خضع مرشح رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، لمنصب سفير للولايات المتحدة لدى الكيان الصهيوني، ديفيد فريدمان، لجلسة استجواب أمام الكونغرس الأمريكي، يوم الخميس الماضي، للاستماع إلى أرائه الخاصة حول الوضع في فلسطين المحتلة.
وحسبما لاحظ مراسلا وكالة أسوشيتيد برس، كارين لؤاب في رام الله، وجوزف فدرمان في القدس، فإن فريدمان "أظهر معرفة شاملة بالشؤون "الإسرائيلية – الفلسطينية" خلال جلسة تعيينه في مجلس الشيوخ يوم الخميس؛ غير أنه تغاضى، في بعض الأحيان عن تعقيدات شهيرة في المنطقة".
ورداً على على سؤال حول موقف إدارة ترامب من حل الدولتين، قال فريدمان إنّه سيكون سعيداً لرؤية اتفاق سلام يعطي الفلسطينيين دولة مستقلة، إلا أنّه عبّر عن شكوك "على أساس ما أرى أنه عدم رغبة من جانب الفلسطينيين لنبذ الإرهاب والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية".
وأضاف فريدمان أنّ الفلسطينيين فشلوا في "إنهاء التحريض" على العنف، وأن الإرهاب قد ازداد منذ اتفاقات أوسلو في تسعينات القرن الماضي، والهدف منه أن يكون نقطة انطلاق نحو إقامة دولة فلسطينية.
ورداً على سؤال عما إذا كان الفلسطينيون، بموجب القانون الفلسطيني، "يكافئون الإرهابيين"، وعما إذا كان عدد الناس الذين يقتلهم "الإرهابي" يشكل "حافز تحريض إضافياً"، قال فريدمان: أجد ذلك "صحيحاً تماماً".
غير أنّ مراسلي الوكالة يكشفون عن عمق العلاقة التي تربط فريدمان شخصياً بدعم الاستيطان في الضفة الغربية وتمويله، وبتبني الآراء الأشد يمينية بين المتطرفين الصهاينة.
فرداً على سؤال حول صلاته بمستوطنة "بيت إيل"، وهي مستوطنة المتطرفين المتدينين بالقرب من رام الله في الضفة الغربية، قال فريدمان إن علاقاته بها تعود إلى فترة رئاسته لمجموعة تسمّى "الأمريكيون الأصدقاء ليشيفا بيت إيل"، وهي الذراع التمويلي في الولايات المتحدة الأمريكية للمعهد الديني اليهودي المرتبط بالمستوطنة و المؤسسات التابعة لها. وأضاف إن الأموال التي ساعد في جمعها ذهبت نحو المرافق التعليمية مثل المهاجع والقاعات الرياضية والفصول الدراسية.
"إنها تستمد أساساً من التزامي بالتعليم اليهودي"، حسبما وصف فريدمان تورطه مع مستوطنة بيت إيل، وأضاف: "نوعية تلك المدارس ممتازة".
وتفنيداً لهذه النقطة بالذات، قال مراسلا وكالة "اسوشيتيد برس" في رام الله والقدس إنه "ولئن كان صحيحاً أن مجموعة فريدمان قد وفرت الأموال لمساعدة الأنشطة التعليمية في المستوطنة، إلا أن فريدمان تغاضى عن علاقات عائلته الطويلة مع مستوطنة "بيت إيل".
وأضاف المراسلان: "فإضافة إلى دعم مؤسسات بيت إيل، والتي تشمل مدارس ثانوية، إلا أنها تدعم أكاديمية عسكرية إسرائيلية أيضاً، وفريدمان كتب العديد من الأعمدة لصالح موقع "اروتز شيفا"، وهو موقع إخباري يميني تابع لمستوطنة "بيت إيل". وقد أثار فريدمان في بعض من هذه الأعمدة تعليقات مثيرة للجدل جذبت الانتباه إليه منذ ترشيحه لمنصبه الحالي."
وكشف المراسلان أن اسم فريدمان وزوجته يرتفع في داخل مستوطنة "بيت إيل"، على واجهة "بيت كلية فريدمان"، والذي يقول الناشط ضد الاستيطان كريم نافوت، أنه بني على أراض فلسطينية خاصة، دون إذن من أصحاب الأرض الفلسطينيين.