء الشعب الفلسطيني وتأكيد الإسناد الكامل للأسرى والأسيرات البواسل في السجون ومعسكرات الاحتلال الذين يتعرضون لمختلف أشكال التعذيب والقمع وأولوية بذل كل جهد مُمكن من أجل تحريرهم من أسر الاحتلال.
وفي ضوء هذا الإعلان، اتفق الحضور على آلية جماعية لتنفيذ بنود الإعلان من كافة جوانبه، وتقرر اعتبار اجتماع الأمناء العامين نقطة انطلاق لعمل الطواقم الوطنية المشتركة بشكل عاجل، كما تقرر وضع أجندة زمنية لتطبيق هذا الإعلان.
وفي ختام اللقاء عبرت الفصائل الفلسطينية مُجتمعة بتحية التقدير وتثمين لجهود جمهورية الصين الشعبية وقيادتها للوصول إلى هذا الاتفاق الوطني الهام.
المُوقعون على البيان
وقع على البيان، الفصائل الفلسطينية المُجتمعة في بكين، وهي:
- حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح": محمود العالول.
- حركة المقاومة الفلسطينية "حماس": الدكتور موسى أبو مرزوق.
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: جميل مزهر.
- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: ماجدة المصري.
- حركة الجهاد الإسلامي: الدكتور محمد الهندي.
- حزب الشعب الفلسطيني: بسام حاصباني.
- جبهة النضال الشعبي الفلسطيني: الدكتور أحمد مجدلاني.
- حركة المُبادرة الوطنية الفلسطينية: الدكتور مصطفى البرغوثي.
- الجبهة الشعبية - "القيادة العامة": أنور رجا.
- الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني - "فدا: محمود بحيص.
- جبهة التحرير الفلسطينية: الدكتور واصل أبو يوسف.
- جبهة التحرير العربية: فيصل عرنكي.
- الجبهة العربية الفلسطينية: سليم البرديني.
- طلائع حرب التحرير الشعبية - "قوات الصاعقة": الدكتور محمد قيس.